هل تهديد سموتريتش بشن عملية عسكرية واسعة شمال الضفة بات قريباً؟

غزة-سماح سامي
هدد وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش بشن عملية عسكرية واسعة شمال الضفة، ما يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل عن احتمالية تنفيذ التهديد أم مجرد حديث اعلامي.
ودعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اليوم الإثنين، لشن عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية المحتلة؛ للقضاء على أوكار الإرهاب واستعادة الردع، على حد تعبيره.
وقال سموتريتش إن الوقت قد حان لـ “لاستبدال الأنشطة العينية بعملية واسعة للقضاء على أوكار الإرهاب في شمال السامرة واستعادة الردع والأمن في المنطقة”.
وأضاف “لقد حان الوقت لجلب القوات الجوية وقوات المدرعات لحماية أرواح محاربينا”. وأكد أنه سيطالب بـ “عقد اجتماع عاجل لمجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسية والأمنية” (الكابينيت).
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الإثنين، استشهاد الطفل أحمد صقر (15 عامًا)، والشاب خالد عصاعصة (21 عامًا)، والشاب قسام أبو سرية (29 عامًا)، برصاص الاحتلال وإصابة 31 آخرين، بينهم 4 بحالة الخطر خلال اقتحام مخيم جنين.
اقرأ/ي أيضا: جنين: كمين للمقاومة يخترق مصفحة إسرائيلية ويصيب 5 جنود
ويعزز هذه التقديرات مقتل سبعة مستوطنين، منذ مطلع العام الجاري 2023، في عمليات إطلاق نار نفذها فلسطينيون، بالإضافة إلى استهداف مركبات.
تهديد ضعيف
المحلل السياسي نشأت الأقطش رأى أن دعوة وزير المالية الإسرائيلي سمويترتش لشن عملية واسعة شمال الضفة، تعبر عن حالة الضعف والعجز المصابة بها دولة الاحتلال.
وقال الأقطش في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية إن:” دولة الاحتلال غير راغبة بشن عملية عسكرية شمال الضفة، وتهديدها بذلك دليل ضعف وعجز، خوفا من الخسائر البشرية والمادية التي ستلحق بها”.
وأضاف: ” دولة الاحتلال في حالة ضعف بسبب الخلافات الداخلية والتظاهرات القائمة منذ أشهر، فالحكومة أضعف من أن تتخذ قرار عسكرية كبير، كذلك القرار لم يعد السهل في ظل تطور أساليب المقاومة النوعية باستخدام عبوات ناسفة شديدة الانفجار وإطلاق نار، محققة خسائر بشرية في صفوف جنود الاحتلال”.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في حكومة الاحتلال أوصت الجيش بتنفيذ عملية عسكرية بعد اعترافه أن كل ما يقوم به من مطاردة واعتقال وإعدام ميداني لم يؤثر على المقاومة.
وتوقع شن جيش الاحتلال اقتحامات ومعارك تمهيدية، مستدركا:” لكن الفرق بين العمليات اليوم وفي الماضي هو تفكيره جليا بالثمن الذي سيدفعه”.
وأشار إلى أن ما أظهرته المقاومة من تكتيكات خلال تصديها لاقتحام قوات الاحتلال لجنين، دليل تناميها وتطورها أمام أساليب الاحتلال.
وشدد على أن المقاومة خلال تصديها لعملية جيش الاحتلال في جنين، استخدمت العديد من الوسائل، بعضها لأول مرة بالحجم الكبير.
حالة تخبط
بدوره، اتفق المحلل السياسي عليان الهندي مع سابقه، على حالة التخبط التي تعيشها دولة الاحتلال الإسرائيلي بالوقت الراهن، مشيرا إلى أن التخبط يقود قادتها المتطرفين لاتخاذ قرارات يصعب التنبؤ بها.
وتوقع الهندي اقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على شن عملية عسكرية شمال الضفة خاصة بمدن جنين ونابلس، في ظل الضغوط التي يمارسها قادة المؤسسة العسكرية والأمنية، بحجة تصفية المطلوبين لديهم.
وأشار إلى قوة المقاومة العسكرية وبسالتها وتطور أساليبها بالتصدي لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين، دفع سمويترتش للمطالبة بشن عملية عسكرية واسعة.
وشدد على احتمالية أن يذهب جيش الاحتلال لعملية عسكرية واسعة لمخيم جنين لأيام محدودة فقط، بحجة تصفية مطلوبين لديه، منبها إلى أن استراتيجية الجيش الجديدة تتركز على القتل دون السيطرة على الأرض، وذلك بعد استخدام المقاومة لتكتيكات عسكرية ومعدات أشد فتكا عن السابق.
وأكد أن جيش الاحتلال تفاجأ بحجم انتشار الأسلحة المستخدمة ضده في مدن شمال الضفة، بعد أن “غض الطرف” عنها بهدف استخدامها بالنزاعات الداخلية كما هو الحاصل بالداخل المحتل.
ولفت إلى تخوف جيش الاحتلال من اندلاع انتفاضة مسلحة، لذلك يعمل جاهدا لتصفية قادتها والقضاء عليها قبل تناميها.