غالانت يحاول تسويق انتصاراً وهمياً بعد العدوان على جنين

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية
ادعى وزير الأمن في حكومة الاحتلال يوآف غالانت، أن قوات جيشه حققت أهداف العملية العسكرية في جنين ومخيمها بالكامل، في عدوان استغرق يومين، وأسفر عن ارتقاء 12 فلسطينياً، وإصابة العشرات، وتدمير كبير في البنى التحتية وممتلكات المواطنين.
وقال غالانت، في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء: “أنهينا عملية تركّزت ضدّ التنظيمات الإرهابيّة في مخيم جنين، ونحن نتحدث عن منظمات مختلفة ذات قاسم مشترك”، مضيفا أنه “خلال الـ48 ساعة الماضية، ألحقنا أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية للإنتاج الإرهابيّ، ودمّرنا مصنع الإنتاج الإرهابيّ الذي تم إنشاؤه في جنين”، على حدّ وصفه.
وتابع غالانت: “نتحدّث عن عشرات المواقع التي كانت فيها ورش لإنتاج العبوات الناسفة، والمختبرات، ومواقع التخزين، وكذلك وسائل أمنية لحراسة مداخل المخيم، والتي حاولت رصد الأنشطة الروتينية”، التي يقوم بها جيش الاحتلال في المخيم، خلال الفترة الأخيرة.
وقال: “اعتقلنا العديد من المتورطين في الإرهاب، وألحقنا الأذى بهم”.
وذكر أنه “في ما يتعلق بالأهداف؛ فقد تم تحقيق أهداف العملية بالكامل”، مشيرا إلى أنه “ابتداء من صباح اليوم، بات للجيش الإسرائيلي و(جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ) الشاباك، حرية عمل أخرى في جنين”.
وأضاف غالانت: “لقد قمنا بالفعل بعملية… بحيث تتيح لنا القدرة على استخدام قوّات أصغر في المستقبل، حتى يتمكّن فريق من المقاتلين من التحرُّك في أزقّة جنين، وتنفيذ مهمته، حيث كان من المستحيل القيام بذلك من قبل، بكتيبة ولواء” فقط.
وقال: “تحققت المفاجأة بفضل هجوم جوي مفاجئ… وتركيز كبير لقوّات عالية الجودة، جاءت من اتجاهات مختلفة في الوقت ذاته، ومرافقة جوية… وكذلك رصد ما كان مطلوبا”. وزعم أنه “في الواقع… في لحظة الحقيقة، اختار المخرّبون في جنين، الاختباء أو الهروب”.
وعَدّ غالانت أن “الوضع في اليومين الماضيين، يثبت أن الأمر لا يتعلق بنوع من الجيش أو الميليشيات، بل يتعلق بمخربين يقاتلون من أجل المال، أو للإظهار لأصدقائهم والبيئة، أنهم أبطال”، زاعما أن “معظمهم غادروا مكان إقامتهم، ومن بقي منهم اختبأ في أماكن محمية من قبل السكان المدنيين، مثل المستشفيات وحول الأطفال” على حدّ ادعائه، علما بأن عدوان الاحتلال شمل اقتحام مستشفى.
وقال غالانت إنه “يجب أن يُعلم أن الأيادي، أياد فلسطينية، وفي مقدمتها حركة ’الجهاد الإسلامي’، التي هي العامل الأهم في مخيم جنين للاجئين، ولكن هناك جهات أخرى كذلك. لكن التمويل هو تمويل إيراني. وبشكل عام، نحن ندرك فترة طويلة من المحاولات الإيرانية لدفع لإرهاب من يهودا والسامرة، من خلال التمويل، ومحاولة نقل الأسلحة”.
وأضاف: “بصفتي شخصًا يعرف كلًّا من جنين وقطاع غزة منذ سنوات، يمكنني أن أرى أدلة على محاكاة وسائل مصدرها غزة، وعبوات ناسفة، ونصب ألغام قوية، ولكنها بدائية”. وذكر أن “هذه هي أشياء رأيناها قبل 20 عامًا في غزة، وعندها فقط قاموا بدفنها في الرمال، والآن يتعين عليهم دفنها في الأسفلت”.
وذكر غالانت أن “أي مخرّب يعود إلى مخيم جنين، لن يتعرف عليه، فبالنسبة له لم يعد مكانا محميا، سيصاحبه شعور بالاضطهاد. وبقدر ما يهمنا، هذه ليست النهاية… حيث عملنا بقوة، وسنعمل بعد ذلك بأي قوة مطلوبة في مكان معين، أو في مخيم اللاجئين بأكمله”.
وقال: “في الواقع، إذا ربطت هذا العمل بالعمل منذ شهور ضد حركة ’الجهاد الإسلامي’ في غزة، فهناك خط يربط بينهما، والخط الرابط هو التعليمات التي قدمتها في اليوم الأول في موقفي ضد الإرهاب، والتحركات الاستباقية والهجومية. نتخذ خط هجوم ومبادرة ونذهب إلى الأماكن التي يعملون منها، وهذا ما فعلناه في جنين. لدينا القدرة على نسخها إلى أماكن أخرى، حتى مع تغيير الأساليب”.
وأضاف: “في الواقع، بفضل ما فعلناه الآن (العملية العسكرية)، سنكون قادرين على الوصول إلى الخلايا التالية، التي ستكون مكشوفة بشكل أكبر الآن، كما أنني لا أستبعد احتمال أن يسلّم أولئك الذين قاتلوا في الماضي أنفسهم، إلى أجهزة الأمن الفلسطينية، كما حدث في نابلس في الماضي، ويمكن أن يحدث هنا أيضا”.
وانسحب جيش الاحتلال من مخيم جنين قبيل منتصف ليلة الثلاثاء، بعد عدوان استمرّ يومين شارك فيه أكثر من 3 آلاف جندي و200 آلية عسكرية وعشرات الطائرات. وترك العدوان دمارا هائلا في المخيم.
اقرأ/ي أيضاً: غانتس لنتنياهو: لن نمنحك ضوءًا أخضر مرة آخرى