من علامات المرحلة

بقلم-مرزوق الحلبي:

كلّ الإنجازات الفردية (وهي حقّ الأفراد بالتأكيد) لن تُجدي الجماعة إلّا إذا غذّت وعزّزت البناء المجتمعي ومشروع الجماعة. وإذا لم تعزّزه فهي تكون قد خدمت سياسة “الخلاص الفرديّ”. وهي السياسة التي يقترحها علينا القاهرون الذين فرضوا علينا الجريمة المنظّمة وحاصروا البلدات حدّ التفجّر السكّانيّ. بمعنى، ماذا سيُفيدنا ألف طبيب في مدينة محاصرة بالقوانين ويلفّها العنف والتفكّك من كل جهاتها؟

ـ أمقت بشكل خاص هذه الوجوه التي تطالعنا من كل مكان وفي أفواهها نصائح وتوصيات للجيل الشاب وللمرأة وللأطفال وللمقدمين على الزواج وللفتيات في مقتبل العمر وللمسنّين وللسائقين والمقدمين على عمليات التجميل… إلخ. كأن كل مُجتمعنا يشتغل بتقديم الخدمات المعرفيّة ـ الناس لا تحتاج إلى كلام خاوٍ كهذا بل إلى الاقتدار والعنفوان. فإذا لم يكن لديكَ ولديكِ منها، فوفّر علينا هذه الطلّات الدبِقَة.

ـ “نظام التفاهة” ليس نظامًا في الدائرة حول قيادات هذه الدولة أو تلك ولا حول نتنياهو فقط ـ نظام التفاهة حولنا هنا ـ في رئاسة السلطة المحلّية كما في دالية الكرمل، وفي إدارة المدرسة والمركز الثقافي وفي إدارة فرع البنك وشاشات التلفزيون ووراء الميكروفون في الإذاعة وفي “الحلقات الأدبية” والأمسيات ـ التفاهة ثقب أسود يبتلع كلّ شيء جميل ولا بدّ من مقاومتها.

اقرأ أيضاً: عائلة يعقوب اليهودية اللبنانية تتفكك في رواية جاكوفا