وئام الأسطل.. تحدت الإعاقة وتفوقت بالثانوية العامة

فقدت قدمها في عدوان 2014

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

كانت الأيام للطالبة المتفوقة وئام الأسطل سريعة بشكل استثنائي، لأنها لم تكن تعلم ستفقد قدمها اليسرى يومًا بصاروخ إسرائيلي غادر في عدوان 2014 لتواجه الحياة بكل صعوباتها، لتحصد معدل 88,7% في الثانوية العامة بالفرع العلمي.

تعالت الزغاريد في منزل الأسطل في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وبدأت العائلة باستقبال المهنئين من الأقارب والجيران والأحباب وتوزيع الحلوى، إذ كانت وئام وعائلتها يعيشون جمال هذه الفرحة التي انتظروها منذ 10 أعوام.

فرحة عارمة غمرت قلوب والديها زغاريد والدتها ملأت سماء المدينة، ألحان أغاني تهرب من أجهزة الصوت إلى الخارج في هذا التفوق والعوض الجميل بعد فقدان قدمها ومراهنة والدها لها بالتفوق.

“شعوري كان أكبر من التعبير وغلبتني الدموع من فرحتي بالنجاح، لأنني لم أفقد الأمل وإصراري على تحقيق حلمي وإسعاد عائلتي منذ أن فقدت قدمي”، بهذه الكلمات وبسعادة كبيرة عبرت الطالبة عن فرحة تفوقها في الثانوية العامة

عانت الطالبة ابنة الـ17 عامًا منذ سنوات من مضاعفات جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكان والدها محمد راقد بجوارها طريح إصابته بعد قرابة الأسبوعين في المستشفى.

وتنقلت الأسطل بين مستشفيات قطاع غزة والضفة الغربية والأردن، ومن ثم وضع لها الأطباء طرف صناعي لمساعدتها في مواصلة حياتها التعليمية.

وتحدت بتر قدمها ومارست حياتها بشكل طبيعي وحصلت على المراتب الأولى في مدرستها والتحقت إلى فريق كرة قدم للمبتورة أطرافهم.

تقول وئام الأسطل في حديث لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن نجاحها زادها قوة وإصرارها، وأنها فخورة بنفسها بأنها تحدت إصابتها والمعيقات التي واجهتها منذ أن فقدت قدمها.

وتضيف أنّ ثقتها بنفسها ازدادت بعد تفوقها في الثانوية العامة، أنها قادرة على صنع المستحيل وأن لا تستسلم وتكون أقوى حتى إثبات نفسها، مشيرًة نحن ذوي الهمم والإرادة قادرين على تخطي جميع العقبات كما غيرنا.

وتتابع أن الاحتلال الإسرائيلي يُحاول في كل مرة تدمير كل شيء يحلُمون به ويجعلهم دائمًا في مرحلة اليأس والنجاح، ولكن يجب عليهم أنّ يكونوا الأقوى لتحقيق أحلامهم بقوتهم وعزيمتهم وإصرارهم.

وتطمح صاحبة الضحكة والوجه البشوش بأن تدرس تخصص الأطراف الصناعية، منوهًة إلى أنّ اختيار تخصصها هو شعورها بغيرها ومساعدتهم لأنها مرّت في نفس الظروف.

“فخور بنجاح ابنتي وئام التي راهنت عليها بأنها ستكون يومًا ما شخصًا فريد من نوعه، بسبب ما مرت به وعانته وهي طفلة قبل 10 سنوات”، بفرحة غمرت قلبه هكذا تحدث والد وئام الأسطل عن تفوقها.

“فرحة النجاح هذه استثنائية انتظرها من سنوات، لأنها رغم إصابتها ومعاناتها والمعيقات التي واجهتها لم تشعر أحد من حولها معاناتها من فقدان قدمها وتعاملت معه كأنه وضع طبيعي لها” وفق قول والدها لـ”شبكة مصدر الإخبارية“.

ويضيف والد الطالبة الأسطل أنّه عاش مع وئام أيام صعبة جدًا بعد إصابتهم في عدوان 2014، وتنقلها بين المستشفيات في الداخل والخارج لاستكمال علاجها.

لم يبقِ والد وئام مشاعره بهذه الفرحة دون احتضانها، قائلًا لها: “أنا فخور بكِ، ومتأملًا النجاح في إكمال مسيرتك التعليمية ومساعدة المصابين أمثالك وتزويدهم بالقوة والعزيمة والتحدي من أجل أن يبقوا فريدين من نوعهم مثلكِ”.