إعلانات تجارية مخادعة.. مواطنون وقعوا في فخ العروض الوهمية

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
كان سعيد عبد السلام من مخيم جباليا شمال القطاع، يتصفح تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي على هاتفه المحمول، يقلب صور المنشورات أمامه بحثًا عن عرضٍ مناسب للملابس، مر على منشور لأحد المحال التجارية يعرض ملابس نوم رجالية “بجامة” بسعر (29 شيكلاً) قفز عن المنشور قبل أن يعود إليه، ويدقق في السعر، ويقرر زيارة المحل على الفور، هذه كانت تجربة سعيد مع العروض الوهمية.
عند وصول عبد السلام للمحل الواقع بحي الرمال بمدينة غزة، بعد أقل من ساعتين من نشر إعلان العرض، تفاجأ من “نفاد الكمية” حسب ما قال له صاحب المحل، وأشار إليه بوجود موديلات أخرى يمكنه انتقاء ما يناسبه منها وبأسعار مختلفة.
ومع نهاية كل موسم سواء صيف أو شتاء، تعرض غالبية المحلات التجارية خاصة ذات الصلة بالملابس الرجالية والنسائية بالإضافة إلى المطاعم، مصحوبة بأسعار مغرية وجذابة للمواطنين، بمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي الممولة، وسط شكاوى عديد من المواطنين من إبلاغهم من قبل الباعة بنفاد الكمية المعروضة ما يطرح تساؤلات عن حقيقة العرض.
بصوت احتله الاستياء، يقول عبد السلام لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن: “أسلوب المبالغة في العروض يفقد المحال التجارية المصداقية أمام الجمهور، وأن هذا أمر مزعج عندما تقطع مسافة طويلة وتذهب من بيتك لتشتري الموديل وتجد أنك وقعت ضحية لأسلوب تسويقي غير أخلاقي”.
وتساءل عن دور حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد أمام هذه العروض الوهمية، داعيًا الجهات المعنية إلى مراقبة الأسعار والعروض التي يتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويحث سعيد المواطنين على عدم التعامل مع أصحاب المحلات التي تُعلن عن عروض وهمية للجذب حتى لا يقعوا في فخهم، معتبرًا ذلك فقط لكسب الشهرة وتصدر الترندات.
وفي قصة مختلفة، وقعت إيمان أبو عفش (27 عامًا) في فخ العروض الوهمية من قبل إحدى المحلات النسائية.
ثلاث حقائب بـ “20 شيكلا” كان السعر المعروض جاذبًا لإيمان وفرصة لا تعوض تستدعي التحرك فورًا نحو المحل وعدم انتظار اليوم التالي خوفًا من نفاد الكمية، فقررت الذهاب إلى المحل ذاته.
عن وصولها إلى المحل نفسه كان الجوال من صاحب المحل “العرض على الحقائب انتهت وأن الأسعار اختلفت”، وأخبرها بعدم وجود إعلان بهذا الخصوص رغم أنها عرضت عليه صورة العرض احتفظت بها على هاتفها (لقطة شاشة)، إلا أنه بقي مصرًا على كلامه، فخرجت تعلو ملامحها الغضب.
بعد فخ العروض على الحقائب، وقعت العشرينية في فخ آخر وهو عرض على الوجبات السريعة في أحد المطاعم في مدينة غزة.
تقول أبو عفش لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنّها أرادت تجربة المطعم واستغلال العروض مع إحدى صديقاتها التي عرضت عليها أنّ تذهب معها للمطعم”.
وبعد الانتهاء من تناول الطعام، طلبت من أحد العاملين الفاتورة، وبعد رؤيتها لها اصطدمت بالسعر، واستفسرت منه عن سبب ارتفاع قيمة الفاتورة رغم وجود عرض على الوجبة، فأجابها الأخير: “العروض في المطعم انتهت اليوم”، مشيرًا إلى أنّه باقي على العرض ثلاثة أيام.
وتطالب بتشديد الرقابة من الجهات المختصة في ردع المحلات التي تخدع المستهلكين بالعروض الوهمية.
إجراءات وزارة الاقتصاد تجاه العروض الوهمية
مدير عام الوحدة القانونية في وزارة الاقتصاد المستشار يعقوب الغندور يوضح أنه أصبح استخدام التكنولوجيا حاجة مُلحة للترويج الإعلاني على السوشيال الميديا، مستدركًا: “لكن الإشكالية في عرض المنتج”.
ويقول الغندور لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن الكثير من المواطنين تعرضوا لفخ نوعية المنتجات والعروض الوهمية خاصة الأون لاين وعلى أرض الواقع.
ويشير إلى أنّ بعض المحلات تنشر العروض ومنشأ البلد سواء تركيا أو الصين ولكن يتفاجأ المستهلك بأنها صناعة غزة، فهي تعتبر مخالفات وتصنف لدى الوزارة بأنها “جرائم”، ونتعامل معها من خلال طريقة الإعلان وشكاوى المواطنين.
يؤكد أنّ في حال عدم وضع المحلات مدة معينة لانتهاء العرض أو يُنهيه بشكل مفاجئ لجذب المواطنين فقط، فهي مخالفة للقانون ويُحال إلى النيابة العامة.
وحث الغندور على أنّه بإمكان أي شخص تعرض لفخ العروض الوهمية أن يقدم شكوى لدى وزارة ذلك لعمل الإجراءات القانونية، مشددًا على أنه لن نسمح بخداع المواطنين خاصة مع انتهاء كل موسم.