ماذا عرف نتنياهو عن الفشل الدبلوماسي الليبي ومتى؟

هآرتس العبرية– مصدر الإخبارية:
بعد مرور أكثر من 48 ساعة على الإحراج الدبلوماسي الهائل الذي سببه الإعلان عن اللقاء بين وزيري الخارجية الإسرائيلي والليبي، بقي لغز واحد دون حل: ما الذي عرفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووافق عليه على وجه التحديد؟
وتمت الإجابة على معظم الأسئلة الأخرى المحيطة بالحادثة خلال اليومين الماضيين. وهكذا، على سبيل المثال، فمن الواضح أن رئيس الوزراء الليبي كان على علم بالاجتماع، لكنه سارع إلى التنصل منه وإقالة وزيرة خارجيته من منصبها بعد الإعلان الرسمي الإسرائيلي. ومن الواضح أيضاً أن الضرر لم يلحق بالعلاقات السرية مع ليبيا فحسب، بل أيضاً بمحاولات إقامة علاقات مع الدول العربية والإسلامية الأخرى في المنطقة.
وذكرت القناة 12 الإخبارية أن نتنياهو كان على علم بالاجتماع والنية للإعلان عنه، لكن مكتبه يرفض تقديم إجابات واضحة على استفسارات الصحفيين، ولم يتم تقديم أي رد على هذا السؤال البسيط من جانب وزير الخارجية إيلي كوهين أيضاً. وقال مصدران حكوميان مشاركان في الحادث لصحيفة “هآرتس” إن نتنياهو كان على علم بأن وزارة الخارجية كانت على اتصال بالحكومة الليبية المتمركزة في طرابلس.
وأوضح أحد المصادر: “من غير المعتاد ألا يتم إبلاغ رئيس الوزراء بمثل هذا الحدث”. لا يمر كل اجتماع وزاري أو بيان عبره، لكن مثل هذا الحدث يجب أن يحظى بموافقته، لأن الحساسية واضحة للجميع. من المريح لرئيس الوزراء أن تكون النيران موجهة بالكامل نحو وزير الخارجية، ولكن من الصعب أن نتخيل أن نتنياهو لم يكن متورطًا على الإطلاق في القرار. الأمر لا يسير على هذا النحو في إسرائيل”.
بالنسبة لنتنياهو، ليس لهذا السؤال إجابة جيدة. فإذا علم بالإعلان ووافق عليه فهو شريك كامل في الفشل. إذا لم يكن يعلم، فإن ذلك يثير تساؤلات حول عمله كرئيس للوزراء. ووعد نتنياهو الإسرائيليين والعالم بأنه، على الرغم من تطرف معظم وزرائه وقلة خبرتهم، فإنه سيكون من يدير الأمور «بيده على عجلة القيادة».
وفي محاولة للنأي بنفسه عن الحادث، أصدر نتنياهو بيانا صباح الثلاثاء طالب فيه وزراء الحكومة بإبلاغه بأي نشاط دبلوماسي سري. ولم يتضمن الإعلان أي إشارة شخصية إلى كوهين. في الماضي، اختار نتنياهو التصرف بشكل أكثر صراحة عندما شعر أن العمل الدبلوماسي داخل الحكومة يقوض سلطته.
وفي عام 2014، التقت تسيبي ليفني، وزيرة العدل آنذاك والمسؤولة عن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في لندن. وسارع نتنياهو إلى إبلاغ وسائل الإعلام بأنه لم يكن على علم باللقاء، وهدد بإقالة ليفني. وفي عام 2015، أرسل رئيس الشاباك آنذاك يورام كوهين لإبلاغ عباس بأنه لا يوافق على الاجتماعات التي عقدها عضو كبير في الحكومة مع محمد دحلان، منافس عباس.
أما القضية الليبية فهي أكثر تعقيداً بالنسبة لنتنياهو، لأنه يدعم السياسة التي حاول كوهين تعزيزها، وهي إقامة علاقات مع الدول العربية، منفصلة عن القضية الفلسطينية. كانت المشكلة هي التنفيذ غير الاحترافي والمتلعثم. يحاول نتنياهو الآن أن ينسى الجميع الحادثة ويقلل من أضرارها الدبلوماسية والشعبية. فهو لن يهدد بإقالة كوهين لسبب بسيط: وزير الخارجية يغادر منصبه بعد أربعة أشهر، ويبدل حقائبه مع وزير الطاقة يسرائيل كاتس.
اقرأ ايضاً: في أعقاب تسريبها لقاء كوهين والمنقوش.. إدارة بايدن توجه رسالة حادة للحكومة الإسرائيلية