الاستخبارات الأمريكية تستخدم صورة الحجاج لإبراز قدرات الذكاء الاصطناعي

ترجمات – حمزة البحيصي

كشف موقع ميدل إيست آي في تقرير له، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية استخدمت صورةً للحجيج في موسم الحج، وذلك حتى تستعرض القدرات المحتملة لتقنيات الرقابة والذكاء الاصطناعي الجديدة، في حين قالت منظمات الحقوق الرقمية والمجتمع المدني المسلمة إن استخدام الصورة يسلط الضوء على المخاوف الكبيرة حيال الأدوات سريعة التطور، مثل برامج التعرف على الوجوه.

في حين أوضحت منظمات الحقوق الرقمية والمجتمع المدني المسلمة أن الأمر يأتي كجزء من نمط الإسلاموفوبيا الذي يشيع داخل وكالات الاستخبارات وتطبيق القانون، والذي يُصوِّر المسلمين باعتبارهم تهديداً لمن حولهم.

ظهرت الصورة في عرض تقديمي من مسؤول بارز بإدارة الابتكار الرقمي بوكالة الاستخبارات المركزية، حيث ناقش العرض التحوُّل الذي تجريه وكالة التجسس على قدراتها في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية.

فخلال مؤتمر القطاع العام من تنظيم خدمات أمازون ويب عام 2018، قال شون روش: “يفرض علينا زمن الاستخبارات الاستكشافية الذهاب إلى أماكن غير ودية على الإطلاق بسرعةٍ كبيرة، من أجل حل مشكلات عويصة للغاية”.

وأوضح أن الفرق الصغيرة من المبرمجين، وعلماء البيانات، والمحللين “الذين يكتبون الشيفرات في الميدان” قدّموا “قدرات مذهلة في مجال العثور على الأشخاص الذين يثيرون اهتمامنا”.

وأردف روش، الذي كان نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية لشؤون الابتكار الرقمي آنذاك: “نستطيع معرفة هوياتهم، وما يفعلونه، ونواياهم، ومواقعهم”.

اقرأ/ي أيضاً: يوتيوب تعلن دعم ميزة دبلجة الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي

وأظهر العرض التقديمي صورة لحجاج تجمعوا في حرم خارجي من المسجد الحرام في مكة المكرمة، أقدس مكان في العالم الإسلامي وموقع الكعبة المشرفة.

ويبدو أن الصورة هي صورة مخزنة من أحد مواقع التصوير الفوتوغرافي تم التقاطها خلال موسم الحج في يناير 2017. ولكن تم تعديل الصورة بإضافة دائرة صفراء لإبراز وجه رجل وسط الحشد.

وسأل موقع ميدل إيست آي وكالة المخابرات المركزية عما إذا كانت لديها القدرات لنشر تقنيات لمراقبة الأشخاص الذين يحضرون الحج، وما إذا كانت الوكالة ستفعل ذلك خلال موسم الحج هذا العام، لكن وكالة المخابرات المركزية لم ترد على أسئلة ميدل إيست آي.

ومع ذلك، أثار استخدام الصور مخاوف العديد من المنظمات المدافعة عن المسلمين والخبراء القانونيين المهتمين بتقنيات المراقبة.

إذ تحدث إدوارد ميتشل، نائب مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، إلى الموقع البريطاني عن وجود تاريخ طويل من تصوير المسلمين كتهديد داخل المواد التعليمية والعروض التقديمية الخاصة بالحكومة. وأوضح ميتشل: “لا يجب استخدام المسلمين باعتبارهم مثالاً من الواقع على كيفية استخدام التقنيات الحكومية. وينطبق هذا الأمر على المسلمين المتعبدين في موسم الحج بشكلٍ خاص”.

فيما قالت آشلي غورسكي، المحامية الأقدم في برنامج الأمن القومي بالاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، خلال حديثها إلى الموقع البريطاني: “تُشكل تقنيات التعرف على الوجه العديد من المخاطر الجسيمة على الخصوصية والحريات المدنية. يحق للناس الصلاة والتعبد بحرية ودون خوف من التعرض للتتبع بواسطة الحكومة. وهذا مثال آخر على الكيفية التي تُروج بها وكالات الاستخبارات الأمريكية لأدوات المراقبة، باعتبارها وسيلةً لمراقبة المجتمعات الدينية والسيطرة عليها حتى خارج حدود البلاد”.

من جهته مضى روش ليصف الكيفية التي تستخدم بها الوكالة الذكاء الاصطناعي لجمع ومعالجة البيانات. وقال روش: “لماذا نستخدم التعلُّم الآلي؟ البشر هم وظيفتنا. أي إننا نأخذ قواعد البيانات المتوافرة عنك. وأعني البيانات الموجودة بالفعل أو البيانات المنظمة وغير المنظمة، وبعض البيانات التي يتم إنشاؤها، ثم نجمع تلك البيانات بسرعة كبيرة في بيئة سحابية حتى نبني توقيعاً رقمياً. ويساعدنا ذلك التوقيع الرقمي في فهم ذاتنا الرقمية”.

جاء العرض التقديمي لروش خلال قمة أمازون لخدمات الويب بعد توقيع وكالة الاستخبارات المركزية عقداً بقيمة 600 مليون دولار، وذلك من أجل الحصول على خدمات الحوسبة السحابية من شركة التقنية العملاقة في عام 2014. وترك روش الوكالة عام 2019، ليصبح اليوم مدير الأمن القومي في خدمات أمازون ويب. بينما رفض المتحدث باسم خدمات أمازون ويب التعليق.

وفي معرض حديثه عن المخاطر المحتملة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، قال روش: “بعض الناس قلقون بشأن الذكاء الاصطناعي”.

وقالت جمانة موسى، مديرة مركز التعديل الرابع في الجمعية الوطنية لمحامي الدفاع الجنائي (NACDL)، التي تقدم المشورة للمحامين في القضايا التي تنطوي على أدوات مراقبة جديدة، إن العرض التقديمي سلط الضوء على أسئلة حول كيفية استخدام التقنية خارج حدود الولايات المتحدة حيث لا تتوفر تدابير حماية دستورية.

في الشهر الماضي، وقع العشرات من خبراء الذكاء الاصطناعي بياناً عاماً يحذرون فيه من أن التكنولوجيا سريعة التطور تشكل تهديداً وجودياً للبشرية.

وتضمنت المخاطر التي أبرزها مركز أمان الذكاء الاصطناعي، الذي نشر البيان، التسليح واستخدام التكنولوجيا لفرض قيم ضيقة من خلال المراقبة المتفشية والرقابة القمعية.

وقال خبراء آخرون في منظمة العفو الدولية إن المخاوف بشأن التكنولوجيا مبالغ فيها.

المصدر: موقع “ميدل إيست آي”