بجسده الصغير.. عمر العديني طفلًا يتحمل المرض والفقر

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

بيديه الصغيرتين وتحت أشعة الشمس الحارقة يجمع الطفل عمر العديني أدوات الخردة التي يجدها في أماكن القمامة، ليستطيع توفير تكاليف دوائه باهظ الثمن وإكمال مسيرة العلاج التي بدأت منذ عام.

الطفل عمر العديني البالغ سبعة أعوام، يقطن في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في بيت متهالك لا يصلح للعيش الآدمي، مُصاب بمرض السرطان، الذي منعه من الإلتحاق لعامه الدراسي والعيش في أجواء الطفولة كباقي الأطفال.

لكن لم يمنعه المرض من مساعدة أبيه في جمع الخردة منذ أن كان عمره خمس سنوات، متحديًا الفقر متحملًا مسؤولية العيش بين أربعة أخوة أصغرهم طفلة لا تتجاوز ستة أشهر، فهو يتميز بالعزيمة والإصرار وحبه للحياة، يتوجه هو وأبيه على عربة صغيرة يجرها حمار، لتخفيف التعب والإرهاق أثناء عمله.

 

عمر العديني

بعد أن ينهكه التعب وتأخذ الشمس من جسده الصغير مساحه ليست ضئيلة، لا يجد الطعام الكافي ليسد جوعه يتناول بعض منه ويخلد لنوم بعد ساعات ، يوقظه الجوع ويجعله يتناول من الأطعمة الممنوعة كالسكر.

العديني الذي هو من بين 350 طفل مصاب بمرض السرطان كما ورد في مركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، لا يصلهم العلاج بالكامل وبالكاد يستطيعون السفر بسبب الحصار الذي فرض علي قطاع غزة قبل 16 عامًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

لم تكن المعاناة التي يعيشها الطفل عمر حكرًا عليه فقط، بل أمه التي تبلغ من العمر ثلاثون عامًا التي أصيبت بحالة من الإحباط واليأس، كادت أن تفقد طفلتها من شدة حزنها عليه، عندما تشاهده وهو يأخذ جلسات العلاج الكيميائية ويتكور ألمًا بين يديها.

يضيق الكوكب في عينها ويقف العالم بأسره في حلقها، عاجزة عن إنفاذ فلذة كبدها من نهش المرض لجسد طفلها الصغير.

إذًا الشفاء اليوم هو حُلم يلازم عمر ليتسنى له العيش بسلام مع أشقائه وتحت ظل عائلته، واستكمال رحلته الدراسية التي حرم منها بعد تخريجه من رياض الأطفال، بسبب مرضه.