إدارة بايدن تسعى لإنجاز صفقة سعودية إسرائيلية طويلة الأمد

ترجمة حمزة البحيصي-مصدر الإخبارية
نشرت نيويورك تايمز تقريراً طويلاً ومفصلاً حول العلاقات السعودية الإسرائيلية وتناولت إمكانية التقارب والانفتاح في العلاقات وإنشاء صفقة بين البلدين.
يقول التقرير “بعد وقت قصير من إقلاع طائرة وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين في وقت سابق من هذا الشهر من الرياض، حيث عقد اجتماعا مطولاً مع ولي العهد السعودي، أجرى بلينكين اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعلى مدى 40 دقيقة، قدم السيد بلينكين إيجازاً لنتنياهو حول المطالب المهمة التي كان ولي العهد الشاب محمد بن سلمان يطالب بها لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
كانت المكالمة الهاتفية – التي وصفها اثنان من المسؤولين الأمريكيين – بمثابة منعطف في محاولة إدارة بايدن للتوسط في صفقة دبلوماسية تاريخية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وهما خصمان تاريخيان انخرطا في مغازلة سرية جزئياً بشأن عدم ثقتهم المشتركة في عدوهما اللدود إيران.
وتخوض الولايات المتحدة مفاوضات معقدة من بين ثلاثة قادة لديهم أسبابهم الخاصة لإبرام صفقة ولكنهم يقدمون مطالب قد تكون باهظة الثمن. وهم ببساطة لا يحبون أو يثقون ببعضهم البعض كما يشير التقرير.
وقال العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين إن فرص إبرام صفقة بين السعودية وإسرائيل يمكن أن تكون أقل من 50 في المائة، بينما قال السيد بلينكين إنه “ليس لديه أوهام” بأن الطريق إلى الصفقة سيكون سريعاً ومع ذلك، فإن تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل سيكون أحد الأحداث الأكثر دراماتيكية في إعادة الاصطفاف المستمر للشرق الأوسط.
ويفيد التقرير بأن الحكومة السعودية هي من أكثر دول العالم العربي نفوذاً حيث جعلت دعمها للدولة الفلسطينية المستقلة أقل أولوية.
ويقول التقرير “بالنسبة للسيد نتنياهو، فإن اعتراف المملكة العربية السعودية بإسرائيل سيكون بمثابة انتصار سياسي كبير للزعيم المحاصر، الذي تواجه حكومته الائتلافية اليمينية المتشددة معارضة داخلية شرسة”.
اقرأ/ي أيضا: واشنطن تخوض مفاوضات معقدة بين إسرائيل والسعودية للوصول لاتفاق تطبيع
من جانبه يسعى الأمير محمد إلى تعزيز العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، والحصول على المزيد من الأسلحة الأمريكية، وكذلك موافقة الولايات المتحدة على أن تقوم المملكة بتخصيب اليورانيوم كجزء من برنامج نووي مدني – وهو أمر طالما قاومته واشنطن.
وبالنسبة لبايدن، فإن الاقتراب من المملكة العربية السعودية يحمل في طياته مخاطر سياسية – لا سيما بعدما تعهد ذات مرة بجعل المملكة العربية السعودية “منبوذة”.
ويرى مسؤولون أمريكيون أيضاً أهمية استراتيجية في تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية كوسيلة لمنع الرياض من الانجذاب أكثر نحو الصين، وهما دولتان انخرطتا في علاقات دافئة بشكل متزايد.
وتحدث عدد من المسؤولين الأمريكيين عن الجهود الحالية من قبل إدارة بايدن وفرص النجاح. وقالوا إنهم يعتقدون أن تضافر العوامل أوجد نافذة زمنية – ربما قبل العام المقبل عندما تشتد دورة الانتخابات الأمريكية – لإيجاد اتفاق محتمل. وأوضح التقرير أن أحد العوامل هو أن الرئيس الديمقراطي قد يكون لديه فرصة أفضل من الرئيس الجمهوري لبيع الصفقة لأعضاء الحزب وكسب البعض من المعارضة السياسية.
وقال ممثل عن مجلس الأمن القومي إن سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط “تشمل جهوداً لتوسيع وتعزيز اتفاقيات أبراهام، فضلاً عن جهود لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. ولم يخف نتنياهو أمله في إبرام صفقة مع السعوديين.
وتحدث التقرير عن احتمالية التقارب الرسمي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، لكن كلا الجانبين رأيا الكثير من العقبات لجعل الفكرة حقيقة واقعة. وجاء في التقرير “عندما ترأس الرئيس ترامب في سبتمبر 2020 توقيع اتفاقيات أبراهام الدبلوماسية بين إسرائيل ودولتين عربيتين في الخليج، لم يكن السعوديون مستعدين للانضمام إلى الاتفاقية.
وذكر التقرير أنه على الرغم من أن السيد بايدن اتخذ موقفاً فاتراً تجاه الأمير محمد بن سلمان جزئياً بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي إلا أنه زار المملكة على مضض في يوليو تموز الماضي. ووصلت العلاقات بين البلدين إلى الحضيض في أكتوبر تشرين الأول، عندما أعلن السعوديون أنهم يخفضون إنتاج النفط وهي خطوة أثارت غضب المسؤولين الأمريكيين.
وبذلت الحكومتان جهوداً هادئة لإصلاح العلاقات خلال فصل الشتاء، ثم في مايو أيار، عندما زار السيد جيك سوليفان مستشار الأمن القومي، الرياض، حيث أشار الأمير محمد بن سلمان إلى استعداد أكبر لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، واتفق مع السيد سوليفان في أن هذا العام قد يكون الوقت مناسباً للقيام.
وبحسب التقرير يقول مسؤولون سعوديون إنه بالنظر إلى عدم شعبية إسرائيل بين المواطنين السعوديين، فإن تطبيع العلاقات مع الدولة سيكلف الأمير محمد رأس مال سياسي مع شعبه. ولتبرير ذلك، كما يقولون، سيحتاج إلى الحصول على تنازلات كبيرة من الولايات المتحدة، مع التركيز على ردع إيران، لكن المطالب الأولية للأمير محمد بن سلمان كانت شديدة، وهي ضمانات أمريكية للدفاع عن المملكة العربية السعودية من هجوم عسكري، وشراكة سعودية أمريكية لتخصيب اليورانيوم من أجل برنامج نووي مدني، وقيود أقل على مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة.