منظومة حماس الجديدة في المقاومة ومرض الترقب الإسرائيلي

أقلام _ مصدر الإخبارية
بقلم| معتز خليل
تعمل حركة حماس ومنذ عامين على توسيع عمليتها في الضفة الغربية، حيث تسعى إلى إنشاء نموذج لتجنيد عناصر المقاومة بصورة وأسلوب أكثر تعقيداً يصعب على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التغلب عليه أو تعقبه مسبقا.
تقدير أمني إسرائيلي أشار إلى أن عملية الخليل دفعت ببعض من القيادات الأمنية للحديث عن دقة هذه النقطة لعدة أسباب ومنها:
1- إن عناصر المقاومة التي نفذت هذه العملية لا ينتميان بصورة مباشرة لحركة حماس
2- لا تمتلك الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لأي سجلات أمنية تتعلق بهذه العناصر التي نفذت العملية
3- إعلان حركة حماس مسؤوليتها عن تنفيذ هذه العملية يمثل خطوة دقيقه بسبب:
أ- لم تشير حركة حماس وبشكل مباشر إلى منفذي العملية باعتبارهما من عناصرها.
ب- من الواضح إن عنصري المقاومة تم تجنيدهما بصورة سلسلة ومعقدة لم تعتادها إسرائيل أو عملائها في الضفة الغربية.
ضابط الاتصال
التقدير الأمني الإسرائيلي أشار إلى وجود مسؤول اتصال محلي في دائرة الرقابة الداخلية بالحركة، وهو المسؤول الذي تماثل مهمته مهمة ضابط الاتصال بين الأجهزة، وتتمثل مهمته في تجنيد الشباب الفلسطينيين لتنفيذ هجوم، وشرط نجاحه في مهمته:
1- ألا يكون لهؤلاء الشباب أي سجل أمني
2- من العناصر الهامشية في المجتمع الفلسطيني.
3- التركيز على من يعانون من مشاكل مختلفة سواء إن كانت اجتماعية أو شخصية نتيجة لعمل عوائلهم (وهذا ما يفسر مثلا وجود الكثير من عناصر المقاومة من الشهداء أو الملقي القبض عليهم من أبناء قيادات في الأجهزة الأمنية الفلسطينية أو عناصر بهذه الأجهزة…..إبراهيم الرنتيسي نموذجا)
4- يتم تمويل هذا النموذج المعقد بتوجيه من الخارج، وبشكل رئيسي من قطاع غزة، ولكن أيضًا من مقرات حماس في الخارج.
5- يجب ألا يتم تمويل أو شراء عتاد أو سلاح خاص بالعملية من الضفة إ، الداخل الإسرائيلي لأن هذا سيزيد من تعرض العملية برمتها للخطر.
بعد تجنيد عنصر المقاومة يتم تدريبه على القيام بالعملية في فترة لا تتجاوز الأسابيع أو الأيام ، وفي هذا الوقت يتلقى عنصر المقاومة التعليمات الخاصة بالهجوم والأسلحة والذخائر وكل ما يحتاجه.
التقدير الأمني وصل إلى آن هناك بالفعل عقل مدبر يقف وراء هذه الهجمات، غير أن أركان العملية التنظيمية التي تقف وراء أي عملية عسكرية للمقاومة لا تعرف بعضها البعض، بل أن عنصر المقاومة ذاته لا يعرف.
وأنتهى التقدير بالقول إن كافة الشواهد تشير إلى أن حركة حماس في غزة أو الخارج تمر بعملية توسعت بشكل كبير في العامين الأخيرين حيث تسعى إلى إنشاء نموذج أكثر تعقيدًا يصعب على وكالات الاستخبارات في إسرائيل التغلب عليه مسبقًا.
وبات واضحا إن هذا النوع من نماذج المقاومة نجح في:
1- إصابة إسرائيل بمرض الترقب الدقيق ورفع حالة الاستنفار في كافة المواقع وهو ما:
أ- يكبد الأجهزة الإسرائيلية الكثير من التكاليف المادية.
ب- يجعل الأجهزة الإسرائيلية مصابة بمرض الترقب والقلق الدائم ، وهو ما يزيد من الأعباء الأمنية على الأجهزة الإسرائيلية وفي مقدمتها جهاز شاباك الذي بات واضحا إنه يعاني مع تواصل هذه العمليات بلا توقف.