أمام التهديد الإيراني ولأجل الأمن يجب وقف التشريع

ترجمات- مركز أطلس للدراسات والبحوث

كتب يوسي كوهين – رئيس “الموساد” السابق، أقيمت دولة إسرائيل قبل 75 سنة بالضبط على أساس الفهم الاستراتيجي بان لكل يهود العالم ولليهود الذين كانوا هنا في دولة إسرائيل ليس هناك غير إقامة دولة يهودية وديمقراطية لأنفسنا ومن أجلنا.

وفي سنوات سابقة أيضا شهدنا خلافات، أزمات وطنية، خارجية وداخلية، شروخ ومنازعات، لكننا عرفنا ان دولة إسرائيل ووجودها هي فوق كل خلاف، فوق كل شرخ، وعملنا جميعا بموجب ذلك. تجادلنا في مواضيع جوهرية كانت مبدئية لنا جميعا.

أحيانا توصلنا الى توافقات، أحيانا بقينا منقسمين في مواقفنا، لكن في امرين وبشكل قاطع لم نلمسهما وابقيناهما ابدا خارج الخلاف والجدال: أمن دولة إسرائيل ومواطنيها، ووحدة الشعب بكل اطيافه.

حسب الفهم التاريخي في تاريخ الشعب اليهودي وتحليلي الاستراتيجي الشخص، في معرفتي لكل الأجزاء التي نتشكل منها كدولة، وجود دولة إسرائيل بكل اطيافها، طوائفها، اساليبها وأنواعها لا يمكنها أن توجد الا بفضل الفهم المتبادل، الاخوة والسلام بيننا نحن الإسرائيليين جميعا.

كما هو معروف لكل مواطني إسرائيل، إيران تشكل في هذه الايام أيضا تهديدا مركزيا على أمننا. الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية يتواجد ويعمل بشكل مكثف خارج حدودها أيضا، في شمال الشرق الأوسط، في العراق، في سوريا وفي لبنان. إيران تواصل من طهران نفسها ومن فروعها نشاطات الإرهاب الموجهة للمس بمواطني إسرائيل وباليهود في ارجاء العالم، وتواصل ضخ سلاح متطور بكميات هائلة الى دول العدو – وهكذا تتحدى امننا القومي أكثر فأكثر.

في الماضي، حتى في الأيام التي كنا فيها مختلفين حول الطريقة التي علينا أن نستخدمها في الساحات المختلفة ضد إيران – في الساحة الدولية، في الساحة المحلية، وفي إيران نفسها – ادرنا باستقامة وبصدق شديد المداولات في داخلنا، في ظل اعراب كل واحد في إطار مسؤوليته عن رأيه وموقفه، حتى اتخاذ قرار مشترك ومتفق عليه بيننا جميعا. فامن الدولة متداخل جدا في وحدتنا، كان دوما امام ناظرينا، نحن رؤساء الأجهزة الأمنية والقيادة السياسية.

اقرأ/ي أيضا: الإسرائيليون في انقسام غير مسبوق عوامله عميقة متراكمة.. هل يتدخل البيت الأبيض؟

لقد شكلت الأشهر الأخيرة من ناحيتي، على المستوى الشخصي تحديا لم التقِ مثيلا له في كل الـ 42 سنة انشغالي بالأمن القومي – في البداية في الجيش الإسرائيلي، كمقاتل وقائد في الخدمة القتالية، ولاحقا في الموساد في جملة مناصب تنفيذية حتى منصب رئيس الموساد، ولاحقا كرئيس هيئة الامن القومي وعليه فقد عملت في الفترة الأخيرة بأفضل ما أستطيع كي اربط بين الناس المختلفين، من فئات مختلفة، ذوي اراء مختلفة وذلك بهدف مركزي واحد، وهو الوصول الى اجراء أصح من الحوار. لأسفي، جهود الاخرين وجهودي لم تنجح.

في الأيام الأخيرة يتعاظم في داخلي بقوة إحساس المسؤولية القومية الذي ينبع من كوني ابن لشعب إسرائيل، مواطن في دولة إسرائيل ورجل أمن. وظفت كل ايامي، ليالي وجهودي في كل العقود الأربعة الأخيرة لتعزيز امن وتحصين دولة إسرائيل، هذه الكلمات التي تكتب هنا والان تخرج من قلبي القلق والمتألم، ومن عيني اللتين تريان ما يجري في دولة إسرائيل، بيننا نحن الإسرائيليين جميعا.

الاحظ الان ان الجدال والخلاف، حتى لو كانا صحيحين ومناسبين ان يكونا في مطارحنا ينزعان عباءة الامن بشكل يعرض للخطر حصانة دولة إسرائيل الأمنية القومية في المدى الزمني الفوري. كقائد في جهاز الامن على مدى سنين، ادعو كل الذين يخدمون دولة إسرائيل في أجهزة الامن كلها، في الاحتياط وفي التطوع لإبقاء الخلاف خارج حدود الجيش وأجهزة الامن بشكل قاطع. في هذه اللحظة التي يحوم فيها التهديد الإيراني فوق رؤوسنا في عدة جبهات، علينا أن نتأكد من ان حصانة إسرائيل الأمنية لا تتضرر لا سمح الله.

وعليه، كابن جيل تاسع في إسرائيل، احفاد وأبناء مقاتلي التنظيمات السرية، ممن اسسوا البلاد وبنوها، وكمن استمد الالهام من اليهودية المحبة والمعانقة، من زعماء مصممين، ليبراليين وديمقراطيين، ممن مثلي آمنوا بالديمقراطية وباليهودية في تداخل لا مثيل له، فاني ادعو بهذا الى وقف إجراءات التشريع والوصول بشكل فوري وعاجل الى حوار بين الجماعات المختلفة التي تمثل اراء مختلفة بهدف الوصول الى ذاك الاجماع الوطني الذي كان على مدى سنوات وجود دولة إسرائيل نورا تسير على خطاه.