مركز حوار بالتعاون مع التيار الإصلاحي يستعرضان مشروع الدولة الواحدة
بمشاركة نخب سياسية

رؤى قنن _ مصدر الإخبارية
أكد عدد من النخب السياسية وممثلي الفصائل الفلسطينية بغزة، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لن تقبل مشروع الدولة الواحدة، على الأراضي الفلسطينية التاريخية، في الوقت الذي قضت فيه على حل الدولتين، عبر التوسّع الاستيطاني، ومصادرة الأراضي، والسيطرة على الموارد والمياه والحدود البرية والبحرية.
وعقد مركز حوار للدراسات صباح اليوم السبت، ندوة حوارية، بعنوان (حل الدولة الواحدة بين الممكن والمستحيل) ناقش خلالها عدد من النخب السياسية وممثلو الفصائل الفلسطينية بغزة، فكرة حل الدولة الواحدة والتعايش بين الشعب الفلسطيني والإسرائيلي في ظل المعطيات السياسية والميدانية التي أثبتت فشل حل الدولتين.
وقدم الإعلامي والباحث في الشؤون السياسية الدكتور عماد محسن ورقة عمل حملت عنوان “خيار الدولة الواحدة في فلسطين “(إستراتيجية الخيار ومناورات السياسة) بحضور عدد كبير من ممثلي الفصائل والنخب التنظيمية والسياسية والصحفيين
وتحدث محسن حول رؤية الدولة ثنائية القومية والتي تقوم على أساس تجنب سيطرة الأغلبية على الأقلية، مشترطاً نحاج هذا المشروع بتوفر عناصر أساسية مثل تقسيم السلطة ونظام تعدد الأحزاب وحق الأقلية في الاعتراض والمشاركة في السلطة التنفيذية.
وتطرق محسن في ورقته إلى جذور سيناريو الدولة ثنائية القومية، مرجعاً هذا السيناريو إلى المفكرين اليهود خلال العشرينيات من القرن الماضي، وبعد ذلك جماعات يهودية وفلسطينية، مشيراً إلى انه ظهر مؤخراً اهتمام ملحوظ بين الفلسطينيين بهذا الخيار، وخاصة في إسرائيل والشتات مستنداً إلى توصية الأمم المتحدة الخاصة بمسألة فلسطين قضت بن تقام في فلسطين دولة واحدة على أساس اتحاد (فدرالي) يضم المجموعات القومية.
وسلّط محسن في ورقته الضوء على خيار (الدولة الواحدة) كبديل تحدٍ للاحتلال والمجتمع الدولي على حدٍ سواء، في ظل فشل المجموعة الدولية بإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب وانتهاء حلم حل الدولتين، وتراجع فرص تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وعضو مكتبها السياسي خالد البطش في مداخلته، “هذه الفكرة التي تناقش دوليا وفي مراكز الأبحاث العالمية هي فتح مجال جديد لإدارة الصراع وليس لإنهائه، ولذلك نحن في حركة الجهاد الإسلامي ضد هذا الخيار ومتمسكون بخيار التحرير لكل الأراضي الفلسطينية المحتلة وإنشاء الدولة الفلسطينية الوطنية المستقلة، ولذلك لن نقبل بأجزاء الحلول”.
الباحث والمحلل السياسي الدكتور حسام الدجني شدد في حديثه على أن فكرة مشروع إنشاء الدولة الواحدة قد يصلح كواحد من أدوات المناورة السياسية للفلسطينيين لكشف حقيقة الديمقراطية الإسرائيلية الزائفة ونظامها المتجذر عبر الفصل العنصري، أمام العالم والمجتمع الدولي، والمؤكد لدينا بان الاحتلال الإسرائيلي لن يقبل بهذا الحل كونه مهدد وجودي لهم كدولة احتلال، لكنه يمكن أن يخدمنا كفلسطينيين في شن هجمة دبلوماسية وسياسية ضد الاحتلال في كل المحافل الدولية.
وتحدث المحلل السياسي محمود صيام في مداخلة له حول حل الدولتين بأنه يواجه صعوبات كبيرة وانتهى عمليا، بعد ضم معظم الأراضي الفلسطينية، والجميع بما فيهم المحللون الإسرائيليون يدركون بأننا ذاهبون رغم أنوفنا كفلسطينيين وإسرائيليين تحت حكم واحد بعد عمليات الضم في الضفة الغربية، ولذلك نقاش حل الدولة الواحد أصبح أكثر قربا من نقاش حل الدولتين وتمكين الشعب الفلسطيني من إنشاء دولته المستقلة على حدود 67 وفقا لنصوص الاتفاقيات الدولية والأمم المتحدة.
و وصف محللون تحقيق خيار الدولة الواحدة أو حتى حل الدولتين بالأمر المستحيل، وأن الاحتلال يفرض على الأرض واقعاً من الصعب تجاهله ويحول دون إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة ومتواصلة، وهو ما سيؤدي إلى قيام دولة فلسطينية على السكان فقط معزولة هنا وهناك.
وبدوره أوضح وائل المبحوح رئيس مركز حوار لدراسات فلسطين أن الندوة الحوارية جمعت كل الفصائل الفلسطينية للتعقيب على ورقة مُقدمة من التيار الإصلاحي في حركة التحرير الوطني” فتح” حول “الدولة الواحدة بين الممكن والمستحيل”، للخروج بتقدير موقف فلسطيني عام يتحدث عن هذا الموضوع، وهل يمكن تحقيق حل الدولة الواحدة؟ و ماشكل هذه الدولة؟ ما المعيقات التي أمامها؟.
لمشاهدة رابط الفيديو / اضغط هنا