بعد رفض وزير يميني.. التربية الإسرائيلية تتراجع عن تمويل مدارس القدس الشرقية
ترجمة حمزة البحيصي- مصدر الإخبارية
وافقت وزارة التربية الإسرائيلية، على إلغاء ميزانية خاصة للتعليم العالي في القدس الشرقية في محاولة؛ لمنع تخفيضات في ميزانية المدارس الأخرى في المنطقة، بحسب صحيفة “هآرتس” العبرية.
بالنظر إلى رفض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الموافقة على تمويل التعليم العالي، فضلاً عن الظروف السياسية العامة، قال مسؤولو الوزارة إنهم اختاروا التخلي عن القتال على أمل أن يوافق مجلس الوزراء على الأقل على الأموال المخصصة للتعليم في القدس الشرقية بموجب خطة خمسية.
وقال وزير التربية والتعليم يوآف كيش يوم الثلاثاء “قلت، حسناً، دعونا نمضي قدما، طالما بقيت المخصصات بالكامل ضمن الخطة الخمسية ولن تذهب إلى مكان آخر”.
أي تأخير إضافي في الموافقة على الأموال – 600 مليون شيكل (160 مليون دولار) إجمالاً – قد يؤدي إلى وقف البرامج التعليمية التي كانت قد بدأت بالفعل في العمل بموجب الخطة الخمسية السابقة التي بدأت في عام 2018.
وكان من المفترض أن تتم الموافقة على الأموال منذ أشهر.
وعارض وزير المالية سموتريتش الأموال المخصصة للتعليم العالي في القدس الشرقية منذ تقديم الخطة لأول مرة إلى مجلس الوزراء في مايو (أيار).
وقالت المصادر التي تحدثت معه إنه يعتقد أن تشجيع التعليم العالي بين السكان الفلسطينيين في القدس يتعارض مع مصالح إسرائيل، لأنه يعتقد أن الدراسة الجامعية “تجعلهم متطرفين”.
لكن خبراء التعليم والدفاع يقولون عكس ذلك تماماً.
في الشهر الماضي، ذكرت صحيفة هآرتس أن رونين بار، مدير جهاز الأمن العام (الشاباك)، ناشد سموتريش للموافقة على الأموال، بحجة أن الدراسة في الجامعات الإسرائيلية تؤدي في الواقع إلى اعتدال الشباب الفلسطيني وتقليل العنف الفلسطيني في القدس الشرقية.
وقال مكتب سموتريتش إن تمويل التعليم سيركز على “تعزيز العمل المنتج للغاية”، وأن القرار بشأن مكان إنفاق الأموال تم بعد مناقشات بين مسؤولين من الخزانة وبلدية القدس ووزارة شؤون القدس.
وكان الجزء من التمويل المخصص أصلاً للتعليم العالي يهدف إلى السماح لفلسطينيي القدس الشرقية بالالتحاق ببرامج إعداد ما قبل الكلية التي تديرها الجامعة العبرية وكليتا القدس، هداسا وعزريلي، دون أي تكلفة تقريباً.
وبفضل هذا الدعم، انضم حوالي 500 فلسطيني سنوياً إلى البرامج في السنوات الأخيرة، ويعتبر هذا جزءاً مهماً من الخطة الخمسية.
وكان المبلغ المخصص لهذا الغرض 450 مليون شيكل منها 200 مليون شيكل من وزارة المالية والباقي من مجلس التعليم العالي. وتنتظر لجنة التخطيط والموازنة بالمجلس القرار النهائي لمجلس الوزراء بشأن حصة الخزانة قبل أن تقرر ما إذا كانت ستحول حصتها.
وقال المتحدث باسم سموتريتش، إيتان فولد، إن حصة المجلس من التمويل قد يتم تحويلها في النهاية إلى البرامج، ولكن فقط بعد أن تكون الحكومة متأكدة من أن المؤسسات الأم لا تحتوي على “خلايا من التطرف القومي”.
وردا على سؤال من صحيفة “هآرتس” على أي أساس خلص سموتريتش إلى أن التعليم العالي يؤدي إلى التطرف الفلسطيني، رد فولد بروابط لمقالات من عدة مواقع إخبارية على الإنترنت – إسرائيل هايوم، واي نت، بشيفا و إن 12 – حول مظاهرات الطلاب العرب، لم تكن بعض هذه المقالات حول الاحتجاجات في الجامعة العبرية، حيث يدرس معظم سكان القدس الشرقية.
وكان البعض يدور حول الاحتجاجات التي جرت خارج حرم جامعة تل أبيب، والآخر كان حول مظاهرة لطلاب يهود هتفوا “الموت للعرب” خارج مساكن جامعة تل أبيب.
ما تبقى من تمويل التعليم في الخطة الخمسية – نصفه من وزارة المالية ونصفه من وزارة التعليم – مخصص للتعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي.
وتشمل أهدافها تعزيز دراسة اللغة العبرية، ودراسة اللغة العربية كلغة أولى، وتعزيز تعليم العلوم وفتح المدارس أو البرامج التي تدرس المنهاج الإسرائيلي بدلاً من المنهاج الفلسطيني.
على مدى العقد الماضي، خضعت مدارس القدس الشرقية لعملية إضفاء الطابع الإسرائيلي، اختار المزيد من أولياء الأمور والطلاب المنهاج الإسرائيلي على المنهاج الفلسطيني لتسهيل قبول الطلاب في الجامعات الإسرائيلية.
تمت صياغة الخطة الخمسية الحالية من قبل وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس بالتشاور مع التربويين والمقيمين في القدس الشرقية.
ونفى مسؤولو الجامعة العبرية بسخط ادعاء سموتريتش بأن التعليم العالي يساهم في التطرف الفلسطيني.
وقال رئيس الجامعة البروفيسور تامير شيفر يوم الثلاثاء “إذا كانت هناك خلايا إرهابية في الجامعة، فعلى الشرطة أن تدخل وتعتقلهم”. “هذا باطل وكذب”.
كما نفى شيفر ادعاء سموتريتش بأن جعل البرنامج التحضيري في متناول الفلسطينيين قد أعاق وصول المهاجرين الجدد إلى البرنامج.
وقال: “لقد نما برنامج المهاجرين فقط في السنوات الأخيرة، ولا توجد صلة بين البرنامجين، هذا الادعاء يستند إلى معلومات خاطئة، والحركة بأكملها ملوثة بنظرة تمييزية للعالم”.
اقرأ/ي أيضًا: ما هي التسهيلات التي يدرس الاحتلال منحها للسلطة الفلسطينية