السبّاقة دائماً.. أشكال الدعم المالي الذي قدمته الإمارات للفلسطينيين

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية
قدمت دولة الإمارات العربية الدعم بمختلف أشكاله للفلسطينيين طوال 50 عاماً مضت، تركزت أكثرها بعد قيام السلطة الفلسطينية، فأصبحت تحتل المرتبة الرابعة دعماً للشعب الفلسطيني على مستوى العالم، حسب بيانات رسمية فلسطينية.
ومنذ عام 1993 قدمت الإمارات مساعدات مالية بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أميركي للفلسطينيين، وتركزت أبرز المساعدات الاقتصادية كالتالي:
الإمارات تدعم جنين
في آخر إجراءاتها لدعم الفلسطينيين التي لا تنتهي، تبنت الإمارت بتوجيهات من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عملية إعادة إعمار جنين بعد العدوان الإسرائيلي الأخير أول يوليو (تموز).
وطلبت الدولة حصر الأضرار التي مسّت البنية التحتية وشبكات المياه بشكل فوري، والتي حذرت مؤسسات بيئية وحقوقية من كارثة بيئية قد تنجم عنها، عدا عن تدمير المئات من المنازل في المخيم منها 300 بشكل كامل حسب بلدية جنين.
ولم تكن هذه المرة الأولى، ففي عام 2002 قدمت الإمارات نحو 25 مليون دولار لصالح إعادة إعمار مخيم جنين بتوجيه من الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، بعد معركة كبيرة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بشن عملية “السور الواقي” على المخيم واستهدفه بشكل مباشر.
مدينة الشيخ زايد
قبل أكثر من 18 عاماً اختارت الإمارات قطعة أرض تزيد على 6 كم مربع شمال قطاع غزة، لنباء مدينة سكنية تحمل اسم الراحل “الشيخ زايد” رحمه الله، للفئات التي هدم الاحتلال منازلهم شمال القطاع.
وافتتحت المدينة في 7 مايو عام 2005، بعد عمل مستمر لـ 3 سنوات بإشراف مباشر من الهلال الأحمر الإماراتي، وتتكون من 70 بناية تضم 736 وحدة سكنية، مساحة الوحدة 107 أمتار مربعة، ومدرستين ومسجد وحديقة وملعب كرة قدم خماسي ومرافق أخرى.
وكلّف بناء المدينة آنذاك 220 مليون درهم إماراتي، حسب الهلال الأحمر الإماراتي.
جائحة كورونا
ولم تتوقف الإمارات عن دعم الفلسطينيين بكافة الأزمات، فخلال جائحة كورونا أرسلت 60 ألف جرعة من لقاح كوفيد- 19 وأكثر من 36.6 طناً من المساعدات الطبية العاجلة.
وكانت الإمارات سبّاقة في إرسال طائرة إمدادات طبية للأراضي الفلسطينية، تحتوي كافة المستلزمات اللازمة لمواجهة الأزمة خلال الجائحة.
ومن ضمن الدعم، سلمت مسؤولي الصحة في القدس 100 زي طبي للأطباء، وللمرضى لحماية الطواقم الطبية، إضافة إلى تقديم مستحقات لـ 3 آلاف أسرة ضمن برنامج “العيش الكريم” الذي تم إطلاقه بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية.
وفي 12 فبراير 2022، دعمت الإمارات افتتاح مستشفى ميداني حمل اسم “الشيخ محمد بن زايد آل نهيان” لعلاج مرضى كورونا “كوفيد-19″، بالتنسيق مع برنامج “تكافل” في قطاع غزة.
وكان مقره داخل مستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس على مساحة 8 دونمات، ويضم 216 سريراً، منها 56 للعناية المركزة مخصصة للحالات الحرجة والخطيرة.
وفي 5 ابريل (نيسان) عام 2022 سلمت هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية شيكا مالياً بقيمة 216 ألف دولار لصالح 650 يتيماً ويتيمة تكفلهم الهيئة، من أجل مواظهة الظروف الصعبة في ظل هذه الأزمة.
وفي يونيو (حزيران) العام الماضي من خلال إرسالها 20 سيارة إسعاف مجهزة بكامل معدات الإسعاف والطوارئ، ومعدات الأمن والسلامة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي.
وآخر أشكال الدعم لمواجهة كوفيد 19، في أواخر عام 2022 تحديداً في ديسمبر، أرسلت الإمارات قافلة تضم 6 شاحنات، محملة بـ 85 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية، لمستشفيات قطاع غزة بقيمة 10 ملايين دولار.
وطالما قدمت دولة الإمارات الدعم للقطاع الصحي في أزمات كثيرة تعلقت بالحصار الإسرائيلي، وخلال أي عدوان ضد الفلسطينيين في غزة.
دعم الإمارات لـ “أونروا”
ومن ضمن أشكال الدعم المالي، قامت الإمارات بمد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بمئات الملايين من الدولارات، حيث بلغت قيمة المساعدات في آخر 5 سنوات فقط عبر الوكالة الدولية أكثر من 190 مليون دولار أميركي.
وحصلت أونروا من إجمالي الإسهامات الإماراتية على أكثر من 218 مليون دولار أمريكي، ذهب 166 مليون دولار منها لقطاع التعليم وحده من أجل توفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال.
إضافة إلى 19 مليون دولار كمساعدات سلعية وبرامج موجهة للخدمات الاجتماعية في كل من قطاع غزة والضفة المحتلة والأردن وسوريا ولبنان.
وخلال عامي 2017 و2018، دعمت الإمارات البرامج الصحية والغذائية التي تقدمها الوكالة بقيمة 364 مليون دولار منها 2 مليون دولار لتمويل الوقود لمحطات الكهرباء من أجل دعم المستشفيات في قطاع غزة.
وقدرت المساهمة الإماراتية للأونروا عام 2018 وحده بما يزيد على 50 مليون دولار، وُجِّه معظمه إلى البرامج التعليمية لمئات المدارس التابعة لها.
وحلصت الوكالة الإغاثية على 50 مليون دولار أميركي أخرى في يوليو (تموز) 2019 تبرعت بها أبو ظبي، قُدمت للخدمات الصحية والتعليمية وخدمات أخرى لأكثر من 5 ملايين فلسطيني بمختلف المناطق.
بينما قُدرت المساعدات بين عام 2013 و 2022 بنحو 890 مليون دولار أميركي لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي المحتلة.
ويذكر أن الإمارات دعمت مدينة الخليل في الضفة المحتلة بمبلغ قدره 7.3 ملايين درهم، بتوجيه من الشيخ محمد بن زايد في حزيران (يونيو) الماضي.
عدا عن تقديمها لمساعدة أسر وعوائل الضحايا، والتجار الذين خسروا في أحداث الحريق الكبير في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الذي نشب العام الماضي 2022، وتسبب بوفاة 25 فلسطينياً، واحتراق عشرات المحال التجارية.
ولم ولن تتوقف دولة الإمارات العربية عن تقديم دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، والذي لا يقتصر على المستوى المالي والاقتصادي، إنما كان لها دور في الدعم السياسي في محطات كثيرة للقيادة الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: أبو حسنة لمصدر: الإمارات أبلغت أونروا باستعدادها إعادة إعمار جنين