ما تأثير حذف بند المعقولية على الفلسطينيين؟

صلاح أبو حنيدق – خاص مصدر الإخبارية:

صادقت الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي، هذا الأسبوع، على قانون إلغاء حجة عدم المعقولية، ما يحمل جوانباً سلبية على الفلسطينيين، وأخرى إيجابية محدودة، وفقاً لخبراء في الشأن الإسرائيلي.

وقال الخبير صالح النعامي إن تمرير قانون المعقولية، من الناحية السلبية يجعل الاحتلال أكثر عدوانية على الشعب الفلسطيني، ويسمح للأحزاب الدينية المتطرفة بتطبيق برنامجها الرامي إلى حسم الصراع مع الفلسطينيين من خلال تعزيز الاستيطان وزيادة القمع ضدهم، كفرض أحكام الإعدام بحق منفذي العمليات الفدائية وتدمير منازلهم، وطرد وترحيل عوائلهم.

وأضاف النعامي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “مسألة تمرير أي قوانين لتسريع حسم الصراع مع الفلسطينيين لن تحتاج لأي غطاء قانوني بعد اليوم بموجب قانون الغاء حجة عدم المعقولية”.

وعلى الجانب الإيجابي، أشار النعامي إلى أن “مصادقة الكنيست قانون إلغاء حجة عدم المعقولية، يلغي الرقابة القضائية على قرارات وسياسات الحكومة الإسرائيلية، ويسهل من ملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية والأوروبية على جرائمها المرتكبة ضد الفلسطينيين”.

ولفت إلى أن “المحاكم الدولية كانت ترفض في السابق الدعاوى ضد ارتكاب إسرائيل جرائم حرب بزعم أنه لديها جهاز قضائي يمكنه التحقيق في هذه الدعاوى”.

ونوه إلى أن “إسرائيل بسنها قانون الغاء حجة عدم المعقولية أسقطت المسوغ الذي يمنح ملاحقتها ومحاكمتها دولياً”.

وأكد على أن المطلوب فلسطينياً حالياً العمل بشكل جاد أمام ملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية.

من جانبه، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي عاهد فروانة، إن الشعب الفلسطيني بإمكانه الاستفادة من الانقسام الداخلية في إسرائيل خاصة بعد تمرير التشريعات القضائية من خلال فضح جرائم حكومة الاحتلال القائمة على سياسات القتل والتهجير وتدمير خيار إقامة الدولة الفلسطينية.

وأضاف فروانة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “الأزمة الحالية في إسرائيل تستلزم وحدة الشعب الفلسطيني خاصة مع اقتراب لقاء الأمناء العامين في الثلاثين من شهر تموز (يوليو) الجاري، لتمكين الجبهة الداخلية، والعمل على افشال مخططات الاحتلال ضد شعبنا”.

وأشار إلى أن “الأحزاب الإسرائيلي المتطرفة ستستغل قانون حجة عدم المعقولية لزيادة وتيرة العدوان على الشعب الفلسطيني وحسم الصراع، عبر إصدار تشريعات لضم مساحات واسعة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين”.

وحذر فروانة من أن “الاحتلال قد يعمل خلال الفترة القادمة في ظل تصاعد الأزمة الداخلية بخصوص التشريعات القضائية لزيادة وتيرة العدوان في الضفة الغربية بدرجة أولى، وقطاع غزة ثانياً، والذي يعاني من تهدئة هشة، كطريق أسهل للهروب من الأزمة وتصديرها لخارج إسرائيل”.

وتابع فروانة من أن “الاحتلال أزال بموجب تمرير قانون المعقولية أي عقبات أو مكابح قد تقف أمام مشاريع الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة”.

وأكد على ضرورة التوافق على برنامج وطني فلسطيني لإعادة صياغة مسار الصراع مع الاحتلال، واستغلال نقاط الضعف الناتجة عن وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة منقسمة بالأساس على نفسها.

وكان الكنيست الإسرائيلي صادق يوم الاثنين 23 تموز (يوليو) 2023 في القراءة الثانية والثالثة على قانون إلغاء سبب المعقولية بأغلبية 64 صوتاً مقابل صفر بعد مقاطعة أعضاء المعارضة التصويت ومغادرتهم الجلسة العامة.

وبموجب مشروع القانون، لا يجوز للمحكمة العليا في إسرائيل، الغاء أي قرار صادر عن الحكومة أو رئيس الوزراء أو وزير، بحجة “عدم المعقولية”.

اقرأ أيضاً: بعد المصادقة على قانون عدم المعقولية.. إلى أين تتجه إسرائيل؟