عائلة صب لبن.. 47 عامًا من النضال ضد الاحتلال وللقصة بقية!

مهددة بالإخلاء

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

“منذ 47 عامًا وأنا أقارع الاحتلال الإسرائيلي، بداية عام 1976 رفع سعر بدل إيجار من 12ونصف دينار إلى 200 دينار، وفي عام 1984 بدأ بإعادة ترميم شوارع القدس، مما سبب اهتزازات وتشققات في المنزل وأرسلت البلدية إخطار بإعادة ترميم المنزل”، بهذه الكلمات لخصت نورة صب لبن المهددة بإخلاء المنزل التي تعيش فيه منذ 1953.

تجلس نورة وزوجها على سرير بجوار شرفة منزلهما يستقبلان المتضامنين والصحفيين على مدار اليوم، بسبب تهديدات الاحتلال المستمرة لهما بإخلاء المنزل.

وتظهر من شرفة منزل نورا قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك، ولذلك يريد الاحتلال إخلاء المنازل المحيطة بالمسجد للاستيلاء عليها وتهويد المدينة المقدسة.

مئات الجلسات في أروقة المحاكم

تقول نورة صب لبن لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنها بدأت بترميم منزلها وأوقفها الاحتلال عن استكمال تصليحه، وأغلق باب المنزل ومنعها من الدخول إليه في عام 85.

وتضيف أنه وفي عام 1986 جيرانها خسروا قضيتهم في نفس العمارة التي تعيش فيها، ودخلوا المستوطنين إليها وأغلقوا مداخل العمارة، وهدموا الدرج الذي يتجه إلى منزلها، مشيرًة إلى أنها رفعت قضية بالمحاكم في عام 1988 إلى 1998.

وتروي نورة عذاب مئات الجلسات في أروقة المحاكم التي لم تُنصفها، قائلًة إن قاضي محكمة الاحتلال رأى المنزل، ولاحظ بعدم وجود المدخل والدرج، وأصدر أمر بتصليحه خلال عام فقط، لافتًة إلى أنها بدأت في السكن في عام 2000.

“وفي عام 2010 جاؤوا المستوطنين بإدعاء بأنني لم أسكن في المنزل، ويريدون إخلائي منه، وقمت برفع قضية أخرى في محكمة الصلح والمركزية والعليا، وفي 2015 جاؤوا يخلوني من المنزل بالقوة وبقينا صامدين وأجلوا الإخلاء”، وفق قول نورا صب لبن.

وتشير إلى أن في عام 2016 أصدر القاضي حكمًا بإخلاء أبنائها المتزوجين وغير متزوجين من المنزل، وأن تسكن في المخزن لوحدها، وبعد ذلك قرر بإعادتها وهي وزوجها فقط إلى المنزل.

وتتابع أنها في تشرين الأول “أكتوبر” 2018 مرضت ولم تستطع المشي على قدميها، فقررت الذهاب إلى أبنائها للعناية بها لمدة ثلاثة أشهر، ولاحظت المحكمة أنها لم تتواجد بالمنزل هذه المدة فقررت إخلاءها مرة أخرى.

وتنوه إلى أنّها قدمت جميع الأوراق إلى المحكمة تثبت بأنها مريضة، مضيفًة أنهم رفضوا الاستئناف وطلبوا منها الإخلاء مقابل التنازل عن 10 آلاف شيكل لها، ورفضت المساومة وأصرّت على البقاء في منزلها.

وتردف صب لبن أن محكمة الاحتلال أمهلتها بإخلاء المنزل في 13 تموز (يوليو)، مشيرًة إلى أنّها استأجرت المنزل من الحكومة الأردنية وتم منحها حقوق إيجار محمية، فالاحتلال يدعي بأن المنزل من أملاكهم في المدينة.

وتؤكد “أنا صامدة وقوية ومرابطة في منزلي، ولن أسلمهم المفتاح”، مستدركًا أنها عند الشعور بالخطر عليها وعلى عائلتها والمتضامنين ستضطر إلى مغادرته.

وتُطالب نورة صب لبن المجتمع الدولي بأن يساندهم وينظر إلى قضيتهم بعدل، قائلًة: “يكفي الاتجاه لإسرائيل وعليه أن يرى كيف يعيش الإنسان الفلسطيني في بلاده”.