تطور المقاومة في جنين يصدم الاحتلال وينذر بعملية واسعة في الضفة

رؤى قنن – مصدر الإخبارية
عبرّت الأوساط الأمنية الإسرائيلية عن صدمتها لما جرى في جنين بعد تفجير آليات عسكرية إسرائيلية بعبوات ناسفة نصبتها فصائل المقاومة في جنين.
وأُطلقت وللمرة الأولى منذ سنوات مروحية عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي صاروخاً؛ لتأمين عملية إنقاذ القوات والآليات العسكرية التي وقعت في الكمين.
وذكر الإعلام العبري أنّ العبوّة التي انفجرت في جنين تزن نحو 40 كيلوغراماً، وأخرجت آلية من الخدمة، وتفاجأ الجنود “الإسرائيليون” من الكمين، بحيث شكّلت صدمة قاسية بالنسبة لهم.
كمين خلط الأوراق
و قال ضباط كبار في القيادة الوسطى بجيش الاحتلال “إن ما حدث يمثل تغيير لقواعد اللعبة ويفرض على الجيش إعادة دراسة طرق اقتحامه لجنين لاسيما وأن الحديث يدور عن عبوة تزن 40 كغم”.
وأوضح مسؤول أمني وفقاً لموقع والا العبري: أنّ العبوة شبيهة بعبوات لبنان وغزة، وندرس الآن نوعية المركبات المدرعة التي يمكن أن تستخدم لاحقا في شمال الضفة.
سيناريوهات الأيام القادمة
ورأى العديد من الخبراء أنه من المتوقع أن نشهد في الأيام القادمة سيناريوهات للرد الإسرائيلي على الكمين المحكم في جنين.
وتوقع المحللون على أنّ الإجراءات العسكرية للاحتلال ستتراوح بين التضييق على الفلسطينيين، أو تعزيز الاستيطان.
وأكد المحلل والكاتب السياسي حسام الدجني، أنّ ما حدث في جنين يعكس انتقال المقاومة لمرحلة جديدة، ويتثبت تطور آدائها.
وقال الدجني في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية في تقديري إن “تطور المقاومة بالضفة خاصة بجنين، هو نقل تجربة المقاومة في قطاع غزة، كيف بدأت وإلى أن وصلت”.
وأضاف: ” تطور المقاومة يربك حسابات الاحتلال، حيث لديه مخاوف من انتقال هذا التطور إلى مدن وبلدات أخرى بالضفة المحتلة”.
واعتبر الدجني، أن المجزرة الإسرائيلية الجديدة في المخيم الذي أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة العشرات، هي حلقة في مسلسل إجرامي طويل يرتكبه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وقال إنّ “زيادة اقتحامات الاحتلال للمدن الفلسطينية، تهدف في المقام الأول إلى إخضاع الشعب الفلسطيني، وكسر إرادته في مدينة الضفة الغربية والقدس، وهذا لن يحدث”.
وفي نفس السياق، اعتبر المحلل والكاتب السياسي حسن لافي، أنه وفي ظل بحث الحكومة الإسرائيلية على ضوء فشل المفاوضات بخصوص التعديلات القضائية، والحديث عن تجدد المظاهرات الاحتجاجية، حاولت الذهاب إلى جنين وشمال الضفة كقضية أمنية تحرف الأجندة الإعلامية والشعبية الصهيونية، ظناً منها أن جنين لقمة سائغة من السهل تسجيل انتصارات عسكرية سريعة هناك تخدم أهداف الحكومة ورئيسها نتنياهو.
وأضاف الافي في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، أنّ التقديرات الإسرائيلية لم تتوقع تطور الفعل المقاوم في جنين، وإدخال العبوات الناسفة الموَجهة على خط الخدمة القتالية.
وشدد على أنّ تطور التكتيك القتالي لجنود كتيبة جنين وبقية الكتائب في صنع كمائن معقدة واختيار أماكنها بدقة و الاستفادة من التفوق الجغرافي لأصحاب الأرض، هي مَن صنعت المشهد البطولي للمقاومة في جنين، الأمر الذي قلب السحر الإسرائيلي على حكومته.
وأوضح المحلل السياسي أنّ هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الاحتلال الإسرائيلي الطائرات الحربية ويقصف هدفاً منذ معركة جنين الأخيرة عام 2002، وفجّر مركبتين مصفحتين وإصابتهما إصابات مباشرة”.
وتابع” وتدحرج العدو من عملية اعتقال عادية إلى حرب شوارع يستدعي قوات كبيرة لإنقاذ المصابين” الإسرائيليين” وسحب المدرعات المشلولة “.
وأكد أنّ ذلك دليل فشل للتقديرات الإسرائيلية للمقاومة في جنين وفي شمال الضفة.
وتابع” هذا الأمر يقودنا إلى القول أن خطة حرف الأنظار عن الإشكالات الداخلية الإسرائيلية تجاه جنين وشمال الضفة، سيكون ثمنها الإسرائيلي كبير ميدانياً في جنين”.
وأردف” الأهم تداعيات ذلك على الوضع الأمني برمته في الضفة والقدس خاصة، وبقية الساحات لاحقا، مما يسهل خلط الأوراق داخل المشهد السياسي الإسرائيلي.