مصانع الملابس بغزة بانتظار العام الدراسي لتسويق إنتاجها المحلي
تشغل عشرة آلاف عامل

رؤى قنن _ مصدر الإخبارية
بعد سنواتٍ طويلة من الحصار وفقدان عشرات آلاف العمال لأعمالهم في مصانع الخياطة بغزة، عادت الماكينات للدوران والعمّال لكراسي العمل داخل المصانع والمشاغل المحلية بغزة، لإنتاج مئات آلاف قطع الزي المدرسي والجينز والحقائب والمريول وغيرها من المنتجات، لتسويقها للمواطنين خلال بداية العام الدراسي القادم.
وحققت المصانع المحلية في القطاع نقلة نوعية على صعيد رفع الكفاءة الإنتاجية، وافتتاح مصانع وخطوط إنتاج جديدة، للتصدير والتسويق في السوق المحلي، في ظل الحماية التي وفّرتها وزارة الاقتصاد الوطني.
إنهاء التجهيزات
وأنهت المصانع المحلية في القطاع تصنيع الزي والحقائب المدرسية الذي بدأتها قبل أربعة أشهر، وفقا لما تحدث به براء جابر وهو مالك مصنع متخصص في إنتاج الزي المدرسي لشبكة مصدر الإخبارية : “مصنعي بدأ العمل قبل عدة أشهر على تصنيع ملابس المدارس من بنطلونات الجينز، والقمصان، لمختلف المراحل المدرسية”.
وذكر أنه في ظل دخول كوتة من الزي المدرسي المستورد لغزة، اضطر المصنع إلى العمل بطاقة إنتاجية (60%) من قدرته الإنتاجية، في وقتٍ يمتلك فيه قدرة أعلى بكثير من ذلك.
وأوضح أن هناك تخوفات من الوضع الاقتصادي الصعب والخشية من تكدُّس الإنتاج في مخازنه دون بيع، ما يؤثر في عدم تشغيل كامل الطاقة الإنتاجية للمصنع.
ويشغّل براءة جابر في مصنعه ما يقرب من 60 عاملًا بصورة دائمة، بالإضافة إلى الاستعانة بـ30 آخرين في مواسم الأعياد والمدارس.
وأشار إلى أنه في سنوات الحصار الأولى كان هذا المصنع “خرابه بلا عمل”.
تطور قطاع صناعة الملابس
وتحدث رئيس اتحاد صناعة الملابس في القطاع، فؤاد عودة، في حديث خاص لشبكة مصدر الإخبارية، عن تطور قطاع صناعة صناعة الملابس في الآونة الأخيرة، مؤكداً أنها شهدت تطورا كبيرًا بنسبة تزيد عن 60% مقارنة بالعام الماضي.
وأرجع “عودة” هذا التحسن إلى التعاون المشترك مع وزارة الاقتصاد الوطني، حيث وفّرت الوزارة التسهيلات والدعم لمدخلات العملية الإنتاجية، ما سمح بتحسين جودة المنتجات وتعزيز فرص الترويج للمنتج المحلي في الأسواق.
وأشار عودة إلي العديد من التحديات التي لازالت تواجه نمو وتطور قطاع صناعة الملابس، وعلى رأسها عدم توفّر تيار كهربائي دائم وارتفاع تكلفة نقل المواد الخام، التي تؤثر سلبيًّا على القطاع وتحد من قدرته على النمو والتطور.
ورأى عودة، أن إنتاج مصانع الخياطة الفلسطينية في قطاع غزة من بنطلونات الجينز يغطي أكثر من (50%) من احتياج السوق المحلي، والجلباب المدرسي يغطي أكثر من 80%.
وتوقع بأن يتم العمل بخطط استراتيجية ثابتة لرفع تلك النسب في غضون السنوات المقبلة.
ووجه عودة في تصريحاته لشبكة مصدر الإخبارية، مناشدةً لكل المؤسسات الخيرية والجمعيات التي تُشرف على تنفيذ مشاريع كسوة المدارس باعتماد الزي المصنع محليا؛ لتعزيز عمليات التصنيع والتشغيل في غزة.
ونوه إلى أن مَنح الأولوية للمنتج المحلي في عطاءاتها سيشكل دافعًا قويًّا لتحفيز مصانع الخياطة وزيادة فرص التشغيل في هذا القطاع المهم.
ازدياد حجم المبيعات
وحول حجم مبيعات صناعة الملابس المنتجة في قطاع غزة قال عودة: ” توسعت أسواقنا لتشمل الأسواق المحلية في غزة والضفة الغربية والأسواق الإسرائيلية وبعض الأسواق الأوروبية الأسواق الفلسطينية والأسواق الإسرائيلية”.
وكشف في تصريحاته لشبكة مصدر الإخبارية “أنّ هناك نمواً ملحوظاً في المبيعات والإيرادات تٌقدر نحو 25% مقارنة بالعام السابق”.
وأكد عودة أن تحقيق هذه الأرقام التصديرية المهمة يعكس الجهود المستمرة التي تُبذل في صناعة الملابس في قطاع غزة والتزامها بالتطوير والابتكار.
وذكر أنّ اتحاد الصناعات بغزة افتتح مؤخراً، مركز تدريب متطور لصناعة الملابس، يتميز بتوفير جميع الآليات والمعدات اللازمة لتقديم خدمات تدريبية عالية الجودة، بهدف تدريب راغبين جدد في اكتساب مهارات الخياطة، بالإضافة إلى تطوير مهارات وقدرات العاملين الحاليين في القطاع.
وأوضح أسامة نوفل في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية أنه تم إقرار الحماية منذ أكثر من سنة على مجموعة تتكون من 25 سلعة منها غذائية وأخرى ملابس وبلاستيك وغيرها.
زيادة فرص العمل
ورأي أسامة نوفل أنّ هذه التسهيلات أدت لتشغيل العديد من المصانع وخاصة الحياكة، وبالتالي زيادة فرص التشغيل وتحسن الأجور.
وذكر أن الأجور للمصانع التي شملتها الحماية ارتفعت بنسبة 180%، وكذلك زيادة ساعات العمل وتخفيض البطالة بنسبة 5% وفق بيانات الإحصاء المركزي.
اقرأ أيضاً/ ما حقيقة تأجيل موعد بدء العام الدراسي الجديد في غزة والضفة؟