أحياناً الماء كفيل بقتلك.. ما هو التسمم المائي؟

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية
قبل أيام، ومع بداية شهر أغسطس (آب)، توفيت شابة أميركية إثر تعرضها لنقص صوديوم الدم الناجم عن التسمم المائي، والذي جاء نتيجة إسرافها في شرب الماء خلال فترة زمنية قصيرة، ما يثير التساؤلات عن “ما هو التسمم المائي؟”
ونظراً لأن الأمر مهم جداً، وقد يقع الكثيرون فيه دون انتباه منهم، خلال موجة الحر الحالية التي تمر بها المنطقة، توجهنا في شبكة مصدر الإخبارية لأصحاب الاختصاص لمعرفة كيف يحدث التسمم المائي، وكيف نقي أنفسنا منه؟ وما الطريقة والكمية الصحيحة لاستهلاك المياه عند الشعور بالجفاف أو العطش؟
ما هو التسمم المائي؟
وعرّفت أخصائية التغذية سائدة اليازجي التسمم المائي بأنه تناول كميات كبيرة جداً من الماء في مدة زمنية قصيرة جداً، وبشكل مفاجئ يباغت الجسم، ما يؤثر سلباً على صوديوم الدم الذي ينخفض بنسبة كبيرة، مسبباً مشاكل خطيرة في تأثيرها على الشخص.
وأوضحت اليازجي أنه رغم أهمية الماء وفوائده للإنسان والذي جُعل منه كل شيء حي، فإن زيادة استهلاك الماء يسبب أضراراً أكبر، ويسبب اختلالات داخلية سامة وهو ما يعرف بالـ “التسمم المائي” وانخفاض صوديوم الدم.
وبيّنت أن من وظائف الصوديوم هي معادلة السوائل داخل الخلايا وخارجها، فمثلاً يمنح للكلى القدرة بفلترة أكثر من لتر واحد في الساعة الواحدة، ولكن عند اختلال الصوديوم سيؤثر على وظيفة الكلى في استيعاب الماء، وبالتالي على جميع الوظائف بسبب فقدان توازن المعادن والأملاح في الجسم.
ولفتت أن اليازجي أن شرب كمية كبيرة من الماء بمدة زمنية قصيرة يؤدي إلى ضعف العضلات، ثم تشنجها، يتبعه صداع وعدم تركيز، ففقدان التوازن العقلي، وذكرت أنه في حالات أخرى تتسرب السوائل من الدم إلى داخل الخلايا وتتورم إثر زيادة الماء، ما يؤدي إلى موت هذه الخلايا.
كيف تتفادى التسمم المائي؟
ولتفادي التسمم المائي، نصحت أخصائية التغذية بشرب الماء بكميات معقولة لا تكون كبيرة ولا دفعة واحدة، ونوهت إلى أنه يجب عدم الإفراط في شرب الماء اعتقاداً أنه يفيد الجسم.
وقالت: “يفضل شرب الماء حسب احتياج الشخص والجسم له، وحسب الحالة الصحية، وعند الشعور بالعطش فقط”، وأشارت إلى أن مرضى حصوات الكلى يحتاجون لشرب ما لا يقل عن لترين ونصف خلال اليوم.
وشددت على عدم شرب أكثر من 5 لتر من الماء بشكل عام، لتفادي العواقب الوخيمة الناجمة عن زيادة الماء في الجسم.
وأوضحت أن الطريقة الصحيحة لشرب الماء تكون بجلوس الشخص، حيث من الضرر أن يكون واقفاً، إلى جانب شرب الماء على 3 مراحل، وبالتدريج، وببطء، وعدم الشرب دفعة واحدة، إضافة إلى توزيع شرب الماء على مدار اليوم.
ما هي الكمية المناسبة لشرب الماء؟
وتختلف أفضل وأنسب كمية من الماء خلال اليوم بين الأشخاص، تبعاً للاحتياج، والطاقة التي يبذلها الشخص، وعوامل أخرى تعتمد على الطول والوزن والعمر، وأيضاً الحالة الصحية، وحتى حالة الطقس المحيطة، حسب أخصائية التغذية.
وبيّنت أن حساب احتياج الشخص من الماء يتم من خلال قسمة الوزن على 30، فمثلاً إذا كان شخص يزن 60 كيلو، يُقّسم وزنه على 30 فتظهر النتيجة (2 لتر من الماء).
إلا أنها أكدت احتياج الشخص الرياضي لكمية أكبر من الكميات العادية التي تناسب الطول والوزن.
ولفتت أن الشخص يمكنه معرفة الإفراط في الماء من خلال لون البول، فإذا كان بلا لون فهو دليل على ماء كثير فوق الاحتياج داخل الجسم، أما إن كان فاتحاً فيعتبر دليل على شرب كمية كافية، وإن كان غامقاً فإنه يشير إلى قلة شرب الماء واحتياج الجسم له.
ومجدداً، شددت على أنه يجب الحرص على عدم شرب كميات كبيرة في الساعة الواحدة، حتى لا يرهق الكلى ويزيد العبء عليها، وقالت إن “شرب أكثر من ٣ لتر خلال الساعة الواحدة هي كمية كبيرة جداً وخطيرة”، وتابعت: “يفضل عدم تجاوز اللتر الواحد خلال الساعة الواحدة”.
اقرأ أيضاً:2000 مل من الماء تتسبب بوفاتها.. شابة أميركية تتعرض للتسمم المائي