لطلبة الثانوية العامة.. تخصصات جامعية متكدسة بالخريجين لا يجب الالتحاق بها

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:
مع إعلان نتائج الثانوية العامة في فلسطين، يتحول تفكير الطلبة وعائلاتهم، نحو البحث عن التخصصات الجامعية التي من شأنها التوافق مع سوق العمل، خاصة في ظل تفشي بطالة الخريجين، ومحدودية فرص العمل.
وتتركز البطالة في قطاع غزة بعدة تخصصات، أبرزها العلوم التربوية (التعليم) والصحافة والإعلام، وعلم الحاسوب، والدراسات الإنسانية باستثناء اللغات، والصحة، والادارة والاعمال.
وبحسب الإحصاء، تبلغ نسبة البطالة في صفوف الخريجين من حملة الدبلوم فأعلى في قطاع غزة 75%.
وقال مسئول كتلة الوحدة الطلابية أحمد أبو حليمة إن “الجامعات في غزة تعلن في بداية كل إعلان لنتائج الثانوية العامة مجموعة من التخصصات، جزء من مخرجاتها التعليمية لا يتناسب مع مدخلات وحاجات سوق العمل”.
وأضاف أبوحليمة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “طرح التخصصات الغير متوافقة مع مدخلات سوق العمل خلق فجوة في مسالة دمج الخريجين في سوق العمل، ومنعهم من الدخول في دائرة البطالة”.
وأشار إلى أن “الطلبة عليهم قبل اختيار أي تخصص جامعي النظر ودراسة حاجة سوق العمل، الذي تركز حاجاته على التعليم المهني”.
وتابع أن “الطلبة يتوجب عليهم اختيار التخصصات التي تتوافق مع سوق العمل والموهبة الشخصية والقدرات الإبداعية، بحيث يكون قادراً على التعاطي مع السوق في مختلف أحواله”.
ودعا الطلبة إلى “ضرورة عدم الاستسلام لرغبات الآخرين، واختيار التخصصات وفق رؤيتهم ومواهبهم وإجراء دراسة جدوى للتأكيد من مقدرتهم في الإبداع في التخصص المختار، وحاجة المجتمع، والسوق المحلي له”.
وحث الطلبة، على التركيز على التحصيل العلمي مع ضرورة اكتساب الخبرات خلال مرحلة الدراسة الجامعية بما يساهم بدمجهم في سوق العمل سريعاً.
ونصح بالتفكير جيداً قبل اختيار التخصص ومعرفة نقاط القوة والضعف ومدى قدرته على الإبداع فيه.
وأكد على أن “الجامعات الفلسطينية هدفها الرئيس الربح، ما ساهم بفتح التخصصات أمام الطلبة، بما يفوق حاجة العمل، وخلق جيوش من بطالة الخريجيين”.
وشدد على أن “تخصصات الطب والصيدلة والهندسة وبعض أقسام تكنولوجيا المعلومات لوحظ خلال السنوات الأخيرة أنها بدأت تشهد تكدساً في الخريجين، دون الالتفات لحاجات السوق”.
ونوه إلى أن “السوق الفلسطيني متعطش حالياً للتخصصات المهنية والحرفية التي تمنح الخريجين مهارة، بالإضافة للتخصصات المرتبة بالتكنولوجيا الحديثة المواكبة للتطور في الذكاء الاصطناعي، وبعض تخصصات الهندسية الطبية والفيزياء والكيمياء”.
من جانبه، نصح الأستاذ الأكاديمي في جامعة الأقصى زهير عابد، طلبة الثانوية إلى الاطلاع على حالة سوق العمل وسؤال زوي الخبرة، في ظل “اتجاه الجامعة المحلية إلى الربحية أكثر من العملية التعليمية”.
وقال عابد في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “الجزء الأكبر من الجامعات في قطاع غزة خاصة، ما عدا (جامعة الأقصى وكلية فلسطين التقنية) ما جعل منها ربحية، تفتح الباب لجذب أكبر عدد من الطلبة في أي تخصص دون مراعاة حاجة سوق العمل”.
وأضاف عابد أن “الجامعات للأسف لا تقدم للطلبة أي دليل أو برنامج إرشادي حول حاجة سوق العمل، وأن التخصص المختار منهم قد يقودهم نحو البطالة”.
وأشار عابد إلى أن “الكثير من الطلبة يخطئون بتغليب رغبات أسهم بعيداً عن رغباتهم ومواهبهم ما يخلق منهم أشخاص فاشلين، فيما لا تزال جامعات غير محدثة لتخصصاتها وفقاً للتطورات في سوق العمل والتحول التكنلوجي والرقمي”.
وأكد أن “الطلبة عليهم أن يكونوا قادرين على النظر إلى التخصصات وجدواها بعد التخرج، وهل يمكنهم العمل فيها حال لم تتوفر لها وظائف رسمية خاصة في ظل انعدام الخطط الحكومية والتنموية لحل مشاكل الخريجين”.
وشدد على أن “أبرز الكليات التي شهدت تكدساً في الخريجين، كليات التربية، خاصة مع اتجه الطالبات إلى التعليم، من خلال ربط نظرة المجتمع بالأمر، بأن التدريس أفضل للفتاة”.
ودعا عابد إلى ضرورة تفعيل رقابة وزارة التربية والتعليم العالي على الكوتة المخصصة لكل تخصص وفقاً لدراسات الجدوى الاقتصادية لسوق العمل المحلي، وضبط التجاوزات التي تحدث في البرامج، وإنزال العقوبات بحق المخالفين.
ويبلغ عدد المؤسسات الأكاديمية في قطاع غزة 23 مؤسسة تمنه درجتي الدبلوم المتوسط والبكالوريوس، يلتحق بها قرابة 80 ألف طالب وطالبة سنوياً.
يشار إلى أن الخريج يحتاج إلى 12.8 شهراً للحصول على وظيفة في السوق الفلسطيني، وفقاً لدراسات سابقة لجهاز الإحصاء.
اقرأ أيضاً: الخارجية الفلسطينية تُمدّد ساعات الدوام للمصادقة على شهادات الثانوية العامة