استهداف الصحفيين في جنين.. نهج إجرامي لا يكف الاحتلال عن اتباعه

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

“أخرجتنا طواقم الهلال الأحمر من مخيم جنين في سيارة إسعاف بعد استهدافنا بالرصاص الحي من قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومحاصرتنا داخل منزل لأكثر من ساعتين”، هذا ما تحدث به الصحفي عميد شحادة عن استهداف الاحتلال للصحفيين في المدينة.

استهدف جيش الاحتلال معدات عميد الصحفية بأكثر من ست رصاصات، بالإضافة إلى إحراق كاميراته هو وزملائه بالرصاص الحي.

يصف شحادة الأوضاع في جنين بالمرعبة، لافتًا إلى أنه شاهد رجالًا يضربون رؤوسهم بالجدران من شدة القهر لأنهم لا يملكون ما يدافعون به عن عائلاتهم وأطفالهم.

رعب حقيقي داخل المخيم، الأطفال والنساء في وصلة بكاء لا تنقطع، ورصاص جيش الاحتلال في كل مكان داخل حنين.

شعر شحادة بغصة وهو يُغادر مع زملائه داخل سيارة الإسعاف مخيم جنين مرغمًا عنه بعد تفجير كاميراتهم وجهاز البث بالرصاص.

يقول شحادة لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إنّ العائلات كانت خلفه مُحاصرة بالموت، تفوح في المخيم رائحة البارود، ومن أحد شوارعه الضيقة يحاولون رجال الإسعاف لإنقاذهم، لكن سرعان ما يتراجعون تحت وقع زخات رصاص لا تنقطع.

الاحتلال يستهدف كل شيء متحرك

الصحفي رائد الشريف يقول لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن هناك انتهاكات عديدة للطواقم الصحفية من خلال إطلاق النار على كاميراتهم وأجهزتهم البث في أماكن تواجدهم.

ويشير الشريف إلى أنّ هناك أكثر من صحفي تعرض لعملية إطلاق نار، وأنّ معظم الطواقم الصحفية في الميدان تعرضت لعدة تهديدات من جيش الاحتلال.

استهداف الصحفيين في جنين
استهداف الصحفيين في جنين

ويؤكد أنّ الاحتلال يستهدف كل شيء متحرك، بالإضافة إلى الطواقم الطبية والإسعافات وليس بعيدًا أن يستهدفوا الصحافيين، موضحًا أنّ الأمور صعبة ومتوترة إلى أبعد حد في جنين.

وهنا نعود في الذاكرة إلى تاريخ 11 مايو (أيار) ورواية الاحتلال الكاذبة حول اغتيال مراسلة الجزيرة الصحافية شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين شمال الضفة الغربية.

وبعدم محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه، فارتكب جريمة أخرى بحق الصحفية والأسيرة المحررة غفران وراسنة فأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي ما أدى إلى استشهادها، عند مدخل مخيم العروب شمالي الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

النقابة تستنكر استهداف الاحتلال للصحفيين في جنين

استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، استهداف الاحتلال الطواقم الإعلامية خلال تغطيتها اجتياح مدينة جنين ومخيمها داعية إلى فتح تحقيق بجرائم الاحتلال.

واستهجنت النقابة بأشد العبارات عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جنين والاستهداف بشكلٍ مباشر ومتعمد الطواقم الصحفية في جنين وشرق غزة.

وقالت إنها “استمتعت إلى إفادات الزملاء الصحفيين العاملين بالميدان في مدينة جنين ومخيمها أن هذه الاعتداءات تأتي بقرار رسمي من حكومة الاحتلال التي تشن منذ وقت طويل حرب واسعة النطاق ضد الصحفيين والاعلام الفلسطيني”.

وطالبت المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة كافة إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ومحاسبة مرتكبيها وتوفير حماية دولية للصحفيين.

كما دعت المؤسسات الإعلامية الفلسطينية كافة إلى فتح موجات تغطية على مدار الساعة لإلقاء الضوء على مجازر الاحتلال ضد مخيم جنين ومواطنيه العُزل.

وأهابت بجميع المؤسسات الإعلامية العربية والدولية إلى إرسال الطواقم الإعلامية إلى جنين لكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العُزل.

وفي ظل تعمد الاحتلال استهداف الطواقم الصحفية تدعو نقابة الصحفيين الزملاء الصحفيين إلى اتباع جميع إجراءات السلامة المهنية وأخذ الحيطة والحذر أثناء التغطية الإعلامية.

وأشادت نقابة الصحافيين بالتغطية المهنية الجريئة من قبل الصحفيين وتعبر عن اعتزازها الكبير بالصحفيين ومهنيتهم العالية.

وحذرت من التعاطي مع الحرب النفسية والاشاعات التي تحاول وسائل اعلام الاحتلال إثارتها في محاولة للنيل من صمود أهلنا وشعبنا في جنين.

ونوهت إلى ضرورة عدم النزول إلى الميدان دون ارتداء معدات وملابس السلامة المهنية، حفاظًا على السلامة الشخصية.