الخطة الخمسية.. تهويد إسرائيلي جديد لمدينة القدس بحجة التنمية والتطوير

القدس المحتلة- خاص مصدر الإخبارية:

أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن خطة خمسية لتهويد مدينة القدس المحتلة بتكلفة تصل إلى 3.2 مليار شيكل (850 مليون دولار أمريكي)، وتخصيص ميزانية أخرى بقيمة نصف مليار شيقل من أجل مشروع ما يسمى “الحوض المقدس” للتهويد، وتعزيز الاستيطان.

وتهدف الخطة الخمسية إلى دمج القدس الشرقية في المنظومة اليهودية لقطع كل الطرق أمام أي حل دولي لجعلها عاصمة لدولة فلسطين المحتلة.

ويحذر محللون وخبراء في شؤون القدس، من خطورة تطبيق الخطة كونها تستهدف بشكل أساسي السكان العرب في المدينة، وخلق أجيال تتكلم العبرية، بما يحقق الأهداف الإسرائيلية من السيطرة الكاملة على القدس.

ويقول هؤلاء في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، إن “الخطة الخمسية تهدف إلى ربط مدينة القدس بدولة الاحتلال اقتصادياً وثقافياً، وطمس كل المعالم العربية والإسلامية”.

ويقول الكاتب كمال أبو شقفة إن “الخطة تشمل خمسة قطاعات رئيسية، التعليم والتنمية الاقتصادية، والبنية التحتية، والتخطيط القانوني، وتصميم المباني، وخدمات المقيمين”.

وبحسب حكومة الاحتلال تخصص الخطة 800 مليون شيكل للتعليم، و506 مليون شيكل للتنمية الاقتصادية، و833 مليون شيكل للبنية التحتية، و132 مليون شيكل للتخطيط القانوني وتصميم المباني العامة، و900 مليون شيكل لخدمات المقيمين.

ويضيف أبو شقفة أن “الخطة تهدف إلى إضفاء الطابع اليهودي على المناهج التعليمية في المدينة، ونشر العادات والتقاليد الإسرائيلية من أجل تلويث العقول الفلسطينية بالمدينة”.

ويتابع أن “الخطة تخصص ميزانيات لدمج العرب في الجزء الشرقي من القدس في سوق العمل الإسرائيلي من أجل تخدير العقل الفلسطيني وابعاده عن القضايا الوطنية، وتأسيس قناعات بأن المدينة ملك لليهود، وأنتم تعملون لديهم”.

ويشير إلى أنه تهدف إلى إحداث دمج عمراني بين الجزئين الشرقي والغربي في مدينة القدس، بما يعزز التمدد الاستيطاني وإخراج المقدسيين من منازلهم تدريجياً”.

وينبه إلى أن خدمات المقيمين تهدف إلى تعزيز السيطرة الأمنية الإسرائيلي في القدس، من خلال زيادة أعداد أفراد الشرطة وكاميرات المراقبة”.

ويؤكد أن “الخطة تهدف إلى سد الفجوات بين المجتمع العربي واليهودي في ظل معاناة الأخير من بنية تحتية مأساوية ومتهالكة”.

ويشدد على أن “الاحتلال يريد استغلال الخطة من أجل التسلل للمجتمع الفلسطيني وتفكيكه نهائياً وابعادهم عن الهوية الوطنية والثقافية”.

وينوه إلى أن “تطبيق الخطة يأتي في ظل سيطرة الاحتلال على 60% من مؤسسات التعليم في مدينة القدس، حيث يفرض المناهج الإسرائيلية المشوهة”.

ويحذر من أن الفلسطينيين يفقدون السيطرة تدريجياً على اقتصادهم، من خلال الاعتماد على نظيره الإسرائيلي، من خلال تحولهم لمجتمع استهلاكي غير منتج.

من جانبه، يقول المختص في شؤون القدس شعيب أبو سنينة، إن “الاحتلال أقر الخطة في 20 آب (أغسطس) الجاري، على أن ينتهي العمل بها في عام 2028، وتروج إلى تعزيز الوجود اليهودي في مدينة القدس تحت ذرائع خدماتية وتطويرية”.

ويضيف أبو سنينة أن “الخطة تستهدف بشكل أساسي الجزء الشرقي من مدينة القدس، وصبغه بالمعالم وأسرلته”.

ويشير إلى أن “الخطة تخصص 120 مليون شيكل لتعزيز السيادة الأمنية، وتزعم تخصيص مبالغ لبناء 2000 شقة للفلسطينيين في ترويج كازب، يهدف إلى تعزز المستوطنين وسيطرتهم على الأرض”. مستدلاً بأن أي بناء فلسطيني يتطلب الترخيص المسبق، وهو ما يضع عليه الاحتلال قيود معقدة.

وينوه إلى أن “الخطة تركز على القطاع الخدماتي بهدف تعزيز وجود المستوطنين وضمان استمرارية بقائهم في القدس الشرقية”.

ويؤكد على أنه “يتوجب على الكل الفلسطيني الانتباه إلى هذه الخطة الخبيثة وتعزيز الوعي بشأنها وقطع الطريق أمام الاحتلال لإنهاء الوجود العربي والإسلامي في المدينة”.