الضربة الحقيقية في الجيش.. الاحتلال يتخبط بعد استنكاف سلاح الجو

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية

لا تستطيع “إسرائيل” إخفاء حقيقة أن الإصلاحات القضائية التي ينفذها الكنيست الإسرائيلي ألقت بظلالها السوداء على كافة نواحي الحياة، والتي يرفضها المستوطنون، بعد إلغاء “عدم المعقولية”، حيث تستمر الاحتجاجات للأسبوع الـ 32 على التوالي والتي شارك فيها الجيش الإسرائيلي.

وتأثر القطاع الطبي بشكل كبير بهذه الإصلاحات، بعد أن أعرب أكثر من 2000 طبيب رغبتهم بمغادرة الأراضي المحتلة، وعدم العودة إليها، فضلاً عن 2000 طالب يدرسون في الجامعات الأوروبية قالوا إنهم “لا يريدون العودة”، ما يؤكد أن القطاع الطبي حتماً قد دُمر حسب المختص في الشؤون الإسرائيلية د. عمر جعارة.

ولفت جعارة بأن 60% من الأطباء هم من فلسطينييّ 48، ما يؤكد أن القطاع الطبي قد دمر فعلياً في “إسرائيل” حسب هذه المعطيات.

ماذا سيحدث للجيش؟

ومن بين أهم القطاعات تأثراً، الجيش الإسرائيلي خاصة سلاح الجو، الذي وقّع فيه 1400 طيار من بينهم كبار الضباط أنهم إن استُدعوا للخدمة فلن يُلبوا النداء، في مقابل تهديدات لهم بالسجن.

وذكر جعارة أن أصحاب الإصلاح يعتبرون ما يقوم به ضباط سلاح الجو ما هو إلا تمرد، يؤكده تهديد ميري ريغيف وزيرة المواصلات وعضوة الكنيسيت الإسرائيلي عن حزب الليكود وقولها: “إذا دعينا أي ضابط ولم يأتي، فسوف يذهب إلى السجن”.

ويبدو جلياً أن الجيش له التأثير الأقوى، تبعاً لما قاله قائد الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، الذي تولى منصب رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي الـ (23) خلفاً لرئيس الأركان المنتهية ولايته أفيف كوخافي، إن “المعارضة التي وصلت لجنود الاحتياط وسلاح الجو الإسرائيلي، تركت آثاراً سلبية في الجيش”.

وأضاف: “الضربة الحقيقية في الجيش، ولن نستطيع إصلاحها إلا بسنين”.

وفسر خبير الشؤون الإسرائيلية أقوال هيرتسي بأنها إشارة على أن الخطر كبير على الجيش، وأوضح أن جميع المعطيات لسلاح الجو، والاحتياط بكل فرق المشاة والرتب العالية، تؤكد أن المجتمع الإسرائيلي يتضرر 100% بما يتعلق بالإصلاح القضائي.

ولإيقاف الضرر طالب هيرتسي من بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الحالية تأجيل الإصلاح القضائي أو إيقافه لأن الضرر الذي لحق بأهلية الجيش كبير، إلا أن رد نتنياهو جاء ليقول: “لا ضرر على الجيش، وأن الجيش جاهز لأي حرب”.

بينما أفاد جعارة بأن سلاح الجو شل حركة الجيش الإسرائيلي بعد الخطوات التي قام بها، حيث أن أكثر من 1400 طيار لن يستطيعوا الخروج في حال تم استدعاؤهم لأنهم لم يخرجوا في “طلعات جوية” مدة 32 أسبوعاً، حيث أنه من المعتاد أن يتدرب الاحتياط في سلاح الجو أسبوعياً، ما يفقدهم كثير من الكفاءة لابتعادهم عن الطيران مدة طويلة، وبالتالي يتناقض مع ما قاله نتنياهو حول جهوزية الجيش لأي حرب.

وأكد جعارة أن ما تشهده “إسرائيل اليوم من معارضة لم تحدث في تاريخها، ولفت أنها في صالح الفلسطينيين قائلاً: “من نعم الله على الفلسطينيين أن يكون هناك أمثال بن غفير وسموتريتش ونتنياهو وزناً سياسياً وقراراً”.

وأضاف: “ينطبق عليهم قول البروفيسور من جامعة بار إيلان الإسرائيلية نحن نخرب بيتنا بأيدينا، كما ورد بالقرآن الكريم”، وتطرق إلى أنه بجانب ذلك فإن المجتمع الإسرائيلي غاضب جداً من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير.

هل ستسقط الحكومة الحالية؟

من ناحية أخرى، بيّن المختص بالشأن الإسرائيلي أن ما يحدث في “الأراضي المحتلة” لن يستطيع رغم كل الاعتراضات والاحتجاجات إلى إسقاط الحكومة الحالية إلا إذا سقط الرقم 61، فكيف يمكن إسقاطه؟.

وأجاب جعارة بأن إسقاط الرقم 61 وهو الرقم الذي يفوز به مرشح الحكومة في الكنيسيت الإسرائيلي، وقال: “لن يكون إلا بشراء الذمم كما فعل نتنياهو حين أسقط حكومة بينت”، وتابع: “على المعارضة أن تلجأ لطريقة نتنياهو لإسقاط حكومته، بشراء ذمم من الليكود أو حزب شاس أو الصهيونية الدينية”.

وأوضح أن الطريقة الأخرى هي انتظار انتخابات سادسة، ويرى أن “إسرائيل” على أبواب انتخابات سادسة خاصة إذا اشتد الخلاف بين نتنياهو وبن غفير، وألذ أعدائه سموتريتش الذي يصفه بـ “كذاب ابن كذاب”.

أما المواطن الإسرائيلي فلا يرى في الانتخابات جدوى، حيث أن قال معقباً على الانتخابات الأربع السابقة للكنيست: “6 مليار شيكل ذهبت في سلة المهملات”، في إشارة إلى أنها لم تأت في صالحهم، ولم تكن إلا مجرد دعاية لنتنياهو رغم كل قضايا الفساد التي تلاحقه.

وفي هذا الشأن، يقول أمنون روبنشتاين الباحث القانوني والسياسي، وكاتب العمود الصحافي، وعضو الكنيسيت بين عامي 1977 و 2002: “أعطوا نتنياهو البراءة يعطيكم الدولة، فقد أسر الدولة من أجل براءته”.

يُشار إلى أن نتنياهو “اشترى” مدير البنك المركزي الإسرائيلي ما كي لا يهبط الشيكل مقابل الدولار في تأثره للمعطيات الحاصلة في الشارع الإسرائيلي، وسط توقعات بأن يهبط بشكل أكبر بسبب خروج كثير من الشركات، وسحب أصحاب المال أموالهم من “إسرائيل” للاعتبارات الخاصة بالإصلاح القضائي.

وفي النهاية، يتوقع جعارة أن يسقط البيت الإسرائيلي بسبب عداء اليهودي لليهودي، استناداً لما يقول تاريخهم الافتراضي إن “الكراهية اليهودية المجانية هي من أسقطت البيت الأول وستسقط البيت الثاني بنفس الطريقة”

اقرأ أيضاً:الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة كبرى والحكومة تستقبله بتثاؤب