جنين بين العدوان المتواصل والقرارات القديمة

رؤى قنن _مصد الإخبارية

يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر يوم الاثنين عدواناً واسع النطاق على مخيم جنين شمال الضفة الغربية، استهله بقصف مكثّف من الطائرات المروحية، للمنازل الفلسطينية في عمق المخيم.

وتتواصل عمليات القصف والتدمير الإسرائيلي على أطراف المخيم، في ظل اشتباكات عنيفة ناتجة عن تصدي عناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة للقوات الإسرائيلية المقتحمة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتقاء عشرة شهداء وإصابة أكثر من مئة مواطن، عدد منهم في حالة خطرة حتى اللحظة.

ونشر موقع والا العبري أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تؤكد بأن العملية العسكرية في جنين لم تنته بعد.

وبين أن الجيش “الإسرائيلي” هاجم نحو 20 هدفًا في مخيم جنين ومحيطه، وانه جرى استجواب أكثر من 100 فلسطيني من قبل الجيش الإسرائيلي منذ صباح الأحد وحتى الآن من جنين.

موقف غزة من العدوان على جنين

صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، كشف في تصريحات صحفية، أن “حماس”، أبلغت رسائل للعدو الإسرائيلي عبر وسطاء، أن المعركة ستكون مفتوحة إذا حدث أي تماد ٍ في جنين.

وأشار إلى أنّ الاحتلال إذا توغل نحو مركز مخيم جنين ستكون هناك معركة يدفع فيها ثمناً لم يتوقعه.

من جانبه قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، أن كل الخيارات مفتوحة للرد على العدوان الإسرائيلي في جنين، مشدداً على ان سرايا القدس جزء أصيل من المقاومة في جنين وفي كل فلسطين.

وأكد أن كل الفصائل المقاتلة متوافقة على ضرورة المتابعة والتقييم والوقوف عند المسؤولية أمام ما يجري لأهلنا في جنين.

الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، شدد على أن الخطوط الحمراء للمقاومة مرتبط بتقييم قيادة المقاومة الفلسطينية، وأن الأيام القادمة اذا ما استمر التوغل الإسرائيلي في جنين ستكشف طبيعة الخطوط الحمراء.

وكشف الدجني في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، أن قراراً للمقاومة بغزة تم اتخاذه، ويقضي بسحب الضبط الميداني على طول الحدود الشرقية لغزة.
وشدد على أن هذا القرار يُعتبر إشارة لبدء الاستعداد والجهوزية للدخول في المواجهة بأي وقت.

وأكد الدجني أن غزة جاهزة للدفاع عن كل بقعة في فلسطين لكن حسابات قيادة المقاومة هي الأهم من العواطف والأماني التي يتحدث ويُزاود بها البعض.

الموقف الرسمي

وقررت القيادة الفلسطينية عقب اجتماعها العاجل الذي عقد مساء أمس، وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي والاستمرار في وقف التنسيق الأمني.

وتم خلال الاجتماع إقرار دعوة الأمناء العامين للفصائل لاجتماع طارئ.

وشددت القيادة على جميع الأجهزة والهيئات الفلسطينية بأخذ دورها في مهمة الدفاع عن الشعب الفلسطيني.

وأكدت القيادة الفلسطينية في بيانها الختامي بعد الاجتماع، على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأن مهمة السلطة هي حماية الشعب الفلسطيني.

قرارات قديمة

علي الجرباوي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت عقّب على الموقف الفلسطيني الرسمي حول ما يجري في جنين، لشبكة مصدر الإخبارية قائلاً: “من غير المنطقي أن نتوقع أكثر من الموقف الذي صدر عن القيادة الفلسطينية، فهي لن تشن حرباً ولن تستطيع فعل شيء، وكثرة البيانات القديمة تدلل على غياب العمل، واليوم جنين تواجه وحدها كل هذا العدوان”.

وشدد الجرباوي على أنّ هناك الكثير من البيانات السياسية من الفصائل تتحدث عن تدخلها إذا تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء متسائلا عن طبيعة هذه الخطوط بعد ما يجري في جنين.

أمير مخول الخبير في الشؤون الإسرائيلية من حيفا، شدّد في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، أن ما جري في جنين الليلة هو بمثابة تهجير جديد، ونحن نشاهد نزوح العائلات بالمئات.

وأشار في تصريحاته إلى أنّ هناك مخطط متعلق بإنهاء فك الارتباط مع جنين وعودة الاستيطان في جنين.

ولفت  أن الاحتلال يلعب لعبة كي الوعي والضغط على القواعد الجماهيرية وتهجير السكان لوقف احتضانهم للفكر المقاوم الموجود في قلوب الناس كما قال مسؤولين إسرائيليين.

وأكد مخول أنّ  إجماع أمني وعسكري كبير  لكل ما يجري في جنين لن يقضي على المقاومة ولن يحقق نتائج استراتيجية طويلة الأمد، وهذا تمر غير مفهوم ويشير إلى أهداف غير معلنة مما يجري الان في جنين.