انطلاق العام الدراسي الجديد يفتح جراح العائلات الفقيرة في غزة

رؤى قنن_ مصدر الإخبارية

مع انطلاق العام الدراسي الجديد، مضي محمود أبو جبارة (8 سنوات) متوجهًا إلى مدرسته في دير البلح وسط قطاع غزة، بخطى ثقيلة وثياب متهالكة تعلو جسمه النحيف، وحقيبة أنهكها الترقيع على كتفيه، لعدم تمكّن عائلته من شراء كسوة جديدة له بسبب الظروف الاقتصادية العصيبة التي تمر بها.

وبملامح يعتريها الحزن عاجزًا عن وصف حاله، وهو ينظر إلى طلبة المدارس وهم سعداء بملابسهم وحقائبهم الجديدة، لكنّ عائلته اضطرت إلى استصلاح ملابسه القديمة، وإعادة استخدامها للعام الدراسي الجديد.

الطفل أبو جبارة لا زال ينتظر بأن يساعده أحد في شراء كسوة ومستلزماتٍ جديدة، لاستكمال مسيرته التعليمية كباقي أصدقائه.

معاناة متفاقمة

وأمس السبت، انطلق العام الدراسي الجديد، إذ توجه ٦٢٥ ألف طالب وطالبة على مقاعد الدراسة في قطاع غزة، منهم ٣٠٥ ألف بمدارس الحكومة، وقرابة ٣٠٠ ألف بمدارس الوكالة، و٢١ ألف بالمدارس الخاصة إيذاناً ببدء العام الدراسي للعام 2023-2024.

“أنا عندي ثلاث أطفال في المدرسة، وما عنا دخل مالي إلا مخصص الشؤون الاجتماعية، والحكومة صرفت لنا 300شيكل فقط، وتركتنا نصارع أنا وأولادي وزوجي المريض في الحياة لتأمين متطلبات العيش الكريم والتعليم والملابس”، بصوت حزين وصفت سحر أبو سعد وهي أم لثلاثة أطفال جميعهم في المدارس، الأزمة التي تمر بها وأولادها الثلاثة مع بدء العام الدراسي الجديد.

وبعد أن مسحت دموعها تساءلت: ” من حق أطفالي يروحوا على مدارسهم لابسين أفضل لبس ومعهم أفضل حقيبة، لكن هذا هو الحال، أنا تعبت وما ضل حد من حولي إلا واستلفت منه مال، لم يعد لي أحد غير الله.

الأزمة على الفقراء

وتعتمد أكثر من 80 ألف أسرة فلسطينية في قطاع غزة على ما يصرف من مساعدات مالية عبر برنامج المساعدات النقدية في وزارة التنمية الاجتماعية، والذي لم يصرف منذ أكثر من عام.

أبو صلاح الغلبان رجل في الخمسين من العمر، قاطع حديث سحر على أحد أبواب مدارس “أونروا” في مخيم دير البلح، قائلاً بصوت مكلوم” يا ناس أنا عندي 7 أولاد وبنات، يعني أنا محتاج أكثر من ألف شيكل لكسوة أبنائي، وأنا عاطل عن العمل ولا في مساعدات ولا الحكومة سائلة فينا”

واستكمل أبو صلاح بلسان حاله يتمنى ويتضرع بأن يتم مساعدته “أنا مواطن وعندي عائلة ما عندي شغل، ولا مستفيد شؤون، ولا بتلقى أي مساعدة، بسأل الحكومة أنا شو ممكن اعمل عشان أوفر لأولادي احتياجاتهم ، الأزمة لا تأتي إلا على الفقير؟”

وبلغت نسبة البطالة في قطاع غزة 46% وفقا لما أعلنه المركز الفلسطيني للإحصاء كما بلغت نسبة الفقر لأكثر من 70% وفقا لذات المركز.

الاحتلال يحارب كل شيء

الباحث والمختص بالشؤون الاقتصادية محمد نصار أرجع هذا الواقع الصعب على المستوى الإنساني والاقتصادي إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، بالإضافة إلى غياب السياسات الحكومية التي من شأنها معالجة الواقع الاقتصادي الصعب.

واستدرك نصار في حديث لشبكة مصدر الإخبارية قائلا: ” الاحتلال يقيد ويحارب كل شيء وهذا أمر واقعي لا يمكن نكرانه، لكنني اشدد على أنه يجب فعل الكثير لتجاوز كل العقبات ولا يجب أن نبقى فقط في محل وضع التبرير دون طرح الحلول للازمات”.

وطالب نصار المنظمات الدولية والمؤسسة الحكومية بضرورة تقديم كل ما يلزم للعائلات الفقيرة وأبنائها لتجاوز الواقع الإنساني الصعب.

اقرأ أيضاً/ أونروا تعدل موعد بدء العام الدراسي الجديد (صورة)