ربما تكون ممن يعانون منها ولا تعلم.. ما هي متلازمة انقطاع النفس النومي؟

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية

يعاني أكثر من 900 مليون بالغ من انقطاع النفس النومي، الذي ظهر اسمه مؤخراً بهذا المصطلح بعد أخبار تداولت صحة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي أثبتت أنه يعاني من هذه المتلازمة.

وللتعرف على المتلازمة وما إذا كنت تعاني منها دون أن تلاحظ، يجب عليك معرفة أسبابها وأعراضها، ومضاعفاتها وما هي أنواعها؟

ويعتبر انقطاع النفس النومي حسب د.وليد داوود الأستاذ في كلية الطب والحاصل على دكتوراة في الأمراض الصدرية من جامعة القاهرة اضطراباً خطيراً يسبب انقطاع النفس المتكرر أثناء النوم.

الأعراض والأسباب

وأوضح أن الأعراض العامة لهذه المتلازمة تشمل الشخير المستمر بشكل مزعج وبصوت عالٍ أثناء النوم، واللهاث الواضح سعياً للحصول على الهواء، بحيث يقاتل الشخص من أجل التنفس، إضافة إلى نوبات مستمرة من التوقف عن التنفس يلاحظها شخص آخر بجانبه.

وذكر د. داوود بأنه يتبعه تعبٌ ونعاس شديد خلال النهار، وجفاف داخل الفم يشعر به صاحبه فور استيقاظه، عدا عن الصداع، وضعف التركيز بسبب زيادة ثاني أكسيد الكربون بالدم.

وأفاد بأن الأمر يحدث نتيجة ارتخاء العضلات الموجودة بالجزء الخلفي من الحلق، ما يسبب انغلاق مجرى الهواء، بالتالي انخفاض مستوى الأكسجين بالدم، ثم العمل على تنبيه الدماغ من أجل فتح مجرى التنفس مرة أخرى.

وأكد داوود أن السمنة المفرطة سبب رئيس يزيد من خطر التعرض للمتلازمة، نتيحة ترسب الدهون في المجرى الهوائي العلوي ما يعيق عملية التنفس، كما أن تضخم اللوزتين من الأسباب التي تضيق مجرى الهواء.

إضافة إلى أن احتقان الأنف المتكرر قد يكون سبباً بظهور المتلازمة والتسبب بها، وأشار أن من بين الأسباب كسل الغدة الدرقية.

فضلاً عن أن التاريخ العائلي له علاقة بالمرض، وطبيعة الجسم حيث أن أصحاب الرقبة القصيرة أكثر عرضة له، إضافة إلى المدخنين.

أنواع انقطاع النفس النومي

لفت طبيب الأمراض الصدرية أن هذه المتلازمة لها 3 أنواع، الأول يُعرف بـ “انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم”، ويحدث نتيجة انسداد متكرر لمجرى التنفس العلوي، يشمل الممر الذي يبدأ من الأنف والحلق واللوزتين إلى الحنجرة،

وأفاد بأن هذا النوع يصيب 2 – 9 بالمائة من الأشخاص، لافتاً أنه شائع الحدوث بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة تحديداً، حيث تعتبر إحدى أسبابه، إضافة إلى الأطفال الذين يعانون من تضخم اللوزتين أو اللحمية، ومشاكل الأسنان، والعيوب الخلقية مثل صغر حجم الفك.

وبيّن داوود أن نوبة الانقطاع التنفسي بهذه الحالة تستمر مدة تزيد عن 10 ثوانٍ، ويلاحظها شخص آخر ينام بنفس الغرفة.

وذكر طبيب الأمراض الصدرية أن النوع الثاني يُعرف بـ “انقطاع التنفس المركزي” وهو نادر الحدوث، وأوضح أنه ينتج عن مشاكل في مركز الدماغ العصبية التي تسيطر على التنفس.

وقال شارحاً: “المخ حساسٌ لثاني أكسيد الكربون، وفي هذه الحالة ترتفع نسبته داخل المخ، وتقل نسبة الأكسجين ما يسبب اضطرابات وحساسية فيه، بالتالي إبطاء عملية التنفس”، وأضاف: “المخ سيتوقف عن إرسال الإشارات العصبية للعضلات التنفسية، ما سيسبب انقطاع التنفس”.

ونوه بأن بعض الأمراض التي تؤثر على التنفس عند الأطفال قد تسبب ظهور النوع الثاني من المتلازمة، وحذر منها.

أما النوع الثالث فهو مزيج بين الأول والثاني حسب د.وليد، وقال إنه “يأتي على شكل نوبات انسدادية، ويتم علاجها وفقاً لذلك”.

مضاعفات انقطاع النفس النومي

وحذر د. داوود من المضاعفات التي قد تتبع المرض بعد مدة من الزمن، وقال: “قد يتعرض الشخص إلى الاكتئاب المستمر والملازم، وتقلب المزاج، بسبب النوم المتقطع والاستيقاظ المتكرر

وأوضح أن الانقطاع في النفس أثناء النوم قد يسبب اضطرابات في القلب، نتيجة الهبوط المفاجيء والمتكرر بالأكسجين، والذي يرتفع فيه ضغط الدم بسبب التوتر الواقع على الأوعية الدموية وانقباضها.

وقال: “سجلت بعض الحالات إمكان حدوث السكتة القلبية”، وتابع: “قد يتعرض المعانون من المتلازمة لمضاعفات بنسبة أكبر من الأشخاص العاديين في حال إجراء أي عمليات”.

وحذر من احتمال ترسب الدهون حول الكبد لمن يعانون من السمنة، أضاف: “قد يؤدي الأمر إلى فشل تنفسي، ودخول العناية المركزة، وربما الحاجة إلى جهاز علاج تنفسي دائم”.

علاج المتلازمة

وشدد د. داوود على أهمية الإقلاع عن التدخين كعلاج، وتخفيف الوزن، وذكر أن الأمر قد يحتاج إلى التعامل مع أجهزة فموية تمنع الشخير، منها جهاز ضغط مجرى التنفس الموجب لدعم العضلات المرتخية من أجل منع الشخير والانسداد وانقطاع النفس أثناء النوم.

ولفت أن بعض الحالات قد تحتاج إلى جراحة، وأوضح أن لها عدة أشكال منها إزالة بعض الأنسجة بمؤخرة الفم وعلى الحلق، وربما اللوزتين لمنع النسداد وتوسيع مجرى التنفس، وأخرى .

إضافة إلى استخدام الليزر، وقال: “ربما نحتاج لتصحيح وضعية الفك الذي يسبب اندفاع اللسان للخلف، وبالتالي انسداد التنفس”.

وأوضح أن بعض الدراسات تبحث إمكان ستخدام الغرسات المرنة المصنوعة من البلاستك في الحنك لمن يعانون من الرخو، وتعمل على تنبيه الأعصاب للتحكم بحركة اللسان، حيث لم يطبق هذا الأمر بعد.

وخلال حديثه لفت د. داوود إلى أن الذكور أكثر عرضة للمرض، وأن البالغين يصابون فيه بنسبة أكبر من الأطفال، وأضاف: “وُجد أن 3 أضعاف المدخنين أكثر عرضة لمتلازمة انقطاع النفس النومي من غيرهم”.

ذكر الخبراء أن انقطاع النفس النومي، أو توقف النفس الانسدادي أثناء النوم يصيب كبار السنة أكثر بسبب ارتخاء عضلات التي تطال الحنك والرقبة مع تقدم العمر.

وأوضحت الأكاديمية الأمريكية لطب النوم، بأن عدم العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات كبيرة ترهق القلب، وقد توصل إلى الموت المبكر.

وتشير التقديرات إلى أنّ ما لا يقل عن 25 مليون بالغ أمريكي، و936 مليون بالغ في العالم تتراوح أعمارهم بين 30 و69 عاماً يعانون من انقطاع النفس النومي، وأن كثير من الأشخاص لم يخضعوا للتشخيص ولا يعرفون أنهم يعانون من المتلازمة.

اقرأ أيضاً:ما هو أكثر مشروب يساعد على النوم بسرعة؟