العملية الإسرائيلية في جنين لن تغير الواقع في الضفة الغربية

ترجمة خاصة – حمزة البحيصي
نشرت صحيفة هآرتس تقريراً ذكرت فيه أن العملية العسكرية التي بدأت ليل الأحد في جنين توشك على أن تشكل نقطة تحول.
وجاء في التقرير أنه يجب خفض التوقعات قليلاً لأن القيادة العليا للجيش الإسرائيلي تتحدث عن العملية بعبارات مختلفة تماماً علماً بأن ما يحدث في جنين يعتبر إجراءً محدوداً في الوقت والقطاع والأهداف.
وأفاد التقرير أن الهدف هو ضبط جهود المقاومة الفلسطينية من جنين، التي اكتسبت بالفعل زخماً في الأشهر الثمانية عشر الماضية. وتأمل في تحقيق ذلك من خلال توجيه ضربة ستجعل من الصعب على المنظمات العاملة من داخل مخيم جنين الاستمرار في مهاجمة الإسرائيليين لبعض الوقت. وذكر التقرير أن المسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الحرب الإسرائيلية ليس لديهم أوهام بأن ذلك سيحدث تغييراً جوهرياً في الواقع الأمني.
ويقول التقرير إن الوضع الراهن سيستمر على كلا الجانبين بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنين، ويبدو أن هذا الخروج سيحدث أسرع بكثير مما يتخيله اليمين. سيظل الفلسطينيون المسلحون متحمسين بشدة للانخراط في مواجهة مسلحة مع القوات الإسرائيلية، مع استمرار عدم رغبة السلطة الفلسطينية في كبح جماحهم أو حتى عدم قدرتها على كبح جماحهم. وستواصل حكومة رئيس الوزراء نتنياهو المتشددة للغاية سياستها الشاملة بتوسيع مناطق المستوطنات والبؤر الاستيطانية.
ولم يرغب الجيش الإسرائيلي في البداية بشن عملية واسعة في شمال الضفة الغربية. وبدلاً من ذلك، فضلت هيئة الأركان أن تفعل المزيد من الشيء نفسه وهو الاستمرار في عمليات الاعتقال في مدينة جنين ونابلس كل بضعة أيام.
وذكر التقرير أنه في الأشهر الأخيرة، كان هناك ارتفاع حاد في عدد الحوادث على طرق الضفة الغربية، من إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف إلى عمليات إطلاق النار. منذ بداية العام قتل فلسطينيون 28 إسرائيلياً. وفي نهاية شهر يونيو حزيران، وقع أحد أخطر الحوادث، وهو مقتل أربعة مستوطنين في هجوم إطلاق نار، في محطة وقود عند مدخل مستوطنة إيلي. هذه الحوادث ضغطت بشدة على الحكومة للتحرك.
وقاد رئيس المجلس الإقليمي يوسي دغان حملة فعالة في الليكود بهدف الحصول على الموافقة على العملية. في غضون ذلك، تراكمت المزيد من الأسباب. وحذر جهاز الأمن العام (الشاباك) من تحسن جودة العبوات الناسفة المنتجة في جنين وأطلق الفلسطينيون مقطع فيديو لصاروخين تم إطلاقهما من جنين إلى داخل إسرائيل. وتصاعد الشك حول إمكانية استخدام طائرات متفجرة بدون طيار.
ومع ذلك أفاد التقرير بأن ما يخططه الجيش لا يتناسب مع خيالات داغان وآخرين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال حجاري إن القوات ستستولي على منازل في أطراف المخيم لكنها لا تخطط لاحتلالها. وأضاف “إن العمل في منطقة حضرية مزدحمة وتبادل إطلاق النار على مسافات قصيرة نسبياً يقلل من المزايا التكتيكية للجيش الإسرائيلي ويزيد من مخاطر الخسائر من جانبنا”.
وأوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي ترك ورائه دماراً هائلاً في مخيم جنين في محاولة لحماية القوات وذلك من خلال قيام الجرافات المدرعة بعمليات حفر عميقة في الطرق عبر المخيم في محاولة لكشف القنابل التي دفنت في أعماق الأرض وجاهزة للانفجار.
وأشار التقرير إلى أن إحدى المشاكل التي سيواجهها الجيش الإسرائيلي تنبع من الخبرة العملياتية المحدودة نسبياً للجنود في هذا النوع من القتال.
وأفاد التقرير أن الحاجة تنبع إلى إنهاء العملية بسرعة إلى حد ما جزئياً خوفاً من تفجر الأحداث في المسارح الأخرى. منذ بداية العام، تحدثت مؤسسة الجيش بشكل متكرر عن خطر وجود جبهة مشتركة، يمكن أن يؤدي فيها حادث في القدس أو الضفة الغربية إلى إطلاق صواريخ من غزة أو سوريا أو لبنان، وهذا بالضبط ما حدث في نيسان (أبريل) الماضي، عندما داهمت الشرطة المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
في الوقت الحالي، وعلى الرغم من التصعيد في جنين، لم تتوقف إسرائيل عن السماح للفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة بالدخول إلى أراضيها للعمل. ولكن إذا استمر عدد الخسائر الفلسطينية بالارتفاع خلال القتال في جنين، فهناك خطر حدوث هجمات انتقامية، سواء من خلال إطلاق الصواريخ أو الهجمات التي يرتكبها مقاتلون بشكل منفرد داخل إسرائيل.
ويقول التقرير “الغريب أن الجيش الإسرائيلي رفض إعطاء اسم للعملية، أو حتى تسميتها عملية، وذلك ليس مثل سفسطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يقلل حتى يومنا هذا من أهمية القتال في أوكرانيا من خلال اعتباره “عملية عسكرية خاصة” وليس حرباً.
اقرأ/ي أيضاً: قرويو الضفة الغربية غير محميين وفي مواجهة عنف المستوطنين المتزايد