فلسطينيو اوروبا جزء من شعب وهوية وطنية واحدة.. بقلم نبيل السهلي

أقلام-مصدر الإخبارية
فلسطينيو اوروبا أو الشتات الفلسطيني في اوروبا ؛هوتشكل اجتماعي فلسطيني كنتيجة مباشرة لهجرات الفلسطينيين المتتالية إلى القارة الاوروبية منذ نكبة عام 1948، حيث يزخر الشتات الفلسطيني في القارة الاوروبية بطاقات علمية واكاديمية وعملية مهنية كامنة كبيرة ويعتبر ذلك بمثابة أحد نتاجات الهوية الوطنية الفلسطينية بموشورها الوطن والشعب ونتاجاته سواء في داخل فلسطين او خارجها.
وعلى الرغم من تقدير الجهاز الاحصائي الفلسطيني في رام الله عدد الفلسطينيين في اوروبا بنحو 294 ألف فلسطيني، لكن هذا الرقم غير دقيق خاصة وأنه لا يوجد مسح ميداني وكل الارقام التي يشار اليها بين فترة واخرى انما هي تقديرات ليس إلا.
التحول الديموغرافي خلال عامي 48 و67
أما بالنسبة لديموغرافيا الشعب الفلسطيني؛ ثمة عوامل قسرية أثرت في التحولات الكمية بالدرجة الأولى. في مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الاجلائية الإحلالية منذ عام 1948، وهو العام الذي أنشئت فيه إسرائيل بدعم بريطاني وغربي مطلق على 78% من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27009 كيلومتر مربع.
حيث تم طرد 61% من إجمالي عدد الفلسطينيين البالغ عام 1948 مليون وأربعمائة ألف، وقد أفرغت 531 قرية ومدينة فلسطينية من أهلها العزل والآمنين ويطلق عليهم مصطلح لاجئ.
وبات الشعب الفلسطيني بعد النكبة يتركز في الضفة الغربية وقطاع غزة واستأثرت على عدد كبير من اللاجئين. في حين صمد في المناطق التي أنشئت عليها إسرائيل نحو 151 عربي فلسطيني، وتركز عدد كبير من اللاجئين في الأردن وسوريا ولبنان، فضلاً عن أعداد قليلة في العراق ومصر.
بعد إنشاء الأونروا، انطلقت عملياتها في أيار من عام 1950، ونشرت خدماتها الصحية والتعليمية في 58 مخيما في خمس مناطق لعملياتها في الأردن وسوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية.
وإثر احتلال الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة في الخامس من حزيران/يونيو 1967، تم طرد 460 ألف فلسطيني من الضفة الغربية ليطلق عليهم مصطلح نازحين، ونصف هؤلاء هم من لاجئي العام 48. وقد توجه غالبية النازحين إثر النكسة إلى الأردن وتركزوا في مخيمات غير المخيمات التي سكنها اللاجئون.
الفلسطينيون الان 2023
الشعب الفلسطيني ليس مجرد أرقام وإحصاءات تذكر؛ إنها قدرات وطاقات كامنة بغرض تحقيق تحرير الوطن الوحيد وعودة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين إليه.
وفي الوقت الذي يحي فيه الشعب الفلسطيني الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة، أكد منذ انطلاقة انتفاضة الاقصى المتجددة بأن فلسطين التاريخية هي وطن الشعب الفلسطيني التاريخي والوحيد، وقد تجلى في وحدة وطنية في شاملة وحقيقية وماثلة للمتابع وفق تعبيرات مختلفة، في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وفي المهاجر القريبة والبعيدة.
وصل مجموع الشعب الفلسطيني خلال بداية العام الحالي 15 مليون ونصف المليون فلسطيني حسب الجهاز الاحصائي الفلسطيني في رام الله؛ بينهم 49.6% في الضفة والقطاع وداخل الخط الأخضر؛ في حين يتركز خارج فلسطين التاريخية في دول الجوار الجغرافي العربية لفلسطين وفي المنافي البعيدة بما فيها أوروبا 51.4% من إجمالي عدد الشعب الفلسطيني خلال العام الحالي.
اقرأ/ي أيضا: مؤتمر فلسطينيي أوروبا يحفظ الهوية ويحمي القضية
والملاحظ أنه على الرغم من عمليات الترانسفير التي لاحقت الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، لكن 85% من إجمالي الشعب الفلسطيني يتركزون ويقطنون في داخل فلسطين وفي دول الجوار العربي، الأمر الذي يعتبر ثروة ديموغرافية هامة للشعب الفلسطيني، في ظل التطور العلمي.
حيث أشارت الدراسات أن هناك 5% من الشعب الفلسطيني يحملون شهادات جامعية عليا؛ في كافة الفروع الإنسانية والعلمية وفي كافة الاختصاصات؛ وهذا يعتبر رصيدًا نوعيًا للشعب الفلسطيني الذي يتضاعف تعداده كل عشرين سنة وفق معدل نمو سكاني سنوي يصل الى 3.5%.
ومن ذلك سيصل مجموع الشعب الفلسطيني إلى 31 مليون فلسطيني في عام 2043.
ومن الاهمية بمكان الاشارة إلى أنه على الرغم من اهمية مؤسسة الجهاز الاحصائي الفلسطيني في رام الله كمؤسسة وطنية والمجموعات الاحصائية والنشرات الخاصة التي تصدر عنه دورياً ، لكن الضرورة تحتم العمل الجاد لتهيئة الظروف والسبل لإجراء مسوحات ميدانية لكافة التجمعات الفلسطينية في الخارج وفي المقدمة منها الشتات الفلسطيني في القارة الاوربية ؛صحيح ان هناك صعوبات جادة بسبب حصول الاف الفلسطينيين على جنسيات الدول الاوربية ، لكن يمكن التنسيق مع سفارات وقنصليات فلسطين في تلك الدول وباحثين متخصصين للوصول الى ارقام أكثر دقة حول فلسطيني اوروبا الذين ينحدرون من الضفة الغربية وقطاع غزة ومن داخل الخط الاخضر ومن اللاجئين الفلسطينيين من لبنان وسوريا والعراق بحثاً عن الامن والامان او تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية بشكل عام .