الجمعة السوداء.. كابوس يُلاحق أهالي رفح

غزة- مصدر الإخبارية
لا يمر الأول من آب (أغسطس) في كل عام مرور الكرام على أهالي رفح جنوبي قطاع غزة وتسمى بـ”الجمعة السوداء”، إذ ارتكبت إسرائيل مجزرة بحق سكان المدينة، ونفذت عمليات قصف عشوائي، أسفرت عن استشهاد نحو 140 فلسطينيًا ومئات المُصابين.
وتعرض القطاع في 7 تموز (يوليو) 2014، لعدوان إسرائيلي استمر 51 يومًا، تخلله شن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية بحق المدنيين، أسفر عن استشهاد 2324 فلسطينيًا وإصابة الآلاف، وتدمير آلاف المنازل، والمنشآت الصناعية والمساجد والمدارس.
وشهدت ساعات الصباح الأولى في مثل هذا اليوم قبل تسعة أعوام، عودة أهالي المنطقة الشرقية برفح لمنازلهم التي تركوها بعد توغل الاحتلال؛ في ظل حديث عن تهدئة.
وخرق الاحتلال التهدئة قبل بدء سريانها بدقائق، فسرعان ما عاجلت الدبابات والطائرات الحربية بقصف كثيف وعشوائي، بعد أن اكتشف الجيش أن أحد جنوده (هدار غولدن) قد أُسر من قبل المقاومة الفلسطينية.
وأمرت قيادة الجيش القوات بتنفيذ خطة “هنيبعل” (سياسة الأرض المحروقة) في مجزرة رفح بعد اكتشافها أسر أحد جنودها من داخل نفق للمقاومة.
وتوغلت دبابات الاحتلال ما يزيد على كيلومترين شرق مدينة رفح، فتصدت لها المقاومة واشتبكوا معها وأوقعوا في صفوفها قتلى وجرحى، وأعلن الاحتلال فقده لأحد ضباطه في العملية.
ولم تتحمل طاقة مستشفى أبو يوسف النجار هذا العدد من الشهداء في لحظة واحدة، ما حدا به لإطلاق أكثر من نداء استغاثة بسبب الوضع الإنساني المأساوي.
ولم يسلم المستشفى من الاستهداف، إذ استهدفه الاحتلال بشكل مباشر، وأصبح غير آمن ولا يصلح للعمل بعد الأضرار الكبيرة التي تعرض لها جراء القصف، كما واجهت الطواقم الطبية من الوصول إلى الأماكن التي تم استهدافها من شدة القصف.
ونجحت الطواقم بإخلاء المستشفى من الأطباء والمرضى ونقلهم لتقديم الخدمات الطبية في المستشفى الكويتي، وفي تلك الأثناء، كانت الدبابات تقترب من مبنى المستشفى ولا تتردد بقصف أي هدف حي متحرك.
وقرر المدعي العسكري العام الإسرائيلي، ألا تفتح الشرطة العسكرية تحقيقًا في مجزرة رفح “الجمعة السوداء” وعدم اتخاذ أي إجراء جنائي أو عسكري ضد الضباط الضالعين في المجزرة، جراء استخدام نظام “حنيبعل” بادعاء أسر الجندي هدار غولدين.
وفي حزيران (يونيو) الماضي، قامت والدة الجندي الإسرائيلي هدار غولدن الأسير لدى المقاومة في قطاع غزة، بتهديد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بحرق نفسها.
ويأتي تهديد والدة هدار غولدن بعد عدم التوصل إلى حل يقضي بالإفراج عن ابنها الجندي الإسرائيلي بعد 9 سنوات من الاعتقال.
وتحتفظ كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بأربعة جنود إسرائيليين أسرى في قطاع غزة هم: شاؤول أرون، وهدار غولدن، وأبراهام مانغستو، وهشام السيد.