سياسات السلطة.. فخ أوقع حركة فتح في شباك الشيخوخة وأفقدها شعبيتها

غزة- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

لم يعد يخفى على أحد في الشارع الفلسطيني، التراجع الكبير في شعبية حركة فتح في الضفة الغربية المحتلة خلال السنوات الأخيرة بسبب عدم مقدرتها على التماشي مع المزاج الفلسطيني العام، الداعم لتصعيد العمل المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعيداً عن التنسيق الأمني، والتشبث بمسار أوسلو كحل ينهي الاحتلال.

ويرى مراقبون ومحللون، أن “شعبية فتح في الضفة الغربية تعاني من نكسات كبيرة على خلفية السياسات التي تنتجها السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بالقضايا الوطنية، ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي”.

وقال المراقب للأوضاع في الضفة باسم أبو عطايا، إن “مشكلة فتح في الضفة أن قيادات السلطة وليس التنظيم انفصلت عن واقع الجماهير المعيشي والاقتصادي والاجتماعي في ظل سياسات الاحتلال الإسرائيلي القمعية بحقهم، بدلاً من الاصطفاف إلى جانبهم في مواجهة الاحتلال”.

وأضاف أبو عطايا في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن “قيادات السلطة تحولت للأسف إما للعمل لمصالحها الشخصية أو لمشروع أوسلو الأمني الذي يخدم الاحتلال وأثبت فشله”.

وتابع “سياسات المسئولين أفضى إلى أن المواطن الفلسطيني أصبح ينظر للسلطة الفلسطينية بأنها جزء من عملية مشاركة أمنية مع الاحتلال وليس بناء للفلسطينيين”.

وأشار إلى أن “الشعب الفلسطيني يرفض منهج وأسلوب السلطة في إدارة الأوضاع والضفة ومحاربتها للمقاومة دون إيجاد بديل ملموس على أرض الواقع حال كان التفاوض السبيل وعدم جدوى الكفاح المسلح”.

وأكد أن فتح لم تنجح بقراءة الأوضاع في الضفة الغربية جيداً بعد خسارتها في انتخابات الجامعات، والتي كانت بمثابة ناقوس خطر يقودها لإعادة دراسة المزاج الفلسطيني، بأنه لم يعد يقبل بأن تكون السلطة وكيلاً ومنسقاً أمنياً للاحتلال”.

وشدد أبو عطايا على أن “فتح انفصلت عن الواقع والمزاج العام الفلسطيني الرافض لسياسات السلطة التي تتمسك بمشروع أوسلو وتحقيق مصالح الاحتلال”.

ونوه إلى أن “فتح لم تنجح للأسف بالفصل بين أنها حركة جماهيرية والسلطة، انطلقت على أساس الكفاح المسلح كحل لمواجهة الاحتلال، أو حتى تجديد قياداتها أو تضخ دماء شبابية جديدة، بعيداً مجموعة العجزة من القيادات الحالين التي تديرهم السلطة كموظفين لدى أجهزة الشاباك الإسرائيلي”.

وطالب فتح، بضرورة إعادة صياغة منهجها للتعامل مع مسار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، أن تكون هي من تحاسب السلطة على أفعالها، وليس من تدعمها ضد أبناء شعبها.

من جانبه، قال المحلل طلال عوكل، إن جميع استطلاعات الرأي والاستفتاءات تشير إلى تراجع شعبية فتح في الضفة الغربية.

وأضاف عوكل في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “تراجع شعبية فتح سببه سياسة السلطة الفلسطينية في التعامل قضايا الشعب الفلسطيني، لاسيما المتعلقة بمقاومة الاحتلال، واستمرار المراهنة على اتفاق أوسلو للسلام مع إسرائيل”.

وأرجع أسباب تراجع الشعبية أيضاً إلى ملاحقة السلطة للمقاومين واتهامات الفساد وسوء الإدارة التي لاحقت المسئولين فيها، وفشل الجهود المتكررة المصالحة، والصراع الداخلي داخل الحركة فتح، ما أدى إلى تشتت القرارات وتنافر الأجنحة الداخلية، وقمع الحريات السياسية، والشعور بالاستياء والخيبة بسبب عدم تحقيق النجاحات الملموسة في المفاوضات مع إسرائيل وفشل الحركة في تحقيق الهدف النهائي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأشار إلى أن “فتح تعاني حالياً من انقسامات كبيرة أثرت على شعبيتها، بالإضافة لعدم وجود استراتيجية واضحة لديها لمواجهة الحرب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في ظل استمرار سفك الدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة”.

وأكد عوكل أن “حركة فتح لم تستطع قراءة الواقع والتكيف مع المتغيرات السياسية على مستوى الصراع مع الاحتلال”.

وشدد على أن “الجيل الشبابي الجديد نشأ على وجود احتلال وسلطة قائمة على التنسيق الأمني، ما ألقى بحركة فتح في ملعب الضعف، كونها لم تصحح من سياسات السلطة بالوقوف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني”.

ونوه إلى أن “المطلوب من فتح تغيير استراتيجيتها لاستعادة شعبيتها من خلال تفعيل المواجهة والصراع مع الاحتلال وقيادة دفة النضال في الضفة الغربية، والسير قدماً نحو توحيد الكل الفلسطيني بعيداً عن مربع الانقسام”.

وكان أخر استطلاع للرأي العام أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومقره رام الله، أظهر أن 80 في المئة من الفلسطينيين غير راضين عن الرئيس محمود عباس والسلطة ويطالبون باستقالته وإجراء انتخابات عامة.

وأيد 71 في المئة من المشاركين في الاستطلاع تشكيل مجموعات مقاومة فلسطينية لا تخضع لأوامر السلطة الفلسطينية وليست جزءاً من قوى الأمن الرسمية، لكن 23 في المئة يقولون إنهم ضد ذلك.

واعتبر 50 في المئة من المشاركين أن مصلحة الشعب الفلسطيني تكمن في انهيار أو حل السلطة الفلسطينية، فيما تقول نسبة من 46 في المئة ضد ذلك.