نابلس: الصحفي محمد تركمان يروي لمصدر تفاصيل احتجازه والاعتداء عليه

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

روى المصور الصحفي محمد تركمان، تفاصيل احتجازه والاعتداء عليه بالضرب واعطاب مركبته الشخصية مِن قِبل الاحتلال على حاجز دير شرف غرب مدينة نابلس فجر اليوم.

وأفاد الصحفي محمد تركمان، بأنه “عقب الانتهاء من تغطية الأحداث الميدانية بمدينة جنين برفقة الزميل كريم خمايسة أوقفنا جيش الاحتلال على حاجز دير شرف وطلب منا تسليم هوياتنا وهواتفنا الشخصية”.

وأضاف خلال حديثٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “أحد جنود الاحتلال طلب مني فتح هاتفي الشخصي فرفضت بشكلٍ قاطع، فاحتدام الجِدال بيننا، فما كان منه إلا أنه قام بتقييد يداي خلف ظهري والاعتداء عليّ بالضرب المُبرح”.

وتابع: “تلقيت العديد من الضربات على مؤخرة رأسي ومن ثم احتجزني أربع ساعات، وفيما بعد قاد الجندي مركبتي الخاصة وتعمد إعطاب إطاراتها الأربعة، إلى حين قدوم “ونش” حيث قمنا بتحميل السيارة والعودة إلى منازلنا”.

وأكد على أن “الاحتلال تعمّد الاعتداء عليهم رغم ارتدائهم شارات الصحافة التي تتطلب تسهيل مهام حاملها، لكن ما جرى كان العكس تمامًا، حيث حرص الاحتلال على التعدي علينا ومصادرة هواتفنا المحمولة”.

وأردف: “لن نتأثر بهذه الاعتداءات وسنُواصل تغطيتنا الصحافية بكل مهنية وموضوعية ومستمرون في نقل الحقيقة، لنُحافظ على الإرث التي تركته الزميلتين شيرين أبو عاقلة وغفران وراسنة”.

وزاد الصحفي محمد تركمان: “ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها للاعتداء مِن قِبل الاحتلال، حيث سبق وتم التعدي عليّ على حاجز عوفرا المُقام على مدخل بلدة سلواد، وثم احتجازي سابقًا على حاجز زعترة ولم يخلُ الأمر خلال التغطية الميدانية”.

وختم: “اعتداءات الاحتلال لن تُثنينا عن مواصلة نقل الحقيقة وكلما زادت الانتهاكات سنزيد إصرارًا على فضح جرائم الاحتلال وتعريته أمام العالم”.

الدراسة الجامعية 
يقول المصور الصحافي محمد تركمان: “تخرجتُ من جامعة بير زيت قبل أربع سنوات، والتحقت بالعمل لدى شبكة وطن للأنباء قُرابة العام، ومن ثم انتقلت للعمل في شبكة جي ميديا الإخبارية نحو عامين”.

وأضاف: “أعمل حاليًا صحافيًا حرًا “فري لانسر” أُقدم الخدمات الصحافية للعديد من وسائل الاعلام ومنها قناة الجزيرة مباشر”.

بدوره قال صالح المصري منسق لجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين: إن “الاعتداء على الصحافيين محمد تركمان وكريم خمايسة هو حلقةٌ جديدة في مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الطواقم الإعلامية الفلسطينية”.

وأضاف المصري خلال تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، أن “الاعتداء على الصحافيين واحتجازهم عِدة ساعات يُمثّل انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة المَكفولة بموجب القانون والمواثيق الدولية”.

ودعا إلى ضرورة العمل الجاد والفوري على توفير الحماية الدولية للصحفيين الفلسطينيين، الذين يتعرضون لانتهاكات متواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدن الضفة والقدس المحتلتين.

وندّد المصري بسياسات الاحتلال المتمثلة في احتجاز الصحافيين والتحقيق معهم ومصادرة هواتفهم ومركباتهم الشخصية ومحاصرة الطواقم الإعلامية وقنص الصحفيين بالرصاص الحي خلال تغطيتهم الميدانية.

واستهجن سياسة الاحتلال في الاستيلاء على كاميرات الصحافيين ومعداتهم وأجهزة البث الخاصة بوسائل الاعلام وتفجيرها، بهدف إخفاء جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

وأكد على أهمية توقف العالم عن صمته تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر بحق الصحافة والصحفيين والفلسطينيين بصورة عامة.

استهداف الصحافيين يُمثّل صفعة لأحكام القانون الدولي

ولفت إلى أهمية تجريم الاحتلال قادته بشكل واضح وصريح جزّاء جرائمهم المتواصلة بحق شعبنا بجميع أطيافه ومنهم الصحفيون الذين يُواصلون الليل بالنهار لنقل الحقيقة.

واستذكر المصري، أن “استهداف العاملين في وسائل الاعلام يُناقض القانون الدولي ويتعارض مع الاتفاقيات الدولية التي نصت على حرية الرأي والتعبير، داعياً إلى ضرورة إخضاع الاحتلال للمساءلة والإجراءات التأديبية”.

وتابع: “استهداف المدنيين والصحفيين بشكلٍ خاص بمثابة صفعة لأحكام القانون الدولي الإنساني، والمادة (4) من قانون جنيف الذي ينص على حماية المدنيين والصحفيين خاصة أثناء تغطيتهم الإعلامية في المناطق المتنازع عليها”.

وأردف: “إسرائيل باستهدافها للصحفيين تضرب عرض الحاط جميع المواثيق وخاصة قرار مجلس الأمن رقم (2222)، الذي ينص على حماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة”.

وجدد المصري دعوته إلى المجتمع الدولي لمنح الصحفيين والعاملين بوسائل الإعلام في فلسطين أعلى درجات الحماية ليتمكنوا من ممارسة عملهم بحرية، والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها ضد الصحفيين والمؤثرين.

نقابة الصحافيين تدعو لمحاكمة قادة الاحتلال

واستنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، استهداف الاحتلال الطواقم الإعلامية خلال تغطيتها الأحداث بمدن الضفة الغربية المحتلة، داعية إلى فتح تحقيق بجرائم الاحتلال.

وطالبت المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة كافة إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ومحاسبة مرتكبيها وتوفير حماية دولية للصحفيين.

كما دعت جميع المؤسسات الإعلامية الفلسطينية إلى فتح موجات تغطية على مدار الساعة لإلقاء الضوء على مجازر الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني.

وفي ظل تعمد الاحتلال استهداف الطواقم الصحفية دعت نقابة الصحفيين الزملاء الصحفيين إلى اتباع جميع إجراءات السلامة المهنية وأخذ الحيطة والحذر أثناء التغطية الإعلامية.

وأشادت نقابة الصحافيين بالتغطية المهنية الجريئة من قبل الصحفيين للأحداث الساخنة بمحافظات الوطن، معبّرةً عن اعتزازها الكبير بالصحفيين ومهنيتهم العالية.

وحذرت من التعاطي مع الحرب النفسية والاشاعات التي تُحاول وسائل اعلام الاحتلال إثارتها في محاولة للنيل من صمود أهلنا وشعبنا الفلسطيني.

ونوهت إلى ضرورة عدم النزول إلى الميدان دون ارتداء معدات وملابس السلامة المهنية، حفاظًا على السلامة الشخصية.