بلدة حوارة.. تغلي على صفيح ساخن
زيادة التحريض والعنف

غزة- سماح سامي
يوما بعد الآخر تزداد مخاوف المواطنين الفلسطينيين في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس، من ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين ضدهم، خاصة بعد التحريض الممنهج والمنظم من قبل قادة وأعضاء حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأمس السبت، قتل مستوطنان إسرائيليان إثر إطلاق نار استهدفهما في بلدة حوارة، في حين دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية إلى قرى وبلدات جنوب نابلس بحثًا عن منفذي العملية.
وفي أعقاب العملية، أعلنت مديرية تربية جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة، تعليق الدوام لطلبة المدارس في بلدة حوارة، اليوم الأحد، بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي على البلدة، وخوفا من اعتداءات المستوطنين على البلدة وسكانها.
وفي وقت سابق من العام الجاري، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، في مطلع شهر آذار(مارس) الجاري، إن بلدة حوارة في نابلس “يجب أن تمحى”، مضيفا “أعتقد أن على إسرائيل أن تفعل ذلك وليس أشخاصا عاديين”.
وكانت الوزيرة في حكومة الاحتلال أوريت ستروك، أدلت بتصريحات تحريضية مماثلة، حول أبناء شعبنا في بلدة حوارة ومحالهم التجارية ومصالحهم الاقتصادية.
وجاء تحريض المتطرف سموتريتش على حوارة، بعد يومين من شن مئات المستوطنين هجوما إرهابيا على عليها وعلى البلدات والقرى المجاورة لها، ما أسفر عن استشهاد مواطن وإحراق عشرات المنازل والمركبات الفلسطينية وتدميرها.
ارتفاع وتيرة الاعتداءات
نائب رئيس بلدية حوارة سابقا كمال أبو عودة حذر من زيادة وتيرة اعتداءات المستوطنين على المواطنين ببلدة حوارة، وتشديد قوات الاحتلال من اجراءاتها ضد البلدة.
وأوضح أبو عودة لشبكة مصدر الإخبارية أن قوات الاحتلال عملت منذ الأمس على اغلاق مداخل ومخارج البلدة، بحيث أغلقت حاجزي حوارة وزعترة العسكريين بالاتجاهين جنوب مدينة نابلس، وبوابة تل المربعة ودوار دير شرف غربا، كما شددت اجراءاتها على حاجز بيت فوريك شرقا، إضافة لوضع سواتر ترابية بمحيط البلدة.
وبين أن البلدة تشهد انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال، التي أجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاق أبوابها، بدعوى البحث عن منفذ عملية إطلاق النار.
وشدد على بقاء أهالي البلدة في حالة يقظة دائمة خوفا من اقتحامها أو من هجمات المستوطنين، مشيرا إلى حجم الخسائر بالممتلكات والأرواح في وقت سابق من العام الجاري، بعد اعتداءات عنيفة شهدتها البلدة من قبل الاحتلال والمستوطنين.
وأشار إلى أن البلدة محاطة بمجموعة من المستوطنات التي تجعلها وسكانها عرضة للخطر بكل لحظة، حيث نهشت مستوطنة “يتسهار” 1500 دونم من شمال البلدة وآلاف الدونمات من القرى المجاورة، إضافة إلى مستوطنة “جفعات رونين” الاستيطانية التي تفرعت منذ سنوات عن المستوطنة الأم “هار براخا”.
وإلى جانب المستوطنتين استولى الاحتلال على المعسكر الأردني القديم “معسكر حوارة” الذي أقيم قبل عام 1967 على أراضي عورتا وحوارة، فحوَّله مقرا لجيشه، ومركزا للتوقيف والتحقيق مع الأسرى الفلسطينيين، مع مقرات للشرطة والمخابرات الإسرائيلية والارتباط العسكري، وأضاف مهبطا للطائرات العمودية، ثم تحوَّل جزء من المعسكر لإدارة مدنية من أجل “إدارة شؤون الفلسطينيين” وفق قوله
ولفت إلى أنه قرب المعسكر أقام الاحتلال حاجز حوارة العسكري عام 2000 ليشكل مع حاجز زعترة جنوبا على بعد 5 كيلومترات فكي كماشة لشارع حوارة بأكمله، كما صادر الاحتلال 1100 دونم من أراضي البلدة لمصلحة الشارع الاستيطاني الالتفافي الجديد، الذي بدأ بشقه بداية عام 2021 ليكون بديلا عن شارع حوارة الرئيسي، الذي حوَّله الاحتلال لثكنة عسكرية عبر إقامته 15 برجا عسكريا للمراقبة، وحواجز متحركة وثابتة بين طرفي شارع حوارة
وذكر بأنه تم بناء أولى مدارس البلدة في العهد العثماني عام 1888، ومطلع عام 2023 تضم البلدة 5 مدارس، إحداها للتعليم المهني، وبها نحو ألفي طالب وطالبة، فضلا عن مراكز لرياض الأطفال.
انتفاضة جديدة
المحلل والكاتب عزام أبو العدس توقع ارتفاع وتيرة اعتداءات المستوطنين ضد أهالي بلدة حوارة جنوب نابلس، في أعقاب عملية إطلاق النار ومقتل مستوطنين، مشددا على أن المرحلة القادمة ستشهد صدام دموي بين السكان والمستوطنين.
وقال أبو العدس في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية:” إن مناطق ج بالضفة خاصة بلدة حوارة ستشهد تصعيد ممنهج ومدروس من قبل المستوطنين وقادتهم ضد أهالي البلدة، ما ينذر بخطورة الأوضاع فيها”.
وأضاف:” الاحتلال والمستوطنين حاولوا سابقا منع إقامة دولة فلسطينية، لكن الآن سنشهد محاولات لإلغاء الوجود الفلسطيني والقضاء على المواطن، ما يشير إلى نشوب انتفاضة جديدة”.
وأشار إلى تسليح 80ألف مستوطن في مناطق الضفة الغربية المحتلة، ما يزيد الخطر على المواطن الفلسطيني وتعرضه للقتل بالرصاص الحي والأسلحة البيضاء.
ولفت إلى أن بلدة حوارة ستشهد إضافة لعمليات القتل، احراق المنازل والاعتداء على الممتلكات، وطرد السكان لسرقة أراضهم واحلال بدلا عنهم المستوطنين، والتضييق الشديد على عمليات البناء وغيرها من الإجراءات والأساليب التحريضية.
ورأى أنه لن يكون أمام الفلسطيني في ظل ما سيعيشه من “كابوس” بسبب اعتداءات المستوطنين خيارات، سوى خيار المقاومة والصمود أو الطرد من بيته وأرضه.