الشهيد عمر القطين.. رصاصة غادرة من المستوطنين أنهت حلمه بنجله
غادر أمريكا من أجل الدفاع عن وطنه

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
“وصلت لعمر رسالة في مكان عمله مفادها بأن المستوطنين هاجموا بلدتهم ترمسعيا في رام الله، وأنطلق مسرعًا لمساندة الأهالي والتصدي للهجوم، كان ينقل المصابين منهم النساء والأطفال، طلبت منه الرجوع لكنه رفض وأصرّ على البقاء في المقدمة”، بهذه الكلمات تحدثت والدة الشهيد عمر القطين والدموع تغمر عينيها عن تفاصيل ارتقاء نجلها.
عمر ترك عمله وهب مسرعًا إلى مساندة أهل بلدته للتصدي لهجوم المستوطنين المحميون من جيش الاحتلال المدجج بالأسلحة، إذ أصيب العشرات برصاص المتطرفين بجراح مختلفة، كان عمر أحدهم إصابته الرصاصة بصدره ولم تنقذه الرعاية الطبية حتى ارتقى شهيدًا.
في بداية هجوم المستوطنين كان عمر في متواجد في المواجهات طلبت منه والدته الابتعاد عنهم، لكنه رفض وأجابها: “يما ديري بالك على أولادي”، إذ كانت ترى دائمًا في وجهه الشهادة.
“عمر ترك خلفه طفليه عبد الله وديما، وكنت أطلب منه مرارًا وتكرارًا بأن لا يخرج إلى المواجهات من أجلهم لكنه يرفض ويقول أنا لست وحدي أدافع عن وطني وأترك أطفالي، أنتِ وزوجتي برفقتهم وهذا يكفي”، وفق قول والدة عمر القطين.
تقول والدته المكلومة لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنه في عام 2018 عمر أصيب برصاص مطاطي من قبل الاحتلال أثناء مواجهات اندلعت في البلدة”.
وتتابع أن عمر كان يسعف ويُخرج النساء والأطفال من منازلهم التي اُحترقت من قبل المستوطنين، لكنها خرجت رصاصة اخترقت جسده، مردفًة أنها لم تستطع الوصول إليه من أجل إرجاعه إلى أطفاله.
وتشير إلى أنّه عمر تزوج في أمريكا وحصل على الجنسية الأمريكية، ولم يحتمل البقاء بعيدًا عن وطنه، مضيفًة: “طلبت أنا ووالده الرجوع إلى أمريكا ولم يقبل وأكد أنّه يريد الوطن”.
وتكمل والدة الشهيد عمر القطين قولها بإنه كان محبوبًا ومسالمًا معروف بأدبه وأخلاقه في البلدة، يعشق فلسطين ويرفض الخروج منها.
بعيون باكية وقلب يعتصر ألمًا وتطلب والدة عمر من المعزين بعدم البكاء عليه، وتقول: “زغردن يا بنات عمر ابني شهيد”.
الشهيد عمر القطين لاعب كرة قدم في نادي ترمسعيا الرياضي، وشكل استشهاده صدمة في صفوف الحركة الرياضية الفلسطينية، حيث عبر رفاقه عن حزنهم وصدمتهم باستشهاده.
المستوطنون أغتالوا أمنيته
قبل ثلاثة أشهر، احتفل الشهيد عمر القطين بعيد ميلاد طفله عبد الله ونشر عبر صفحته “فيسبوك” صورة تجمعهما، وكتب عليها: “أدعو الله أن يمد بعمري لأراك كما تمنيت”، لكن رصاصة أحد المستوطنين أغتالت أمنيته بأن يبقى بجانبهم طفليه.
وأصبح عبد الله يستقبل المعزين باستشهاد والده، وهو لا يعلم ماذا يحدث، ينتظر رجوعه من عمله حاملًا له الألعاب والمسليات له ولشقيقته ديما.
اقرأ/ي أيضًا: سديل نغنغية.. وصية أخيرة وحلم الطفولة الذي لم يكتمل