براء الزرد.. نسب نفسه لمدينة جنين ووصفه والده بالعريس قبل يوم من استشهاده

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

براء الزرد.. شهيدٌ جديدٌ ينضم إلى قوافل الشهداء الذي ارتقوا نتيجة اعتداءات الاحتلال على الشبان المتظاهرين بمخيم ملكة شرق مدينة غزة.

مساءٌ حزين، ودموعٌ حائرة تكتم حزنًا يكوى الفؤاد شوقًا لمن رحلوا، ودعوات من هنا وهناك بالرحمة والقبول، وأحضان دافئة علها تُعوض شعور من غابوا ومن رحلوا.. هكذا بدأ المشهد في مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة.

فمنذ إعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد عددٍ من الشبان بتفجير الاحتلال جسمًا مشبوهًا بموقع ملكة شرق مدينة غزة، توافد عشرات المواطنين إلى مجمع الشفاء لتقديم التعازي والمواساة برحيل من فقدوا وغابوا عن عالمنا مساء اليوم.

براء، كان أحد هؤلاء الشهداء، والذي جاء نبأ ارتقائه بعد يوم واحد من وصف والده القيادي في حركة حماس وائل الزرد له بالعريس وذلك عبر “منشور” بصفحته الرسمية على موقع فيسبوك.

لم يكن يدري الداعية “الزرد” أنها ستكون ساعاتٍ وسيُفارق فيها نجله “براء” إلى الأبد، بعدما سرق الاحتلال منه فلذة كبده ذو 18 ربيعًا من عُمره.

فلم تشفع كلمات الزرد لنجله عندما خاطبه أمام الآلاف ممن يُتابعون صفحته عبر فيسبوك قائلًا: “هذا العريس #البراء ما شاء الله، كبر وأنهى الثانوية العامة، ودخل الجامعة”.

وأضاف: “كمان شويتين بيخلص، إلا وهو متزوج وصاير عندو أولاد وبنات، وهيك الدنيا، أسأل الله أن يوفقه، هو وجميع إخوانه وأخواته… دعواتكم له بالتوفيق”.

لاقت كلمات “الزرد” تفاعلًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فوصفه لنجله “البراء” بالعريس قبل يومٍ من استشهاده كان استشرافًا بنهاية مشرقة لشابٍ أعزل لم يكن يملك من أمره إلا علم فلسطين وبضع كلمات في قلبه يُغازل بها فلسطين.

أما عن براء فقد اختار لنفسه أن يكون من مخيم “جنين” بوابة الأبطال والفدائيين الذين يُسطرون أسمى معاني التضحية والفداء أمام احتلالٍ لم يسلم من شره الشجر أو الحجر أو البشر.

وانطلقت عصر اليوم الأربعاء فعاليات شعبية بمخيم ملكة شرق غزة تحت عنوان “المقاومة طريق الانتصار”، بدعوةٍ من فصائل المقاومة في الذكرى الـ18 للانسحاب الإسرائيلي من غزة والثلاثين لتوقيع اتفاق أوسلو.