هل ستحقق قرارات بن غفير العنصرية بحق الأسرى الفلسطينيين أهدافها؟

سماح شاهين– مصدر الإخبارية

لا يزال وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، يُصعدّ عدوانه ضد الأسرى الفلسطينيين العُزل داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، من خلال فرض قرارات عنصرية آخرها تقليص زيارات عوائل الأسرى لهم إلى مرة واحدة كل شهرين بدلاً من كل شهر.

وتبعًا لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، فإن القرار سيطبق على 1600 أسير من مجموع 5000 أسير أمني في السجون الإسرائيلية.

ولقيَ قرار بن غفير معارضة كلاً من الجيش الإسرائيلي والشاباك ومجلس الأمن القومي، قائلين إن تشديد التنكيل بالأسرى سيؤدي إلى تصعيد أمني، يمكن أن يشمل إطلاق قذائف صاروخية، وتصاعد العمليات الفدائية.

وقال بن غفير: “تم انتخابي من أجل هذا الموضوع، وسوف أطبقه، وأي قرار اتخذه من شأنه أن يغضب الأسرى، لكن القرار اتخذ بعد أن درسته”.

بدوره، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صدور قرار بشأن تقليص زيارات عائلات الأسرى، في إشارة إلى القرار الذي اتخذه وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير.

وردًا على القرار، فإن الأسرى الفلسطينيين يعتزمون البدء بإضراب عن الطعام، في 14 أيلول (سبتمبر) الجاري، احتجاجًا على قرار بن غفير.

الحركة الأسيرة لن تقف مكتوفة الأيدي

الأسير المحرر والباحث المختص في قضايا الأسرى د. رأفت حمدونة أكد لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن أهداف المتطرف إيتمار بن غفير لن تتحقق، وأن قراراته في الفترة الأخيرة تراجع عنها بفعل نضالات الحركة الوطنية الأسيرة.

وقال حمدونة إن الحركة الأسيرة منذ بداياتها عودتنا على أنها لن تستسلم ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي فعل من قبل إدارة السجون الإسرائيلية وبن غفير، مشيرًا إلى أنّه سبق أن انتصرت إرادة الأسرى على شخصيات متطرفة سابقة.

وتابع أن الشعب الفلسطيني بأكمله يلتف حول قضية الأسرى، وأن أية خطوة ممكن أن تؤذي الأسرى سيكون هناك رد فعل جماهيري.

ولفت إلى أن هناك الكثير من المتضامنين الأحرار من كل العالم، مشددًا على أن هنالك حقوق أساسية نصت عليها اتفاقات ومواثيق دولية بأن يجب أن تعامل إدارة السجون الأسرى معاملة إنسانية.

وبحسب اتفاق جنيف في المادة 13، فإنه يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات، ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبِّب موت أسير في عهدتها، ويعتبر انتهاكًا جسيمًا.

وشدد حمدونة على أنّ أي تجاوز للاتفاق فيما يتعلق بالأسرى، فإن المعطيات تقف أمام بن غفير وسياساته، فهذه القضية لن يحقق شيء فيها.

قرارات بن غفير العنصرية لن تحقق أهدافها

المختص في شؤون الأسرى رامز الحلبي يتفق أيضًا مع د. رأفت حمدونة، بأن قرارات المتطرف إيتمار بن غفير لن تحقق أهدافها ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الحلبي لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنّ الحكومات الإسرائيلية المتطرفة أو الأقل تطرفًا تضع عينها على تاريخ الحركة الأسيرة، وكسر إرادة الأسير الفلسطيني، ولكن بقوة وعزيمة الأسرى ينتزعون حقوقهم بخطواتهم النضالية.

وأكد أن الحركة الأسيرة وضمن برنامجها الوطني النضالي تستطيع أن تفشل قرارات بن غفير وإدارة السجون، من خلال مقاطعة المحاكم الإسرائيلية والإضراب المفتوح عن الطعام بشكل موحد.

ونوه إلى أن 237 أسير فلسطيني استشهدوا من عام 1967في سجون الاحتلال، خلال خطواتهم النضالية من أجل انتزاع حقوقهم من إدارة مصلحة السجون.

وبيّن أن هناك صراع حقيقي دائم ومستمر ما بين إدارة السجون التي تحاول أن تمارس همجيتها ضد الأسرى، وتحدي وتصدي أبناء الحركة الأسيرة وانتزاع حقوقهم يومًا بعد يوم منها.

وأشار إلى أنّ الحكومة الحالية تعتبر من الحكومات الأكثر تطرفًا في “تاريخ إسرائيل”، وبن غفير يريد ويسعى من أجل تمرير ما أرداه ولكن هو ليس صاحب القرار.

وشدد الحلبي على أنّه لدينا حركة أسيرة قوية تستطيع أن تفشل أي مخطط بكرامة تحفظ حقوق الأسرى، بالإضافة إلى تظافر القوى والمركب الفلسطيني بفصائله والشعب الفلسطيني لن يتركوا الأسر ى لوحدهم.

بن غفير يشكل خطرًا على الأمن

دانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، قرار بن غفير المتمثل بتقليص زيارات عائلات الأسرى لأبنائها في سجون الاحتلال.

وقال رئيس الهيئة قدورة فارس “إن قرار المتطرف بن غفير يأتي في إطار سلوك انتقامي عنصري يريد من خلاله إيقاع الأذى بالأسرى وعائلاتهم، والمساس بحقوقهم الأساسية، بشكل يتعارض مع القوانين والأنظمة الإسرائيلية، وليس فقط القانون الدولي”.

وأضاف أن “بن غفير يبادر وبشكل محموم باتخاذ إجراءات قهرية، ويحوّل بذلك شروط حياة الأسرى إلى قضية صراع سياسي وتحدٍ لإرادة أبناء شعبنا، وقواه الحية، وهو يعلم أن شعبنا لن يستسلم له ولا لحكومته، ولن يترك الأسرى وحيدين في معركة الدفاع عن كرامتهم وحقوقهم”.

وتابع أن “مواصلة استهداف الأسرى سيكون عنوان الانفجار القادم في وجه الاحتلال وعلى كافة الجهات”، مؤكدًا أن “فصائل، وقوى شعبنا، ومؤسساته ستكون موحدة داخل المعتقلات الإسرائيلية وخارجها، خلف قضية الأسرى، وهو ما سيسحق هذا المنهج الفاشي الخطير، الذي يتصرف من واقع إحساسه بالفشل والإحباط، وعدم قدرته على تنفيذ الوعود التي كان يتشدق بها خلال الحملة الانتخابية”.

وأكد فارس أن “الأيام والأشهر المقبلة ستثبت أن بن غفير يشكل خطرًا على الأمن والاستقرار في المنطقة، وخطرًا على أمن إسرائيل نفسها”.

وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال نحو (4900) أسير/ة، بينهم (31) أسيرة، و(160) طفلًا بينهم طفلة، تقل أعمارهم عن (18) عامًا، إضافة إلى أكثر من (1000) معتقل إداريّ بينهم (6) أطفال، وأسيرتان.

وبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلون قبل توقيع اتفاق أوسلو (23) أسيراً، أقدمهم الأسير محمد الطوس المعتقل منذ 1985.

اقرأ/ي أيضًا: واللا العبري: خطة بن غفير ضد الأسرى قد تقود إلى تصعيد واسع