قرويو الضفة الغربية غير محميين وفي مواجهة عنف المستوطنين المتزايد

ترجمات-حمزة البحيصي

لم يشهد منزل عائلة عمر أبو قطين في قرية ترمسعيا المحتلة بالضفة الغربية أي احتفالات بعيد الأضحى في الأيام السابقة،نتيجة عنف المستوطنين.

في الأسبوع السابق، بعد إنقاذ العديد من الأطفال من المنازل التي هاجمها المستوطنون الإسرائيليون خلال هياج غير مسبوق في المنطقة، قُتل الشاب عمر أبو قطين البالغ من العمر (27 عاماً) بالرصاص، على الأرجح على يد جندي إسرائيلي.

وادعى الجيش الإسرائيلي أنه وصل إلى المنطقة لإخماد النيران بعد أن ألقى فلسطينيون الحجارة، ورغم ذلك لا تزال الظروف غير واضحة.

وكان والد عمر لا يزال يتلقى التعازي يوم الخميس حيث كان الرجال والنساء يجلسون في مناطق منفصلة من حديقة المنزل.

قالت حنان، والدة عمر البالغة من العمر (50 عام): “أنا حزينة لكنني فخورة بمدى شجاعته، فإذا لم يذهب للمساعدة، لكان الوضع أسوأ بكثير”.

ويقطن في قرية ترمسعيا حوالي 4000 شخص، ويعاني السكان في عدد من القرى المجاورة من أعمال العنف وقعت يوم الثلاثاء الماضي التي قُتل فيها قطين، وأصيب ما لا يقل عن 12 فلسطينياً بالرصاص الحي واشتعلت النيران في 30 منزلا و60 سيارة.

يتحدث الناس دائماً عن عنف من “كلا الجانبين”، لكن هذا ليس هو الحال في ترمسعيا، حيث قال هشام، (60 عاماً)، والد الشهيد قطين: “هذه قرية هادئة، ولا يسمح لنا بحيازة أسلحة، ولا يسمح لنا حتى برمي الحجارة. ليس لدينا ما نحمي أنفسنا به “.

في الأشهر الـ 18 الماضية، عانت “إسرائيل” والضفة الغربية من نوبات عنف متكررة ومكثفة بشكل متزايد مع استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية على قدم وساق. وفقدت السلطة الفلسطينية الفاسدة والضعيفة السيطرة على بعض المناطق لصالح مجموعات المقاومة المسلحة المشكلة حديثاً في مدن الضفة الغربية.

ويخشى الكثير من الناس فصلاً جديداً من القتال واسع النطاق يلوح في الأفق. وكان العام الماضي هو الأكثر دموية على الإطلاق في منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهذا العام في طريقه ليكون أسوأ حيث قُتل ما لا يقل عن 137 فلسطينياً و24 إسرائيلياً حتى الآن، معظمهم في غارات للجيش الإسرائيلي واعتداءات فلسطينية. من جهة أخرى، أدت عمليتان إسرائيليتان مفاجأتان في قطاع غزة المحاصر خلال العام الماضي إلى مقتل 83 فلسطينياً آخر وإسرائيلي واحد.

إن عنف المستوطنين ليس ظاهرة جديدة، ولكنه آخذ في الازدياد، فهناك حوالي 700 ألف أو نحو ذلك من الإسرائيليين الذين يعيشون الآن في القدس الشرقية والضفة الغربية هم من القوميين الدينيين، بدافع ما يرونه مهمة إلهية لإعادة أرض إسرائيل التوراتية للشعب اليهودي.

وتؤدي عمليات إطلاق النار والهجوم بالسكاكين وحرق المحاصيل والتخريب وسرقة الأراضي والماشية في 60٪ من الضفة الغربية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة إلى جعل حياة الفلسطينيين لا تطاق لدرجة أنه ليس لديهم خيار سوى المغادرة إلى المناطق التي تديرها السلطة الفلسطينية.

ويُنظر إلى التجمعات الاستيطانية على أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي، وقد جعل نموها المتسارع حل الدولتين شبه مستحيل. وفي مناسبات عديدة، تم توثيق فشل الجيش الإسرائيلي في وقف هجمات المستوطنين.

في فبراير شباط، نزل 400 مستوطن على قرية حوارة الفلسطينية انتقاماً لمقتل مستوطنين على يد مسلح فلسطيني، مما أدى إلى إحراق عشرات المحال التجارية والسيارات. وكان هجوم المستوطنين على نطاق لم يسبق له مثيل، وعجز الجيش الإسرائيلي بالإضافة إلى عدم جهوزيته عن كبح العنف ضد الفلسطينيين مما أثار إدانة دولية.

وقال إمام شلبى، فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 37 عاماً، وكان يزور أقاربه في الصيف “كانت حوارة سيئة للغاية، لكنني أعتقد أن ترمسعيا كانت أسوأ، لقد بدت الهجمات أكثر تنظيماً”.

المصدر: The Guardian