لماذا طلبت السعودية من رعاياها سرعة مغادرة لبنان؟ 3 أسباب رئيسية

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:
أثار طلب سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان، من الرعايا السعوديين بعدم التواجد والاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، وسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية، ومنع السفر إليها، تساؤلات عديدة حول الأسباب الرئيسية التي تقف وراء ذلك.
وعقب الإعلان السعودي، قال مراسل الشؤون العربية في قناة “كان” الإسرائيلية، روعي كايس: “رسالة مثيرة للاهتمام، يبدو أن ضربة لبنان باتت قريبة جداً”.
ويرى المحلل السياسي اللبناني يوسف دياب، أن قرار السعودية لرعاياها بسرعة مغادرة لبنان جاء مفاجأً للسلطات اللبنانية، ويحمل عدة احتمالات.
وقال دياب في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “الاحتمال الأول يحمل تخوفات من توسع الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، إلى خارجه، وشمول باقي المخيمات، بما يؤدي إلى فوضى عارمة في لبنان”.
وتفجرت اشتباكات مخيم عين الحلوة الذي يضم 200 ألف لاجئ فلسطيني، الأسبوع الماضي، عقب قتل مسلحين من حركة فتح وتنظيم “جند الشام” المتشدد لأفراد من بعضها البعض، لتشهد الأوضاع تدهوراً وتطال المعارك أنحاء واسعة من المخيم، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 42 آخرين، ونزوح الآلاف.
وأضاف دياب أن “الاحتمال الثاني، بأن الوضع الاقتصادي قد يتدهور بشكل كبير بعد خروج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من منصبه، وإمكان حدوث تقلب في أسعار صرف الدولار، والذهاب نحو فوضى شعبية مع تزايد الحديث عن توجهات دولية لفرض عقوبات على قيادات سياسية لبنانية، ما قد يقود مناصروها لافتعال أعمال شغب واسعة في الشارع”.
وأنهى سلامة في 31 تموز (يوليو) 2023 أطول فترة ولاية كحاكم لمصرف لبنان، تاركاً خلفه إرثاً مثقلاً بالانهيار المالي والسياسات والتعاميم الصيرفة التي تغيب جميعها عن الشفافية.
ويعيش لبنان أزمة اقتصادية خانقة، نتيجة تراكم الديون على الحكومات المتعاقبة في أعقاب الحرب الأهلية التي دارت بين 1975 و1990، ما تسبب بحالة شلل كبيرة في القطاع المصرفي، تطورت لعدم مقدرة أصحاب المدخرات على سحب أموالهم بعدما حالت الأزمة بينهم وبين حساباتهم المفتوحة بعملة الدولار الأمريكي.
وأشار المحلل السياسي دياب إلى أن “الاحتمال الثالث، يأتي في إطار التخوف من عمل عسكري إسرائيلي ضد لبنان، خاصة وأن الحشود الأمريكية في المنطقة تدل على وجود عمل عسكري قد يكون لبنان جزءاً منه”.
وأكد دياب أن صمت السفارة السعودية وعدم توضيح سبب خطوة طلب المغادرة من الأراضي اللبنانية فتح الباب واسعاً أمام الكثير من الاستنتاجات والتكهنات حول الأسباب الحقيقية، لكن الشيء الذي عليه إجماع، وجود خطر أمني على وجود الرعايا السعوديين في لبنان يتعلق بأحد الاحتمالات المذكورة أعلاه.
وتتصاعد التهديدات العسكرية والتوترات الحدودية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل على إثر الخلاف على إقامة الأول خياماً في مزارع شبعا المحتلة، في إجراء تراه تل أبيب انتهاكاً لسيادتها.
يُشار إلى أن صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) نقلت عن مسؤولين أميركيين في وقت سابق أن الجيش الأميركي أرسل أخيرا إلى الشرق الأوسط مقاتلات هجومية مزودة بقنابل خارقة للتحصينات بهدف ردع إيران.
اقرأ أيضاً: السعودية تدعو مواطنيها في لبنان للمغادرة فوراً