العدوان الإسرائيلي على جنين يدمر البنية التحتية بشكلٍ كامل

تمويل إماراتي لإعادة الاعمار

رؤى قنن – مصدر الإخبارية

كأنّ زلزالاً ضربَ مدينة جنين ومخيمَها في الضفة المحتلة، بعد عدوانٍ إسرائيليّ استمر نحو ثمانية وأربعين ساعة، خلّف دماراً وخراباً هائلَيْن في البنية التحتية للمخيم، فيما هُجِّر قَسْراً نحو خمسة آلاف مواطن من منازلِهم، في مشهدٍ يُعيدُنا بالذاكرة الى عام ألفين واثنين، ونكبةِ عام ثمانيةٍ وأربعين.

أزقَّةٌ وشوارع وأراضٍ زراعية ومنازل ومنشآت تجارية واقتصادية تضررت بفعلِ العدوانِ الذي تعمَّد استهدافَ البنية التحتية، وتدمير شبكاتِ المياه والكهرباء في المخيم.

بنى تحتية مُدمرة

وتواصل الطواقم الميدانية لبلدية جنين ومجلس الخدماتِ المشترك، وشركات خاصة، أعمالَها الميدانيةَ لإزالة آثار الدمارِ الكبير، الذي خلّفه العدوانُ في البنية التحتيةِ فور انسحاب قوات الاحتلال.

مسؤوليات كبيرة ومتعددة الأوجه تَطرحُ نفسَها اليوم لمعالجة آثارِ العدوانِ لتمكينِ المواطنين من العودةِ سريعا إلى بيوتِهم وإغاثتِهم وإعادة تأهيل وبناء ما دمّره الاحتلال وتعويض المتضررين وإعادة الحياة للمدينة ومخيمِها.

ويؤكد رئيس بلدية جنين، المهندس نضال عبيدي، أنّ الاحتلال الإسرائيلي دمّر خلال عدوانِه على المخيم، كامل البنى التحتية من مياه وصرفٍ صحيّ وطرقات وكهرباء، عبر الجرافات العسكرية الضخمة وقصف الطائرات.

وقال خلال حديث لشبكة مصدر الإخبارية إن “قوات الاحتلال قامت بتدمير الخطوط الرئيسية لشبكات المياه، والكهرباء والصرف الصحي، والطرقات الرئيسية”.

وقدّر أنه تم تدمير نحو 15 كيلو متراً من الأسفلت وأزالتها عن منسوبها الطبيعي من متر إلى متر ونصف، وأنه تم تدمير خطوط نقل الكهرباء والمياه الرئيسية في الأرض، تدميرًا كليًا.

وأضاف أنه تم تدمير حوالي 15 إلى 20 كيلو متر من شبكات المياه تدميرًا جزئيًا، إضافة إلى محطة تحويلٍ وربطٍ للمياه، وأن أكثر من 300 بيت في جنين أصبح غير قابل للسكن، بسبب القصف والتفجير والتجريف.

وتوقع المهندس نضال عبيدي بأن إعادة اعمار البنية التحتية فقط تحتاج لأكثر من 50 مليون شيكل، مستدركاً باًن هذا الرقم أولي وقد يرتفع في ظل استمرار عمليات الحصر للأضرار.

الإمارات سبّاقة دائماً

وفيما يتعلق بالمباني المدمرة في جنين قال رئيس بلدية جنين إن “الجهات المختصة من وزارة الأشغال والمؤسسة الحكومية هي من تقوم بحصر الأضرار وتحديد قيمة الخسائر، مشدداً على أن إجمالي الخسائر المُتوقع قد يتجاوز مبلغ 50 مليون دولار.

وأشاد رئيس بلدية جنين بالدعم الإماراتي المُعلن والذي يأتي كأول دعمٍ عربيّ لإعادة إعمار جنين عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

وشدد على أن موقف دولة الإمارات تاريخي في دعم مخيم جنين فهي من تولت إعادة اعمار المخيم بعد عدوان 2002.

وأبلغ الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، صباح اليوم الخميس، بأن الإمارات قررت تقديم 15 مليون دولار لإعادة التأهيل في مخيم جنين.

جاء ذلك بناء على توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بأن دولة الإمارات قررت فتح حساب مشترك والمساهمة بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي لدعم عمليات الوكالة وخدماتها، ولتوفير المساعدات العاجلة للأسر الفلسطينية، وخاصة إعادة تأهيل الخسائر في مدينة جنين ومخيمها والتي شهدت خلال الفترة الماضية اعتداءات إسرائيلية كان لها تداعيات على آلاف الأشخاص.

وثمّن فيليب لازاريني الدعم المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا”، وآخرها الإعلان مطلع العام الجاري عن تخصيص 20 مليون دولار لدعمها.

وحول الدعم الحكومي للمخيم بعد الكارثة التي حلت به، قال رئيس بلدية جنين لمصدر الإخبارية، بأن الحكومة تعاني العديد من الأزمات والمشاكل المالية والاقتصادية والحصار الإسرائيلي، وهي غير قادرة على تقديم التمويل اللازم لإغاثة سكان المخيم،.

وأشار الى التنسيق المشترك مع الجهات الرسمية في الحكومة لإطلاق نداء استغاثة للبدء في أعمال المخيم وإغاثة المنكوبين.