مناطيد التجسس.. سلاح إسرائيلي جديد لمراقبة تحركات المقاومة في الضفة

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، 30 حزيران (يونيو) 2023 منطاداً للتجسس في المنطقة الحدودية المُطلة على مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، في أسلوب تقني جديد ومتقدم استخدم سابقاً في قطاع غزة لرصد نشاطات المقاومة الفلسطينية.

ووفق خبراء في الشأن العسكري ومحللين، فإن إدخال المناطيد على خط المواجهة في الضفة الغربية يهدف إلى توفير معلومات دقيقة عن الأهداف ومسار تحركاتها، لاسيما مع تطور أساليب العمل المقاوم في الضفة، من إطلاق النار إلى تفجير العبوات، وصولاً لإطلاق أول صاروخ صوب مستوطنات الاحتلال للمرة الأولى.

وقال هؤلاء في تصريحات منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، إن المناطيد تتميز عن طائرات الاستطلاع بتغطيتها لمساحات أوسع، وجمع معلومات أمنية في أماكن معقدة، وبهدوء دون أي لفت انتباه للمقاومين لأي ضجيج، وإمكانية بقاءها في الأجواء لفترات طويلة تصل إلى أسابيع.

وأضاف الخبير العسكري واصف عريقات أن “المناطيد تستخدم المناطيد عادة للأعمال الحربية، إضافة لاستشعار الطقس ودرجات الحرارة، لكن الاحتلال يخصصها للرقابة والاستطلاع والتصوير والتجسس الاخرى كاعتراض وتحليل الاتصالات والمكالمات ومراقبة حركة الافراد”.

وتابع عريقات “من مزايا المناطيد انها قادرة على حمل اجهزة ارسال وكاميرات تصوير مرتبطة بالأقمار الصناعية والبقاء في الجو وقت طويل وحمل أوزان ثقيلة ولا تستهلك الوقود كالطائرات ولا تحتاج لمدرج لكن سرعتها منخفضة وقدرتها على المناورة أقل”.

وأشار إلى أن “المناطيد تتميز كذلك بأنها مزودة بكاميرات عالية الدقة تعمل بتقنية الجيجا بكسل ما يسمح لها بالعمل وفق نظام التصوير المباشر، ونقل صورة حية للمنطقة المستهدفة، وإتاحة التعامل مباشرة مع أي تهديد”.

وأكد عريقات لشبكة مصدر الإخبارية أن إسرائيل تستغل المناطيد في الحالة الفلسطينية في إطار الحرب النفسية وبث القلق والتأثير على المعنويات، والتضيق على المقاومين واستنزاف قدراتهم وابقائهم في حالة استنفار والحد من التدريب والتطوير وبناء القدرات.

وشدد على أن تكلفة المناطيد تعتبر أقل من وسائل المراقبة الأخرى كالطائرات بدون طيار، وبإمكانها العمل حال وجود غيوم كثيفة لكن عيبها الوحيد التأثر بهبوب الرياح.

من جانبه قال المحلل في الشأن الإسرائيلي عدنان الصباح، إن تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية يجبر جيش الاحتلال على تكثيف عمله الأمني، خاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في جنين مؤخراً.

وأضاف الصباح لشبكة مصدر الإخبارية، أن الاحتلال يرغب من خلال المناطيد إلى الحصول على رصد للحدود على مدار الـ 24 ساعة ورصد تحركات المقاومين ووضعهم في حالة ضغط نفسي متواصل ومنعهم من حرية الحركة والعمل من خلال اشعارهم بأنهم تحت عيون أجهزته الأمنية.

وأشار إلى أن “الاحتلال يهدف أيضاً إلى زرع حالة من الانتظار لما يسمى بالاجتياح الواسع المعلن عنه مرارا وتكرارا والمؤجل بنفس الوقت الى اجل غير مسمى وهو بلا شك له تأثير سلبي كبير فانتظار غير المدرك حالة تستوجب الاهتمام والبحث وكذا الدعاية المضادة والبناء الايجابي في اوساط المقاتلين”.

وأردف الصباح أن “المطلوب من وسائل الاعلام والتواصل الفلسطينية شن حرب نفسية مضادة على الاحتلال وإيجاد السبل والآليات الضرورية لإنجاحها”.

وأكد الصباح أن التطور اللافت في أداء المقاومة في الضفة الغربية دفع جيش الاحتلال لإدخال أساليب جديدة لمواجهتها، بينها الطائرات الحربية والبدون طيار، وصولاً إلى المناطيد.

وشدد على أن ما حدث من تفجير للآليات الإسرائيلية في جنين ومخيمها مؤخراً وما تلاها من عملية إطلاق نار قتل خلالها أربعة إسرائيليين، والاعلان محاولة إطلاق صاروخ قبل أيام قليلة من المدينة أيضاً، شكل ضربة موجهة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، خاصة مع نجاح عمليات المقاومة، ودفعها لاتخاذ مسارات جديدة للتعامل معها، بينها الحرب النفسة، من خلال استخدام كافة الوسائل التكنولوجية من أجل جمع المعلومات.

ونوه إلى أن كل أجهزة الاحتلال الأمنية تضع على رأس أولوياتها الآن، منع أي عملية نوعية من خلال الكشف المبكر عن أي محاولة قبل وقوعها.

يشار إلى أن المناطيد الإسرائيلية تحتوي على كاميرات ذات قدرات عالية تتيح المراقبة والرصد لمدى يتراوح بين 40 و60 كيلومترا، وبزاوية تصوير 360 درجة، ويملك الاحتلال أنواع منها، بينها مناطيد مراقبة النظام التكتيكي “TAOS” و”بومباردير” و “سكاي ديو”، وتصل تكلفة الواحد منها لقرابة 2 مليون شيكل.