هل وضع الاحتلال نفسه بمأزق؟.. انعاكسات العملية العسكرية على جنين

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي أكبر عملية عسكرية جوية وبرية على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية منذ سنوات، هدفها تدمير البنية التحتية وكسر أمواج المقاومة.

وأعلن الجيش عن بدء عملية عسكرية واسعة في جنين تحمل اسم “الحديقة والمنزل”، وتشمل دخول آليات عسكرية وقوات جوية وبرية وسايبر إلى المدينة.

واستشهد ثمانية فلسطينيين جراء عدوان الاحتلال على جنين، وأكثر من 50 مصابًا، بينهم 10 بحالة خطيرة، وشهيد في البيرة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

العملية العسكرية على جنين فاشلة

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي واصف عريقات، أنّ الاحتلال الإسرائيلي وضع نفسه في مأزق حينما عن أُعلن عن العملية العسكرية وأهدافها ضد مدينة جنين منها تدمير البنية التحتية والمقاومين والمصانع واجتثاث المقاومة في المخيم.

وقال عريقات في حديث خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية” إنّ أهداف الاحتلال لا يُمكن تحقيقها بساعة أو أيام وسنين، لافتًا إلى أنّه حاول في الماضي كثيرًا لكنه فشل.

وأشار إلى أنّ هناك ثلاثة عناوين وضعها الاحتلال وهي وقف تطور المقاومة وكسر الأمواج واجتثاثها ولكنه فشل، وأن هذه العملية العسكرية ليست الأولى أو الأخيرة في جنين.

وبيّن أن العملية العسكرية فاشلة قبل أن تبدأ لا سيما بدأت باستخدام سلاح الجو والمعروف عادًة يستخدم ضد الجيوش وليس ضد المواطنين والمخيمات.

ولفت عريقات إلى أن “قلوب الجنود الإسرائيليين مرعوبة ومعنوياتهم متدنية، وهذا ما دفع الجيش باستخدام سلاح الجو ضد المدنيين في جنين”.

وقال إنه “منذ فجر اليوم هناك اشتباكات مستمرة وخسائر لحقت بصفوف جيش الاحتلال بالإضافة إلى إسقاط ثلاث طائرات مسيّرة للاحتلال، ولم يعلن عنها حتى اللحظة”.

انعكاس العملية

بدوره، رأى المحلل السياسي الفلسطيني محمد العيلة، أن العملية العسكرية لن تكون واسعة كالهجوم على مخيم جنين في نيسان (أبريل) 2002م لوجود سؤال إسرائيلي حول انعكاس هذه العملية على نشاط المقاومة في المدن الأخرى، وتآكل أكبر للسلطة الفلسطينية في شمال الضفة.

وقال العيلة لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إلى أن هناك سؤال إسرائيلي آخر حول فعالية العملية في تحطيم بُنى المقاومة في جنين، ووأد محاولات المقاومة اكتساب وسائل قتالية جديدة ومؤثرة كالعبوات الأرضية والمقذوفات.

واعتقد أنّه قد يحافظ الجيش على العمل في إطار استراتيجيته المتمثلة في هجمات مركّزة وعنيفة مع توسيع محدود في حجم هذه العمليات، وتتمثل نقطة ضعف هذه الاستراتيجية بكسر استفراد العدو بجنين، ويتحقق ذلك في تضامن بقية المدن -وفق القدرة- وخصوصًا نشاط أعمال المقاومة في الضفة الغربية.

وفي ضوء العملية العسكرية، دمر حيش الاحتلال البُنى التحتية في إطار عدوانه المستمر على مدينة جنين، إذ دعت بلدية جنين المواطنين إلى ترشيد استهلاك المياه والمحافظة على كميات المياه المتوفرة لديهم بسبب التدمير الكبير المتعمد من قبل قوات الاحتلال الغاشم للخطوط الرئيسية لشبكة المياه.

كما وأعلنت عن وقف خدمة المياه والكهرباء عن كافة أحياء مخيم جنين بفعل تدمير الاحتلال للبُنى التحتية خلال العدوان على مدينة جنين ومخيمها.