محللون: إطلاق الصواريخ من الضفة أكثر الكوابيس رعباً لإسرائيل لهذا السبب

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:
أكد محللون وخبراء في الشأن الإسرائيلي على أن إطلاق الصواريخ من الضفة الغربية، يعتبر تحولاً نوعياً على صعيد العمل المقاوم في الضفة الغربية، ويشكل انتكاسة جديدة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي أن صاروخاً أطلق من مدينة جنين، وانفجر في الأراضي الواقعة تحت نفوذ السلطة الفلسطينية، في محاولة ثانية خلال أقل من شهرين.
ويتزامن إطلاق الصاروخ من جنين أيضاً، مع إعلان الاحتلال، يوم أمس الأحد، 25 حزيران (يونيو) 2023 عن اعتقال فلسطيني من مدينة القدس بتهمة تصنيع قذيفة صاروخية ومحاولة إطلاقها نحو القدس، خلال مسيرة الأعلام للمستوطنين.
وزعم جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” في بيان، أنه يحقق هذه الأيام مع فلسطيني من قرية “عجول” في رام الله، وسط الضفة الغربية، يدعى عبد الحكيم بواطنة، بذريعة محاولته إطلاق صاروخ نحو القدس بالتزامن مع “مسيرة الأعلام” قبل نحو شهرين.
وقال المحلل اللبناني حسن الحجازي في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية إن “إطلاق صاروخ من جنين يعتبر تجسيد لأكثر الكوابيس رعباً لإسرائيل، بنقل سيناريو قطاع غزة إلى الضفة الغربية، خاصة مع التحول الكبير في كفاءة الصواريخ التي تملكها المقاومة في القطاع”.
وأضاف الحجازي ان “جنين تشهد حالياً تحولاً أساليب المقاومة والتصدي للاحتلال بدأت باطلاق النار، ثم استخدام العبوات الناسفة، وصولاً لإطلاق الصاروخ اليوم”.
وأشار إلى أن “صاروخ جنين يذكر إسرائيل بما كان في غزة في بدايات تطوير وإطلاقها ضد المستوطنات في عام 2001، وتحولها حالياً إلى قلعة حصينة تهدد عمق المدن الإسرائيلية مع وصولها لمديات تزيد عن 200 كيلو متر مربع”.
وتابع “يبدو أن الاحتلال يفقد السيطرة في الضفة الغربية وهذه المساحة الجغرافية الجديدة في جنين ونابلس والمدن الأخرى تتحول تدريجاً لغزة جديدة”.
ورأى الحجازي أن “إطلاق الصاروخ يدلل على أن الضفة تتطور تدريجاً وبداية لما هو أكبر وأعظم “.
وأكد على أنه “لا يوجد خيارات كثيرة بحوزة للاحتلال وما دلل على ذلك تفجيرات آلياته مؤخراً بالعبوات الناسفة في جنين، ورفع مسئوليه من نبرة الخطاب والحديث عن عملية عسكرية بالضفة، ثم التراجع خوفاً من فتح ساحات جديدة وتداعيات الأمر على المنطقة بأسرها”.
ولفت إلى أن “الاحتلال قد يلجأ لبعض الخطوات الاستخبارية لمنع عمليات الاطلاق في أماكنها لكن هناك الكثير من الأمور ستخفى عنه ما سيصيب الاحتلال بالعجر لاسيما في ظل تراجع قدرات السلطة الفلسطينية فعلياً على الأرض في الضفة”.
بدوره، وصفت الخبير عصمت منصور، “إطلاق الصاروخ من جنين بالتطور النوعي واللافت في أداء المقاومة في الضفة خصوصاً في ظل خشية إسرائيل من وصول الفصائل هناك، إلى تطور يخل بالتوازن، ويشكل تهديداً للمستوطنات”.
وقال منصور لشبكة مصدر الإخبارية إنه “في حال أخذ عمليات إطلاق الصواريخ منحنى تصاعدي في الضفة خاصة على صعيد الأعداد فإن الأمر سيغير وجه المواجهة مع الاحتلال وشكلها وسيخلق معادلات جديدة”.
وأشار إلى أن “الاحتلال سيدفع بثقله لمنع أي تغيير في شكل المواجهة، لاسيما وأن تطور مديات الصواريخ التي قد تطلق من الضفة يهدد مدن رئيسية وكبرى في إسرائيل”.
وحذر منصور “من استغلال إسرائيل لإطلاق الصواريخ من الضفة كذريعة لتصعيد كبير في الضفة الغربية قد يهدف لشل المقاومة وتوجيه ضربه قاسمة لها”.
من جانبه، قال المحلل سعيد بشارات إن إطلاق الصاروخ من جنين يدلل على أنه نتاج محاولات ومساعي كبيرة لتطوير العمل المقاوم، التي بدأت تؤتي ثمارها.
وأضاف بشارات في تصريح لمصدر الإخبارية، أن التوقعات تشير إلى أن وتيرة محاولات تطوير الصواريخ في الضفة يمكن أن توصل لما يشبه صاروخ قادر على الوصول إلى مستوطنات الضفة.
وأكد أن الوصول لصاروخ يصل المستوطنات من شأنه كسر جدار التسلح الذي يفرضه الاحتلال ضد الضفة، وأن المقاومة أصبحت قادرة على ارباك حسابات العدو التي يعمل على تثبيتها منذ سنوات طويلة.