يوسي بيلين: التغيير الديموغرافي أكثر خطورة

ترجمة خاصة- مصدر الإخبارية
يثير رئيس وفد المفاوضات الإسرائيلي مع الفلسطينيين في مؤتمر مدريد واتفاقيات أوسلو الوزير يوسي بيلين من جديد خطورة التغيير الديمغرافي وتأثيره على مستقبل حل الدولتين والذهاب الي دولة واحدة بفعل سياسات الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل، جاء ذلك في مقاله في صحيفة إسرائيل هيوم.
يقول بيلين، اعترف أنني حزنت لقراءة ملاحظات إيتمار فليشمان بأن التطبيع مع السعودية سيكون بمثابة خروج المغلوب لمعسكر السلام، لأنه لن يشمل فرض شروط على القضية الفلسطينية.
تذكروا يا إيتمار، عندما تم توقيع اتفاق السلام مع مصر بين بيغن والسادات، كانت هناك صرخات يمينية وتشرذم سياسي، وكان معسكر السلام هو الذي منحه الأغلبية اللازمة في الكنيست، على الرغم من أنها لم تكن مشروطة باتفاق إسرائيلي فلسطيني.
عندما قاد زعيم آخر في الليكود، أرييل شارون، الانسحاب الأحادي (الإشكالي) من غزة، منحه معسكر السلام أغلبية في الكنيست، على الرغم من الانتقادات بأنه لم يفعل ذلك كجزء من الاتفاق المؤقت مع منظمة التحرير الفلسطينية.
عندما تم التوقيع على اتفاقات إبراهيم، كانت مدعومة من قبل معسكر السلام، على الرغم من أنها لم تنطوي على اتفاق إسرائيلي فلسطيني، والسبب في ذلك بسيط: معسكر السلام يدعم السلام.
إذا كان هناك اتفاق تطبيع بيننا وبين السعوديين، فسيكون معسكر السلام هو الذي يشيد به، ببساطة لأننا نعتقد أن اندماج إسرائيل في المنطقة ضروري لأمننا على مر السنين.
هذا هو خروج المغلوب على النظرة العربية القديمة التي رأت إسرائيل كظاهرة مؤقتة، مثل الصليبية، في هذه المنطقة. لا بالضربة القاضية لليسار، ولا بالضربة القاضية لليمين.
مصلحتنا الرئيسية هي تجنب وضع تسيطر فيه أقلية يهودية على أغلبية عربية غرب نهر الأردن. سواء من خلال إدامة الاحتلال، من خلال الضم والتشريع الذي ينتهك الحقوق الأساسية للفلسطينيين، والذي قد يحقق، لا سمح الله، مطالب الفصل العنصري الإسرائيلي، أو من خلال خلق وضع من شأنه أن يدفع الفلسطينيين إلى الهجرة الجماعية.
إن التوصل إلى اتفاق مع المملكة العربية السعودية سيكون مساهمة مهمة في تأسيس مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط، لكنه لن يعزز الوعد بوجود أغلبية يهودية مستقرة.
وكانت المملكة العربية السعودية عضوًا دائمًا في منتدى المحادثات المتعددة الأطراف، الذي عقد مع 13 دولة عربية والعديد من البلدان الأخرى منذ مؤتمر مدريد في الفترة من 1991 إلى 1996.
وتضمن المنتدى مشاريع من بينها بنك استثمار إقليمي ومشروع لتحلية المياه وقضايا أخرى تم تنفيذ بعضها على مر السنين. لكن السعوديين أظهروا باستمرار موقفا متحفظا وحتى ساخرًا تجاه هذه المشاريع.
وقد ترأس كاتب هذه السطور الوفد الإسرائيلي إلى المحادثات المتعددة الأطراف، وفي أحد اجتماعات اللجنة التوجيهية، التي حضرها رؤساء جميع الوفود، طلبت التحدث بشكل خاص مع نظيري، نائب وزير الخارجية السعودي.
طلبت منه إذابة الكتف البارد، كانت إجابته: “هل تعلم أنه في المملكة العربية السعودية لا يُسمح للنساء بتعلم القيادة، وليس فقط القيادة؟ “معنا، كل شيء يحدث ببطء”.
لن يكون سعيد إذا قررت السعودية تغيير موقفها، حتى لو لم يتم تضمين خطوة دراماتيكية على المستوى الإسرائيلي الفلسطيني، لكن فرحة اليمين في غياب فصل فلسطيني، هي بمثابة إشادة الطفل بإعلان طبيب الأسنان تأجيل الموعد، لا يجب تأجيل تقسيم الأرض بيننا وبين الفلسطينيين إذا كنت صهيونيًا حقيقيًا.
اقرأ/ي أيضًا: حركة المقاطعة ونشطاء اليمين يحاولون إلغاء عروض مطربة تونسية في إسرائيل