صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران.. هل تكون مقدمة لاتفاق نووي؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

أجمع محللان سياسيان، أن صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، تمهد الطريق نحو الوصول إلى اتفاق نووي شامل بين الجانبين، وعدم قطع الطريق أمام أي مساعي لذلك، خاصة في ظل التقارب الروسي الصيني الإيراني.

وقال المحلل طلال عوكل، إن “الولايات المتحدة تحاول من خلال صفقة تبادل الأسرى مقابل رفع القيود عن أموال مجمدة، والافراج عن إيرانيين، الإبقاء على خط التواصل مع إيران بشأن برنامجها النووي والتخفيف من انخراطها بتحالفات مع روسيا والصين حول ما يجري في العالم”.

وينص الاتفاق الحالي بين واشنطن وطهران، على إفراج كل واحد من الطرفين عن خمس أسرى، من المحتجزين لديهما، ورفع القيود عن أصول إيرانية مجمدة بقيمة 6 مليارات دولار.

وأضاف عوكل في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن “جميع البلدان في ظل المتغيرات العالمية، تلعب على جميع الحبال لتحقيق مصالحها الخاصة، وإيران حالياً إحدى اللاعبين الرئيسيين، وتستغل التوترات الجيوسياسية الكبيرة حول العالم من أجل تحسين أوضاعها، خاصة على الصعيد الاقتصادي في ظل العقوبات المفروضة عليها”.

وأشار عوكل، إلى أن “صفقة الأسرى، محاولة أمريكية لتشجيع مفاوضات النووي وصولا لاتفاق شامل، بعيداً عن استخدام القوة العسكرية”.

وأكد على أن “الولايات المتحدة مصممة على حل الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية كونها لا تريد التورط بحرب إقليمية بالمنطقة وضرب مصالحها وفقدان ثقة حلفاءها”.

وشدد على أن أولويات واشنطن تنصب حالياً تجاه روسيا والصين وشرق آسيا، وليس ملف إيران النووي، ما يجعلها حريصة على حله بالطرق الدبلوماسية.

من جانبه، رأى المحلل عصمت منصور، أن خطوة تبادل الأسرى، تقرب واشنطن وإيران، من خطوة أخرى للأمام في إطار التوصل لاتفاق نووي، معتبراً إياها “تمهيد لخطوات أخرى قادمة”.

وقال منصور في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “الولايات المتحدة تدرك بأن العمل العسكري لا يحل المشكلة بل يفاقمها ما يجعلها تتجه نحو الخيارات الدبلوماسية”.

وأضاف منصور، أن “بقاء الملف الإيراني دون حل يشكل عامل قلق للولايات المتحدة، ومصالحها مع حلفاءها في المنطقة، لاسيما في ظل توسع النفوذ الصيني والروسي وتحوله نحو آسيا وأفريقيا”.

وأشار إلى أن “واشنطن تهدف حالياً لعدم الحاق أي ضرر بمصالحها في الشرق الأوسط، واثبات قدرتها لحلفائها بأنها قادرة على ضبط السلوك الإيراني والتعايش معه، ومنحهم طمأنينة حول تخوفاتهم”.

وأكد أن “واشنطن تدرك أن الخيار العسكري أكثر كلفة، ويحمل مردودات قليلة، قد لا تحقق النتائج المرجوة بقدر المصالح التي ستضرر بالمنطقة”.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز، قالت في وقت سابق،” إن صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران جزء من “تفاهمات أوسع بين الجانبين.

وأضافت الصحيفة، أن الإعلان عن الصفقة قد يرفع مستوى التعاون الدبلوماسي، وصولاً إلى اتفاق نووي بين طهران وواشنطن.

وأشارت إلى أنه على الرغم من وجود نقاط اشتعال متعددة وعداوات عميقة الجذور بين إيران والولايات المتحدة، فإنّ نجاح اتفاق الأسرى، الذي جرى بمفاوضات بذلت “بشق الأنفس” يزيل مشكلة حادة من علاقة “ليست بعيدة أبداً من المواجهة العسكرية”.