دول مجموعة العشرين تجمع 50 مليار دولار من مدفوعات ديون الدول الفقيرة منذ كوفيد

ترجمة- مصدر الإخبارية

دفعت الدول المنكوبة بالديون والمعرضة بشدة لأزمة المناخ 50 مليار دولار (39 مليار جنيه إسترليني) لدائني مجموعة العشرين منذ ظهور جائحة كوفيد -19، وفقاً لتقرير جديد.

ويسلط التحليل، الذي أجراه المعهد الدولي للبيئة والتنمية (IIED)، الضوء على العبء المالي الذي تواجهه أفقر دول العالم وأكثرها عرضة للتأثر بالمناخ، حيث تكافح من أجل سداد ديونها لأغنى 20 دولة في العالم.

ويأتي التقرير، الذي يستند إلى أحدث البيانات من البنك الدولي، قبل الاجتماع القادم لوزراء مالية مجموعة العشرين ومحافظي البنوك المركزية في غانديناغار بالهند.

ويعني تسديد الديون المتزايدة أن أفقر دول العالم، والتي تواجه أيضاً أكبر المخاطر من جراء الكوارث المناخية المتفاقمة، عالقة في دائرة مستمرة من الأعباء المالية.

ويقول التقرير إنه على الرغم من هذه المدفوعات الكبيرة في العامين الماضيين، لا تزال دول مجموعة العشرين تحمل ديوناً ثنائية تراكمية بقيمة 155 مليار دولار (120 مليار جنيه إسترليني) من أقل البلدان نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية في عام 2021.

وأشار التقرير إلى أن الضغوط الاقتصادية على هذه البلدان قد تفاقمت بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك التباطؤ الاقتصادي العالمي الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، ووباء كوفيد -19، وارتفاع الأسعار العالمية وأسعار الفائدة. ووضع هذا العبء المتزايد للديون العديد من الدول في مواقف حرجة، وبعضها على وشك التخلف عن السداد.

وتكشف البيانات أيضاً أن دول مجموعة العشرين لديها ديون كبيرة من خلال مؤسسات متعددة الأطراف مثل البنك الدولي وصندوق التنمية الأوروبي.

ويحث المعهد مجموعة العشرين على إنشاء نظام مالي أكثر عدلاً يلبي احتياجات من هم في طليعة أزمة المناخ. ووصف الدكتور توم ميتشل، المدير التنفيذي للمعهد الدولي للتعليم والتنمية، عبء الديون بأنه “ظلم” لشعوب البلدان الأقل نمواً التي لها دور ضئيل في خلق أزمة المناخ.

وقال ميتشل: “إن أعباء الديون الضخمة على بعض البلدان الأكثر عرضة لخطر تغير المناخ تعني أنها ستدفع الفائدة إلى الأبد إلى الدول الأكثر ثراءً التي بذلت قصارى جهدها للتسبب في أزمة المناخ، وهذا ظلم”.

وهناك دعوة متزايدة لأكبر الملوثين في العالم لتحمل المسؤولية عن الآثار المتفاقمة لأزمة المناخ. وتضم دول مجموعة العشرين أكبر اقتصادات العالم التي كانت إما أكبر ملوثات منذ الثورة الصناعية أو أصبحت واحدة منها في العقود الأخيرة، مثل الهند والصين.

وتعتبر الدول الأكثر فقراً في العالم هي الأقل مساهمة في أزمة المناخ، ومع ذلك فهي تواجه أكبر المخاطر من عواقبها، بما في ذلك الأعاصير والجفاف. في المقابل، تضم مجموعة العشرين دولاً مسؤولة عن أعلى المستويات التاريخية والحالية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مع وصول العديد منها إلى القوة الاقتصادية من خلال الغزو والاستعمار.