مستفيدو الشؤون الاجتماعية.. يتجرعون علقم الحياة ومرارة الخصومات
تلقوا 100 دولار فقط

غزة-سماح سامي
حالة من الغضب والاستياء الشديدين سادت آلاف العائلات بقطاع غزة من مستفيدي مخصصات الشؤون الاجتماعية، بعد أن تفاجئوا منهم برسالة تفيد بصرف مبلغ 370 شيكل لهم من مستحقاتهم البالغة قيمتها 1800 شيكل للأسرة الواحدة.
وذكرت مصادر بأن تقسيم الشؤون إلى ثلاث فئات (فئة البنك الدولي، فئة الاتحاد الأوروبي، فئة السلطة)، بحيث حصل على أكثر من ثلثي المستفيدين على مستحقاتهم كاملة وما يقارب من 18 ألف مستفيد حصلوا على 100 دولار.
وكان وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني، أعلن أول أمس الأحد أن صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية للأسر الفيرة في الضفة وقطاع غزة اليوم الثلاثاء.
ويستفيد من شيكات الشؤون الاجتماعية نحو 116 ألف أسرة في الضفة والقطاع، منها نحو 80 ألف في القطاع المحاصر منذ سنوات.
وأكد الاتحاد الأوروبي في بيان أنه قدم22 مليون يورو لدفع المخصصات الاجتماعية للأسر الفلسطينية الفقيرة، من خلال البرنامج الوطني للتحويلات النقدية الذي تستفيد منه أكثر من 71 ألف أسرة فلسطينية ضعيفة، وهناك أكثر من 37 ألف أسرة تغطيها ميزانية الحكومة الفلسطينية.
ويمثل شيك الشؤون الاجتماعية مصدر الدخل الوحيد لتلك العائلات، اذ يعتمدون عليه في توفير احتياجاتهم ومستلزماتهم اليومية، ورغم طول الفترة الزمنية ما بين فترات صرفه، الا أنهم يسعدون بقدومه ويستبشرون خيراً بتلبية احتياجاتهم المعلقة منذ زمن.
كارثة كبرى
كغيرها من الفقراء، تفاجأت الستينية أم حاتم بقيمة المبلغ المالي الذي وصل لها عبر رسالة على هاتفها النقال، تفيد بقيد راتب لها على حسابها البنكي بقيمة 370 شيكل كمساعدة من وزارة التنمية الاجتماعية.
وأوضحت أم حاتم في حديثها لشبكة مصدر الإخبارية أن المبلغ المالي الذي تصرفه لها الوزارة كل عدة أشهر تقوم من خلاله باقتناء ما تحتاجه أسرتها من ضروريات واساسيات من مخصصات الشؤون، مشيرة إلى أن المبلغ قبل الخصم وهو 1800 شيكل لا يكفي لشراء ما تحتاجه أسرتها وسداد الديون التي تتراكم عليها.
وأم حاتم التي تعيل أسرة من 7 أفراد، بينهم ابنها الذي يعاني من ضمور يحتاج أدوية شهرية بمبلغ مالي أكثر مما يصرف لها، تتعكز في الظروف القاسية على عمل زوجها كعامل نظافة بإحدى المؤسسات مقابل خمسة شواكل في اليوم الواحد، حسب قولها.
وأضافت:” نعيش ظروف مادية قاسية في ظل تأخر شيكات الشؤون والظروف الاقتصادية التي دمرت القطاع، أصبحنا عاجزين تماما عن توفير اشد الضروريات لأبنائنا من مأكل وملبس وعلاج، عاجزين عن النظر بعيون أطفالنا عندما يبكون من أجل رغيف خبز أو لعبة بيد من بسنهم”، مستنكرًة الخصم المالي الذي صرف لها بعد طول انتظار.
إجراءات احتجاجية
صبحي المغربي المتحدث باسم الهيئة العليا لمنتفعي الشؤون الاجتماعية في غزة، أكد على مواصلة جهودهم في مخاطبة جهات الاختصاص لاسترجاع الخصومات المالية لمنتفعين من الشؤون.
وقال المغربي في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية: “سنجري لقاءات متلفزة وعقد ورش عمل مع مؤسسات حقوقية، وجهات الاختصاص لاسترداد حقوقهم المالية التي خصمت دون وجه حق”.
وأضاف:” المخصصات المالية حق مستحق للمنتفعين وليس مِنة من أحد”، مشيرًا إلى أن المنتفعين وقعوا ضحايا لمؤامرة حدثت ضدهم.
ولفت إلى أن غالبية الذين تم الخصم عليهم، هم فئة المرضى، مشددًا على أن المنتفعين ينتظرون شيكات الشؤون الاجتماعية بأحر من الجمر لسداد الديون المتراكمة عليهم، وتوفير المستلزمات الأساسية لأسرهم.
وحمل وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني وشكري بشارة وزير المالية ووزير الحكومة محمد اشتية مسؤولية الخصومات المالية على المنتفعين وما سيحدث لهم جراء الضائقة الاقتصادية والاجتماعية التي باتوا فيها.