قلق الانتظار.. كابوس يُلاحق طلبة التوجيهي وذويهم

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
لم ينته طلبة التوجيهي من تجاوز مرحلة الخوف والسهر أثناء تقديمهم الامتحانات، إلا وبدأت مرحلة صدور النتائج وحصد ما بذلوه من تعب، وهي الفترة الأكثر خوفًا وتوترًا ومشاعر متناقضة من بين الفرح والانتظار يمر بها الطلاب وذويهم، الذين يترقبون النتائج المزمع إعلانها في الأيام المقبلة، بفارغ والصبر.
يبني منهم آمالًا وأحلامًا لما بعد ذلك اليوم كما ويبدي تفاؤلًا بتقديمه مستوى ممتاز أو جيد، وآخر لن يأمل بمجموع مرتفع وهذا يجعله قلقًا طوال الوقت من ردات فعل عائلته والمحيطين.
ولا تقتصر مشاعر الخوف والانتظار على طلبة التوجيهي فقط بل تعيشها العائلات مع أبنائهم بحلوها ومرها، متشوقين لرؤية النتيجة التي سيأتون بها مع نهاية الامتحانات.
آمنة المبحوح إحدى طالبات الفرع الصناعي، تنتابها مشاعر متناقضة ما بين الفرح والخوف، إذا تعد الساعات والدقائق والثواني والأيام بفارغ الصبر، تتوقع لنفسها مجموع مرتفع.
وعن مشاعرها حيال الأيام القليلة القادمة، تقول المبحوح لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن مشاعر الخوف والرهبة الأمل والنجاح، مشاعر كثيرة متناقضة تشعر بها في الدقيقة الواحدة، مضيفةً أنّها لا تعرف سببًا حقيقًا لمشاعره السلبية، ولاسيما وأنه قدمت الاختبارات بشكل ممتاز، ولم تكن لحظتها تظن أنها ستمر باللحظات المرعبة هذه.
أما الطالب ساجد الزوني من مدينة نابلس، الذي يتنافس مع أبناء عائلته على نتائجهم في الثانوية العامة، التي تحدد مصيرهم في اختيار تخصصاتهم التي يحلمون بها عند دخولهم الجامعة.
ويتابع الزوني لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أنّ فرحة نجاح طلبة التوجيهي لن تعادل وسع البحر ولا السماء لم ولن يتخلى عن ذكريات التعليم، وخاصة أنهم كانوا في فترة قاسية بالنسبة لهم من الناحية الصحية والظروف القاسية، بالإضافة إلى إضراب المعلمين التي حرمتهم من استكمال تعليمهم في المدارس.
“سنتأهل ضمن العشرة الأوائل والخطوط العريضة في المواقع ومواقع التواصل الاجتماعي”، هذا هو ما يحلم به الطالب ساجد.
ويضيف: “نحن في العادة نأخذ القوة ونستمدها أولًا وأخيرًا من الأهل، لكن الآن ننتظر ردود فعلهم وكيف ستكون فرحتهم بالنسبة لنا”.
ويأمل بأن يكون لدى زملائه من طلبة التوجيهي آمال وطموحات واسعة لمستقبلهم، خاصة من لم يحالفهم الحظ وعليهم أن يكملوا مسيرتهم التعليمية ومحاولات عدم الاستسلام.
أما فرح عمار فهي لم تتوقع نتيجتها، نظرًا لمرورها بظروف صعبة أثرت عليها أثناء تقديمها امتحانات الثانوية العامة.
وتقول عمار لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنّها راضية بنتيجتها مهما كانت، وإن لم يُحالفها الحظ مع طلبة التوجيهي هذا العام سوف تكمل مسيرتها التعليمية مرة أخرى.
وتشير إلى أنّ لديها أحلام وطموحات تريد تحققها مهما كان التحديات التي واجهتها، وأنّ عدم النجاح لا يعتبر فشل بل تحدي جديد لذاتها.
طلبة التوجيهي وقلق الانتظار
الأخصائي النفسي د. فضل أبو هين يوضح أنّ ما يعيشوه طلبة التوجيهي الآن تسمى بمرحلة “قلق الانتظار”، أي أنّ كل الإنسان يمر بتجربة معينة لم يعلم نتائجها فسيتأثر بهذا القلق الصحي.
ويشير خلال حديثه لنا، إلى أنّ قلق الانتظار يكثُر عند الأفراد الذين يتوقعون نتائج عالية، بالتالي كل دقيقة لهم تنقل لهم الأخبار تزيد من توترهم وقلقهم وخوفهم.
ويؤكد أن هذا الانتظار لن يطول، وأن هذه ظاهرة صحية يتفاعل معها الإنسان بحسب القدرات التي وضعها مع الامتحان وينتظر نتيجته، لذلك يجب تقدير طلبة التوجيهي والوقوف معهم.
أما في حال عدم النجاح، يقول أبو هين إنه لو كان الطالب والأهل لديهم توقع ولم يحدث على أرض الواقع سيصاب الطالب بالإحباط والخيبة والانطواء وخوف من ردات فعل أهاليهم.
ويحث الأخصائي النفسي، الأهالي على عدم إلقاء اللوم على أبنائهم وأن يكونوا الحضن الأول لتشجيعهم على إكمال مسيرتهم التعليمية، لأنه قد يكون مر بظروف معينة خارجة عن إرادتهم أثرت عليهم وأثرت على قدراتهم، ونحن نتعامل مع ظروف متغيرة يومية.