لبنان.. الصراع على كرسي الرئاسة يحتدم وهذه السيناريوهات المتوقعة

ظهور تحالفات جديدة سيعمق الأزمة

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

فشل لبنان للمرة الثانية في انتخاب رئيس يخلف ميشال عون الذي انتهت ولايته منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعدما لم يحصل لا سليمان فرنجية المرشح الذي يدعمه حزب الله، ولا وزير المالية السابق جهاد أزعور على عدد كافِ من الأصوات للفوز، في الجلسة البرلمانية الأخيرة.

أسباب فشل انتخاب رئيس لبناني جديد

المحلل السياسي اللبناني د. وائل نجم قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنّ الجلسة الثانية عشرة التي انعقدت يوم الأربعاء في 14 حزيران (يونيو) فشلت في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تمامًا كما حصل في الجلسات السابقة.

ولفت نجم إلى أنّ هذه الجلسة شهدت انقسامًا جديدًا ومن نوع مختلف هذه المرة أظهر تحالفات جديدة في المجلس النيابي، ومسرحًا جديدًا في الساحة السياسية وقد يشكل مدخلًا للبنان إلى مرحلة جديدة قد تكون مختلفة جذريًا.

وأضاف أنّ الجلسة برز فيها مرشحان رئيسيان، أحدهما النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، وهو مدعوم من “حركة أمل وحزب الله” بشكل أساسي، ومن بعض النواب الآخرين، وأعطى هذا التحالف للمرشح فرنجية 51 صوتًا من أصوات النواب 27 نائبًا شيعيًّا، وبعض النواب المسيحيين المقربين من فرنجية.

في المقابل، برز اسم الوزير السابق جهاد أزعور، بعد تقاطع أغلب القوى المسيحية على تبنّي ترشيحه ودعمه في معركة الانتخابات الرئاسية، واصطفت خلفه كتل القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، الكتائب اللبنانية (قوى مسيحية)، إضافة إلى كتلة اللقاء الديمقراطي التي يتزعّمها تيمور جنبلاط نجل الزعيم الدرزي الوطني وليد جنبلاط، وحصل على 59 صوتًا لم تكن كافية لإعلانه فائزًا بالانتخابات، بحسب نجم.

وتابع أنّ الاصطفاف الذي أخذ منحى طائفيًّا بين الشيعة والمسيحيين، وفي مقابل هذين الفريقين فضل بعض النواب، وأغلبهم من المسلمين السنة، الاقتراع لخيار ثالث خارج الاصطفاف، عبروا عنه إما بالاقتراع لما سمّوه “لبنان الجديد” وإما لأسماء غير مطروحة للرئاسة، وانحاز إلى هذا الخيار الثالث قرابة 18 نائبًا.

ولفت نجم معركة اختيار رئيس جديد للبنان هذه المرة أخذت بعدًا مهمًّا داخليًّا وخارجيًّا، على الصعيد الداخلي فإن أول ضحايا هذه المعركة هو التحالف الذي كان قائمًا بين “حزب الله” والتيار الوطني الحر.

وقال إن حزب الله الذي يتبنى ترشيح سليمان فرنجية، غير مقبول بشكل واسع في البيئة المسيحية، إذ تقتصر شعبيته وحضوره على منطقة محصورة في قضاء زغرتا في شمال لبنان، ولا يحظى بكتلة نيابية مسيحية وازنة في مجلس النواب.

انتخاب الرئيس ليس بيد اللبنانيين

المحلل السياسي اللبناني محمد المصري أوضح أن فشل انتخاب رئيس لجديد للبنان سببه الثوابت الأساسية في البلاد، وأن عادة ما يتم انتخاب رئيس الجمهورية نتيجة تسويات خارجية.

وأضاف المصري لـ”شبكة مصدر الإخبارية” لأن السياسة في لبنان لا يوجد فيها مقرر داخلي، وإنما أدوات تنفيذية، والمقرر دائمًا تكون دولة إقليمية راعية لأحد الأطراف اللبنانية.

ولفت إلى أن السياسات الاستراتيجية والتغييرات الفاعلة في السياسة اللبنانية لا يمكن تنجح إلا من خلال تسويات خارجية بما فيها الآن انتخاب رئيس جمهورية جديد.

وأكمل المصري نحن نشهد تغييرات إقليمية ونوع من التسويات التي تحدث بين إيران والسعودية وخط التوتر بين الطرفين بهدف وقف الحرب في اليمن، وتقارب سوري عربي وسعودي، حيث كل ذلك ينعكس على لبنان، مؤكدًا أنها لم تلاقي ثمارها على البلاد.

وبشأن الجلسة الـ13 التي دعا لها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه، رأى أنها لا تستطيع أن تأتي بمرشحين، وبالتالي الكل سيذهب نحو الحوار وسيتم البحث على مرشح ثالث.

واستبعد أن يتم التوافق في الجلسة الثالثة عشر من قبل الأطراف، مضيفًا أنه إذا تم ارتفاع عدد الأصوات لأحد المرشحين سيتم تعطيل الجلسة دستوريًا.
ونوه إلى أن اختيار رئيس جديد للبنان ليس بيد اللبنانيين وهو بانتظار تسوية دولية، مبيّنًا أنّ اختياره الرئيس سيكون في عهده مرحلة جديدة في لبنان.

وشدد على أن لبنان منهارة وتنتظر التسوية وانتخاب لرئيس جديد، مشيرًا إلى أن الحصول على التوافق والتسوية الدولية ستمكن لبنان أن يستعيد جزء من عافيته.