ما هو مصير دعوة حركة حماس لإجراء انتخابات بلدية في غزة؟

خاص- مصدر الإخبارية
أجمع فلسطينيون في غزة، اليوم الإثنين، على أهمية الدعوة التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس لإجراء انتخابات بلدية في غزة تحت إشراف لجنة الانتخابات المركزية.
وأكد أولئك على أن الخطوة يمكن أن تكون مقدمة لتحسين أوضاع البلديات وتفعيلها، ويمكن أن تعتبر مؤشراً ولو طفيفاً نحو الانتخابات التشريعية والرئاسية، والقضاء على حالة الانقسام السياسي القائمة منذ 17 عاماً.
موافقة بعد معارضة لسنوات
وجاءت دعوة حركة حماس، خلال لقاء نظمته في مدينة غزة حول إجراء انتخابات الهيئات المحلية (البلديات) بحضور لفيف من الشخصيات الوطنية و الفصائلية والاعتبارية والشعبية والأهلية.
وقال زكريا أبو معمر رئيس دائرة العلاقات الوطنية بالحركة زكريا أبو معمر في كلمة له: “حماس تتطلع إلى توافق وطني ودعم شعبي وفصائلي وحقوقي وأهلي لإجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة تحت إشراف لجنة الانتخابات المركزية”.
وأضاف “حريصون على أن تكون الانتخابات البلدية خطوة للأمام على صعيد الشراكة والمصالحة الوطنية”.
وتأتي دعوة حماس وموافقتها على إجراء انتخابات محلية منفصلة بغزة، بعد أن أعلنت سابقاً عدة مرات رفضها إجراء انتخابات المجالس البلدية والقروية “المجزأة”.
وأكدت سابقاً أنها مستعدة لعقد انتخابات شاملة للمجلسين الوطني والتشريعي، والرئاسة، والمجالس المحلية، متزامنة أو بجدول زمني محدد تتفق عليه جميع الأطراف الفلسطينية.
السلطة لا تعارض الانتخابات المحلية
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل قال لشبكة مصدر الإخبارية، إن السلطة الفلسطينية لا تعارض من حيث المبدأ تنفيذ الانتخابات البلدية في غزة تحت إشراف لجنة الانتخابات المركزية، موضحاً أنها عملت خلال السنوات الماضية على تشريعات وأجريت بالضفة عدة مرات لكنّ الأمر يتعلق بمدى تبعية تلك البلديات للسلطة وطبيعة الصلاحيات الممنوحة لها بغزة.
ولفت إلى أنه إذا ما نجحت فكرة إجراء الانتخابات البلدية في غزة فإنها ستلغي حالة العزلة التي كانت تعيشها سابقاً، كما ستزيد من فرصة تنمية العمل بها، وستفتح لها المجال للحصول على مميزات وتمويلات داخلية وخارجية، وسينعكس ذلك على جودة الخدمة المقدمة للمواطنين.
وأضاف عوكل خلال حديثه إلى أن الانتخابات البلدية هي خدمية بشكل كامل ولا يمكن اعتبارها أنها تمهيد لإجراء الانتخابات العامة الشاملة كون الأخيرة مرتبطة بالوضع والقرار السياسي وتخضع لاختلافات سياسية وحزبية عميقة.
وأوضح أن الانتخابات إذا ما أجريت فيمكن بالحد الأدنى اعتبارها مؤشراً لمرحلة توافق جديد بين طرفي الانقسام الداخلي المستمر منذ أكثر من 17 عاماً.
القابلية للاستجابة والتهميش
رئيس منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات شرحبيل الغريب قال لشبكة مصدر الإخبارية إن “الدعوة التي أطلقتها حركة حماس خطوة أولى ومهمة تعكس إيمانها مبدأ الشراكة الوطنية، وتؤكد أن الانتخابات حق قانوني دستوري وديمقراطي للمواطن الفلسطيني كي يختار ممثليه في كل الهيئات والمؤسسات العامة”.
وأضاف الغريب في تصريحاته “نأمل أن تلقى هذه الدعوات قبولاً لدى أصحاب القرار ويبدأ قطار الانتخابات البلدية بالاقلاع قريبا ثم تستكمل خريطة الطريق وصولاً للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بما يضمن إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس وطنية وديمقراطية، ويُجنب الساحة الفلسطينية المزيد من التعقيدات، وتعميق الانقسام ومأسسته”.
وأوضح الكاتب السياسي أن “الكرة الآن في ملعب أصحاب القرار بالاستجابة لهذه الدعوة والإيعاز للجنة الانتخابات المركزية البدء الفوري للتحضير لانتخابات المجالس البلدية”.
وتابع أن “هذه العودة قابلة للاستجابة وقابلة للتهميش في نفس الوقت لاعتبارات وضع الفيتو عليها من قبل السلطة الفلسطينية أو مقاطعة ألوان سياسية أي مسار انتخابي بذريعة إدارة الانقسام”.