من هي المحررة اللبنانية سهى بشارة التي أوقفتها السلطات اليونانية؟

متابعة- مصدر الإخبارية

أوقفت السلطات في اليونان الأسيرة اللبنانية المحررة من المعتقلات الإسرائيلية سهى بشارة، في مطار أثينا، كانت في طريقها إلى مقر إقامتها في سويسرا.

ونقل عناصر الأمن في اليونان سهى بشارة، إلى مركز احتجاز، وتم إبلاغها بأنها ممنوعة من دخول اليونان لأسباب “أمنية”.

بدورها، تولَّت السلطات السويسرية متابعة إيقاف سهى مع السلطات اليونانية، التي قالت إن بشارة، مصنفة “كمصدر خطر على الأمن الوطني وعلى أمن دول في الاتحاد الاوروبي”، كما أنه لن يسمح لها بإكمال رحلتها، وستتم موطنها لبنان.

من ناحيته، علق حزب الله اللبناني على قيام السلطات اليونانية بتوقيف اللبنانية الأسيرة المحررة سهى بشارة، ومنعها من متابعة سفرها إلى سويسرا.

واستنكرت العلاقات الإعلامية في حزب الله قيام السلطات اليونانية بتوقيف المناضلة اللبنانية سهى بشارة ومنعها من متابعة سفرها.

وشدد على أن “هذه الخطوة مرفوضة بالكامل، وغير مبررة وتتعارض مع القوانين الأوروبية، التي تدعي حماية حقوق الإنسان”، مؤكداً أن “احتجاز حرية الأسيرة المحررة سهى بشارة، عمل غير قانوني وانصياع للاحتلال”.

كما اعتبر الحزب الشيوعي اللبناني توقيف بشارة بأنه “سابقة خطيرة تشكّل اعتداءً صارخاً على بطلة وطنية لبنانية ساهمت في تحقيق التحرير والحرية للبنانيين”.

ودعا الحزب وزارة الخارجية اللبنانية إلى “المبادرة الفورية لتأمين الدعم السياسي للمناضلة سهى بشارة، واستدعاء السفير اليوناني بشكل فوري واتخاذ تدابير صارمة، واعتبار التوقيف اعتداءً على سيادة لبنان الوطنية وحرية وأمن مواطنيه”.

من هي سهى بشارة؟

في السابع عشر من نوفمبر تشرين الأول (أكتوبر) عام 1988، قامت سهى بشارة في عمر العشرين بِمُحاولة اغتيال العميد أنطوان لحد قائد ما كان يسمى بجيش لبنان الجنوبي الموالي لإسرائيل، نجى لحد من مُحاولة الاغتيال وتم اعتقال سهى بشارة بسرعة وحبسها في معتقل الخيام الشهير.

وأفادت تقارير لبنانية، بأن سهى أطلقت على لحد ثلاث رصاصات، استقرت إحداها في الجهة اليمنى من صدره، وثانية في أعلى ذراعه اليمنى، أما الثالثة في رجله.

ونقل أنطوان إلى المستشفى وأجريت له عدة عمليات جراحية ساءت بعدها حالته الصحية ودخل في غيبوبة، فتم نقله إلى مستشفى رامبام في حيفا في فلسطين المحتلة، وبقي فيها فترة إلى أن ظهر بعد شهور على الإعلام أنه كان في حالة اعياء شديد ومن الواضح أن يده قد تعرضت للشلل، وفي 2015 أعلن عن وفاته.

ولكن ماذا حصل مع سهى؟

اعتقلت بشارة من قبل قوات العميل وهي تنتمي للحزب الشيوعي اللبناني، وسلمتها القوات إلى “إسرائيل”، التي وضعتها في البداية، في معتقل الخيام الموجود في الشريط الحدودي المحتل.

وبعد ذلك نقلت إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة للتحقيق معها، واستمرت عملية التحقيق وسط احتجاجات عربية ودولية كثيرة التي أعربت عن عدم شرعية احتجاز سهى لدى إسرائيل.

وفي أيلول (سبتمبر) 1998، تم الإفراج عن بشارة بعد انطلاق حملات لبنانية وأوروبية وإسرائيلية مكثفة لصالحها.

وعرفت بمواقفها الوطنية والداعمة للشعوب، وكان من بين أبرز مواقفها، انتقادها المباشر لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وتحميله مسؤولية معاناة الشعب السوري، وموقفها الرافض من عدم منح الدولة اللبنانية ابنتيها من زوجها السويسري، الجنسية اللبنانية، حيث رأت أنه يجدر أن تحصل كل الأمهات اللبنانيات المتزوجات من أجانب على الحق في منح أبنائهن الجنسية.

وفي عام 2003، أطلقت كتاب سيرة ذاتية شخصية لها أسمته “مُقاومة” تروي فيه عن حياتها في لبنان قبل وبعد الاعتقال.

أما في عام 2011، نشرت كتاب آخر لها حمل عنوان “أحلم بِزنزانة من كرز” وهو كتاب سيرة ذاتية أيضاً كتبته مُشاركةً مع الصحفية اللبنانية كوزيت إلياس إبراهيم التي كانت أيضاً مُعتقلة في معتقل الخيام.