تهجير سكان جنين.. خطة إسرائيلية للضغط على المقاومة والاستفراد بها

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أعادت مشاهد نزوح آلاف العائلات الفلسطينية من مدينة جنين ومخيمها إلى الأذهان أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948، حينما أرغم الاحتلال الأهالي على الهجرة تحت تهديد السلاح.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر لحظة خروج آلاف المواطنين من منازلهم بعد تهديد الاحتلال بقصفها على رؤوسهم في محاولةٍ لترهيبهم وترويعهم.

عشرات الأهالي اُرغموا على الخروج من منازلهم خوفًا على أطفالهم وكبار السن والنساء، وهربًا من جحيم آلة الحرب الإسرائيلية التي تُواصل قصف جنين لليوم الثاني على التوالي.

وتُواصل آلة الحرب الإسرائيلية عمليتها العسكرية الواسعة في مدينة جنين، بهدف ما أسمته القيادة العسكرية إجتثات المقاومة والقضاء على المقاتلين الذين استبسلوا في الدفاع عن ثرى المخيم.

ويرى مختصون أن إفراغ المخيم من سكانه يعكس الوجه الدموي للاحتلال للاستفراد في المقاومين الفلسطينيين الذين يفترشون الأزقة ويلتحفون السماء دفاعًا عن المخيم وأهله.

تهجير جنين تهجير جنين

يقول الكاتب والمحلل السياسي عاهد فروانة: إن “إرغام الاحتلال أهالي جنين على إخلاء منازلهم يكشف عن مخطط واسع لاجتياح أكبر للمدينة ومخيمها بهدف تغيير معالمه في ظل معاناة الاحتلال المستمرة من انتشار المجموعات المسلحة”.

محاولة للاستفراد في المخيم ومقاومته
وأضاف خلال تصريحاتٍ خاصة لمصد الإخبارية، أن “الاحتلال يُحاول الاستفراد بالمخيم ومقاوميه ضمن سياسة العقاب الجماعي لجميع أهالي مدينة جنين لتحقيق ما أسماه استعادة حالة الردع بعدما أظهره المسلحون طِيلة الفترة الماضية”.

وأكد على أن “ما أظهرته المقاومة من بسالة في صد العدوان أرّق الاحتلال بشكلٍ كبير، خاصةً في ظل التوجه لتصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة لمواجهة الاحتلال في محافظات الضفة الغربية”.

واعتبر أن “تهجير المدنيين هو محاولةٌ إسرائيليةٌ لاستخدام ورقة للضغط على المقاومين وحاضنتها الشعبية لفرض واقع جديد في المناطق التي يجتاحها بصورةٍ مستمرة”.

شعبٌ أصيل
وحول حالة التضامن الكبيرة التي شهدها الجميع من قبل سكان المدن المجاورة لجنين، نوه إلى أن “حالة التضامن ليست غريبة على أبناء شعبنا في ظل حالة التعاضد والتآخي بين جميع المواطنين الذين ضربوا أروع صور التكافل والتضامن”.

وأضاف: “حينما يتعرض أي جزء من الوطن لعمليات تهجير أو قتل وتدمير نرى أبناء شعبنا يهبون لنجدة إخوانهم الذين تعرضوا للعدوان الإسرائيلي من خلال فتح البيوت لاستقبال المتضررين جرّاء انتهاكات الاحتلال وعدوانه المستمر”.

وتابع: “شعبُنا الفلسطيني مُوحد دومًا في مواجهة الاحتلال بهدف التخفيف عن بعضهم البعض وهو ما يُدلل على حالة التآلف والوحدة الوطنية بين جميع أبناء شعبنا الفلسطيني”.

وأردف: “ما يجري اليوم يوصل رسالةً للاحتلال مفادها بأنه حال حاولت إرغام الأهالي على التهجير من منطقة جغرافية ما فلن يطول النُزوح في ظل وجود حاضنة شعبية تُعزز صمودهم وتُعيد ما دمّره الاحتلال وهو ما يُؤكد فشل مخططات الاحتلال”.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري: إن “إخلاء المنازل بالقوة الجَبرية تحت تهديد السلاح يعني أن الاحتلال ذاهب لمزيد من التصعيد ويريد توسيع عملياته العسكرية العدوانية، وسيقوم بالتقدم لعُمق المخيم”.

رفع سقف النار
وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “الاحتلال يريد (رفع سقف النار) بشكلٍ غير مسبوق وتحديدًا فيما يتعلق بقصف المنازل بالطائرات، وتحويل منازل أخرى لثكنات عسكرية وغرف عملياته”.

وأكد على أن “الاحتلال فقد قدرته على تحقيق أهدافه الاستراتيجية وعَجِزَ عن حسم المعركة لصالحه، في ظل عدم قدرته على إنهاء العملية وفق نظرية الحرب أو العملية الخاطفة”.

وأشار إلى أن “الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في العملية وسط غياب دور عربي واسلامي فاعل دفع حكومة الاحتلال للاستمرار في العملية والتمادي في الجرائم الحاصلة بحق الفلسطينيين”.

وشدّد على أن “المقاومة هي الضامن الوحيد لإفشال مخططات الاحتلال وحماية شعبنا في ظل تواطؤ المنظومة الدولية وتخلي كل الأطراف الإقليمية عن القيام بدور مسؤول تجاه حماية شعبنا الفلسطيني”.

أقرأ أيضًا: مختصون: المقاومة راكمت خبراتها وستنجح في صد عدوان جنين